قرآنــيات
19
ا من اكتشافات
ً
وبعد002سنة تقريب
نيوتن جاءت أعمال اينشتاين (9781-
5591م) التي قلبت كل حسابات وموازين
نظرية الفيزياء النيوتونية، وتقتضي
الأخيرة أن الوقت متغير ينقضي ويتدفق
بوتيرة مختلفة، وأن الفراغ شأنه شأن
الوقت فهو بدوره يمكنه أن يتقلص
ا
ً
أو يتمدد حسب وضعية المشاهد، إذ
الوقت والفراغ هما نسبيان متغيران
وليسا مطلقين ثابتين، وتضيف نظرية
ا للأبعاد
ً
ا رابع
ً
النسبية العامة بعد
الثلاثة الخاصة بالفضاء وهذا ما يعرف
(بالفضاء الزمني)، ويقول اينشتاين إن
الفضاء الزمني ليس سليم الشكل بل هو
مقعر من جراء ثقل الأجسام السماوية،
وأي شيء يمر بالقرب من هذه التقعرات
ا نحوها، وهذه
ً
الفضائية سينجذب تلقائي
التقعرات في الفضاء الزمني يمكنها أن
تؤثر على أدوات قياس الوقت كالساعات
الميكانيكية، البيولوجية والنووية فهي
تتباطأ باقترابها من الأجسام الكبيرة
الحجم المحدثة للتقعر، ولما كانت
الثقوب السوداء أشد الأجرام السماوية
كثافة من غيرها، فإن الوقت بالقرب
عن ذلك
ً
ا، فض
ً
منها يكاد يكون متوقف
فإنها تجذب حتى الفوتونات الضوئية
الضئيلة الحجم، فلهذا فإن الوقت قبل
مرحلة الفتق (الانفجار الأعظم) كان
ا كون النقطة التي انفجرت مكونة
ً
معدوم
لنا هذا الكون كانت في درجة هائلة
من الكثافة تؤول إلى ما لانهاية والزمن
والمادة كانتا محبوستين ومكدستين
تحت درجة عالية من الكثافة، وهذا ما
ا
ً
استنتجه العقل العلمي البشري مؤخر
من أن الوقت نسبي متغير وليس مطلق
ثابت.
ا
َ
ه
ُ
ب
َ
س
ْ
ح
َ
ت
َ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ى ال
َ
ر
َ
ت
َ
(و
قال تعالى:
) ِ
اب
َ
ح
َّ
الس
َّ
ر
َ
م
ُّ
ر
ُ
م
َ
ت
َ
ي
ِ
ه
َ
و
ً
ة
َ
د
ِ
ام
َ
ج
(النمل:88)، أي تظنها جامدة، لكنها تمر
كما يمر السحاب، فالأرض ثابتة بالنسبة
للأرض ومتحركة بالنسبة لجرم آخر.
وينهي اللورد أفبري كتابه عن محاسن
ان
ّ
الطبيعة بقوله: (فالزمان والمكان سر
لا يسبر غورهما ولا يدرك قرارها،
وكما تعجز عقولنا عن تصوير بدء الأزل
ونهاية الأبد، كذلك يعجز وعينا عن تخيل
أول المكان وآخره، وهو ملء الجهات
الأربع، وكل عال منه دون أعلى منه،
وكل تحت دونه تحت والمكان كالزمان
عد
ُ
لانهائي وغير محدود) أي أن الزمن ب
.
)4(
نسبي يختلف باختلاف مكان وجوده
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) الإعجاز العلمي في القرآن الكريم/حميد
النجدي/ص 011.
2) اينشتاين والنظرية النسبية/محمد عبد الرضا
مرحبا/ص861و981.
3) ن.م/ ص28 ص37وص 95.
4) الله والعلم الحديث/عبد الرزاق نوفل/ ص13.
التحديد القرآني لقياس الزمن
