مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 17

قرآنــيات 17
الإشارة التي تعني الحدث الثاني، وفي
هذه الحالة ستصبح آنية الحدثين سمات
مطلقة لا تتوقف عن حركة المختبر الذي
تجري المراقبة فيه.
وهكذا فإننا نستنتج أن إرسال
الإشاراتلا يمكن أن يتم في لمح البصر،
وذلك لأن التجربة تدحض مطلقية
الزمن، وأن سرعة الإرسال من نقطة
في الفضاء إلى نقطة أخرى، لا يمكن أن
تكون لانهائية، أو بمعنى آخر لا يمكنها
أن تزيد على بعض الأرقام المحدودة
التي تسمى بالحد الأقصى للسرعة. إن
هذا الحد الأقصى للسرعة يعادل سرعة
َّل ِ إ ِ ة َ اع َّالس ُ ر ْ مَ
ا أ َ مَ (والضوء، قال تعالى:
(النحل:77). ) ُب َ ر ْ قَ أ َ و ُ ه ْ وَ أ ِ ر َ ص َ ب ْ ال ِ ح ْ مَل َ ك
ٍح ْ مَ ل َ ك ٌ ة َ د ِ اح َ و َّ ل ِ ا إَن ُ ر ْ مَ
ا أ َ مَ (ووقوله تعالى:
(القمر:05).) ِر َ صَب ْ ال ِ ب
إن مبدأ النسبية يظهر أن وجود حد
أقصى للسرعة يكمن في طبيعة الأشياء
نفسها، وإن الظن بأن التقدم التقني
سيمكن من بلوغ سرعات تزيد على
ا. وفي ً سرعة الضوء، أمر صعب تمام
، فإن ً الواقع فإذا كان الضوء ينتشر حا
ا. وإن فترات ً مفهوم الآنية يصبح مطلق
الزمن بين الحوادث ومقاييس الأجسام
ا دون أن تأخذ ً مطلق ً ا معنى ً تكتسب أيض
بعين الاعتبار تلك المختبرات التي يجري
.)2( منها مراقبتها
لقد استبدت فكرة إطلاق الزمان
والمكان وتأصلهما في الوجود بجميع
الأذهان وكانت مناط البحث العلمي.
فنيوتن أبو الميكانيكا التقليدية كان يعتبر
ا عندما قال: (أن ً معاد ً نفسه أنه يردد قو
ا ً الزمن المطلق الرياضي الحق، منظور
ا عن أي ارتباط ً إليه في ذاته، ومجرد
بموضوع خارجي، يجري على نمط
.)3(واحد بفضل طبيعته الخاصة...)
ا، وكانت سرعة ً ولو كان الكون ساكن
النور لحظية (أي تغمر الكون كله دفعة
ا. ً واحدة كلمح البصر) لكان الزمان مطلق
ولكن الكون دائب الحركة فالنجوم
والسدم والمجرات لا تعرف السكون،
بنسبة ّ وحركاتها لا يمكن وصفها إ
بعضها إلى بعض، إذ ليس في الفضاء
أولى ّ اتجاه واحد أولى من اتجاه ولا حد
، وليس فيه نجم كبير ونجم ّ من حد
صغير، ونجم سريع ونجم بطيء، بل
فيها نجم أكبر من نجم، ونجم أسرع من
نجم، ونجم أعلى من نجم.
و(الثانية) لازالت هي الوحدة
الأساسية لقياس الزمن في ضوء
النظام الستيني الذي عمل به للقياسات
المختبرية والتجريبية. وهناك وحدات
ا إذا اقتضت الحاجة ً زمنية تستخدم أيض
التحديد القرآني لقياس الزمن