مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 28

28
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
الجنة، أو حفرة
من حفر النار،
وإن الكافر إذا دفن
قالت له الأرض:
ا بك ولا
ً
لا مرحب
، لقد كنت من
ً
أه
أبغض من يمشي
على ظهري، فإذا
وليتك فستعلم
كيف صنيعي بك،
فتضمه حتى تلتقي
أضلاعه، وإن المعيشة الضنك التي حذر
الله منها عدوه عذاب القبر، إنه يسلط
ا
ً
على الكافر في قبره تسعة وتسعين تنين
فينهشن لحمه، ويكسرن عظمه، يترددن
ا منها
ً
عليه كذلك إلى يوم يبعث، لو أن تنين
ا، يا عباد الله
ً
نفخ في الأرض لم تنبت زرع
إن أنفسكم الضعيفة وأجسادكم الناعمة
الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن
هذا، فإن استطعتم أن تجزعوا لأجسادكم
وأنفسكم بما لا طاقة لكم به ولا صبر لكم
عليه، فاعملوا بما أحب الله واتركوا ما كره
.
)7(
الله)
وقد ذكر القرآن الكريم من عذاب
القبر وما فيه من ترهيب حسي وعلى رأسه
عقوبة النار، عندما يصف حياة المجرمين،
ُ
الله
ُ
اه
َ
ق
َ
و
َ
لاسيما آل فرعون بقوله تعالى:
ُ
وء
ُ
س
َ
ن
ْ
و
َ
ع
ْ
ر
ِ
ف
ِ
ل
َ
آ
ِ
ب
َ
اق
َ
ح
َ
وا و
ُ
ر
َ
ك
َ
ا م
َ
م
ِ
ات
َ
ئ
ِّ
ي
َ
س
ا
ًّ
ي
ِ
ش
َ
ع
َ
ا و
ًّ
و
ُ
د
ُ
ا غ
َ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
َ
ون
ُ
ض
َ
ر
ْ
ع
ُ
ي
ُ
ار
َّ
* الن
ِ
اب
َ
ذ
َ
ع
ْ
ال
َّ
د
َ
ش
َ
أ
َ
ن
ْ
و
َ
ع
ْ
ر
ِ
ف
َ
ل
َ
وا آ
ُ
ل
ِ
خ
ْ
د
َ
أ
ُ
ة
َ
اع
َّ
الس
ُ
وم
ُ
ق
َ
ت
َ
م
ْ
و
َ
ي
َ
و
(غافر:54ـ 64)، فالغدو والعشي
) ِ
اب
َ
ذ
َ
ع
ْ
ال
إنما يكون في الدنيا في دار المشركين،
ا
ّ
ً
ا ولا عشي
ً
وأما في القيامة فلا يكون غدو
ً
ة
َ
ر
ْ
ك
ُ
ا ب
َ
يه
ِ
ف
ْ
م
ُ
ه
ُ
ق
ْ
ز
ِ
ر
ْ
م
ُ
ه
َ
ل
َ
كما في قوله تعالى:
(مريم:26)، يعني في جنان الدنيا
) ً
ا
ّ
ي
ِ
ش
َ
ع
َ
و
التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين فأما في
،
)8(
ا
ّ
ً
ا ولا عشي
ً
جنات الخلد فلا يكون غدو
(وفي الآية دلالة على صحة عذاب القبر لأنه
ا
ً
عرضون على النار غدو
ُ
تعالى أخبر أنهم ي
.
)9(
ا)
ًّ
وعشي
بر
َ
ثبات عذاب الق
ِ
إن في هذه الآية إ
ار
َّ
فهي تقتضي عرض آل فرعون على الن
ا، وليس المراد منه يوم القيامة
ًّ
غدوا وعشي
َ
وا آل
ُ
ل
ِ
خ
ْ
د
َ
أ
ُ
ة
َ
اع
َّ
الس
ُ
وم
ُ
ق
َ
ت
َ
م
ْ
و
َ
ي
َ
نه قال:
َ
ِ
، وليس المراد منه
) ِ
ذاب
َ
ع
ْ
ال
َّ
د
َ
ش
َ
أ
َ
ن
ْ
و
َ
ع
ْ
ر
ِ
ف
ا
ً
عرضهم على النار غدو
ّ
ن
َ
ِ
ا الدنيا
ً
يض
َ
أ
َّ
ن
َ
في الدنيا، فثبت أ
ً
ا، ما كان حاص
ّ
ً
وعشي
نما حصل بعد الموت وقبل
ِ
هذا العرض إ
ثبات عذاب
ِ
يوم القيامة، وذلك يدل على إ
ي حقهم
ِ
بر في حق هؤلاء، وإذ ثبت ف
َ
الق
ل بالفرق،
ِ
نه لا قائ
َ
ِ
ثبت في حق غيرهم
بر يتم إيصال العذاب للظالمين من
َ
في الق
ي هذين الوقتين،
ِ
آل فرعون وغيرهم ف
ثم عند قيام القيامة يلقون في النار فيدوم
عذابهم بعد ذلك، وإن عذاب البرزخ لا
يمكن قياسه مع عالم الدنيا وعذابه، حيث
ّ
له خصوصياته وكيفياته التي لا يعلمها إ
، فالآية تحكي من
)10(
الله سبحانه وتعالى
ً
آل فرعون يعرضون على النار صباحا
ّ
أن
، ولا شك في أن عرضهم على النار
ً
ومساء
من أجل أن يصيبهم من عذاب القبر قبل
ا بعدها فيقحمون في أودية نار
ّ
القيامة، وأم
جهنم خالدين فيها.
وهناك روايات تذكر الترهيب الحسي
بشكل ساطع، وما يعذب به عدو الله في
قبره بأنواع العذاب الحسي، كما في
الرواية الواردة عن أمير المؤمنين الإمام
بين تجسيد العمل السيئ
ُ
التي ت
A
علي
: (...وإن كان
A
لصاحبه في القبر، يقول
ا
ّ
ً
ا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زي
ً
لربه عدو
1...,29,30,31,32,33,34,35,36,37,38 18,19,20,21,22,23,24,25,26,27,...148
Powered by FlippingBook