مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 29

آمن الرسول
29
ٍ
ل
ُ
ز
ُ
ا، فيقول له: أبشر بن
ً
ا وأنتنه ريح
ً
ورؤي
، وإنه ليعرف
)11(
من حميم وتصلية جحيم
غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه فإذا أدخل
القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه
ثم يقولان له: من ربك وما دينك؟ ومن
نبيك؟ فيقول: لا أدري فيقولان: لا دريت
)12(
ولا هديت، فيضربان يافوخه بمرزبة
معهما ضربة ما خلق الله عز وجل من دابة
وتذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتحان له
ّ
إ
حال
ِّ
شر
ِ
ا إلى النار، ثم يقولان له: نم ب
ً
باب
،
)13(
فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج
حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه،
ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها
وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره
وإنه ليتمنى قيام الساعة فيما هو فيه من
.
)14(
الشر)
تباين مدة الحياة البرزخية
فهم من
ُ
ولابد من الإشارة إلى أن ما ي
بعض الآيات القرآنية، من أنه لا حياة
برزخية لمجموعة من الناس، عندها
ا، ولابد من معرفة
ً
سيكون هذا الفهم سطحي
ما جاء في تفسير تلك الآيات، كقوله تعالى:
ا
َ
م
َ
ون
ُ
م
ِ
ر
ْ
ج
ُ
م
ْ
ال
ُ
م
ِ
س
ْ
ق
ُ
ي
ُ
ة
َ
اع
َّ
الس
ُ
وم
ُ
ق
َ
ت
َ
م
ْ
و
َ
ي
َ
(الروم:55)، ومعنى
)... ٍ
ة
َ
اع
َ
س
َ
ر
ْ
ي
َ
وا غ
ُ
ث
ِ
ب
َ
ل
ذلك: (يوم تجيء ساعة البعث، فيبعث
الخلق من قبورهم، يقسم المجرمون،
وهم الذين كانوا يكفرون بالله في الدنيا،
ويكتسبون فيها الآثام، يقسمون بأنهم لم
،
)15(
يلبثوا في قبورهم غير ساعة واحدة)
ويرى الشيخ الطوسي (ت064هـ): أن (من
استدل بذلك على نفي عذاب القبر فقد
أبطل، لأن المراد أنهم ما لبثوا بعد انقطاع
، وكذلك قوله
)16(
ساعة)
ّ
عذاب القبر إ
َ
د
َ
د
َ
ع
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ي ال
ِ
ف
ْ
م
ُ
ت
ْ
ث
ِ
ب
َ
ل
ْ
م
َ
ك
َ
ال
َ
تعالى:
ٍ
م
ْ
و
َ
ي
َ
ض
ْ
ع
َ
ب
ْ
و
َ
ا أ
ً
م
ْ
و
َ
ا ي
َ
ن
ْ
ث
ِ
ب
َ
وا ل
ُ
ال
َ
* ق
َ
ين
ِ
ن
ِ
س
ً
ي
ِ
ل
َ
ق
َّ
ل
ِ
إ
ْ
م
ُ
ت
ْ
ث
ِ
ب
َ
ل
ْ
ن
ِ
إ
َ
ال
َ
* ق
َ
ين
ِّ
اد
َ
ع
ْ
ال
ِ
ل
َ
أ
ْ
اس
َ
ف
(المؤمنون:211ـ
) َ
ون
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ت
ْ
م
ُ
ت
ْ
ن
ُ
ك
ْ
م
ُ
ك
َّ
ن
َ
أ
ْ
و
َ
ل
411)، وأن مما يسأل الله الناس عنه يوم
القيامة مدة لبثهم في الأرض، وقد ذكر
في مواضع من كلامه والمراد به السؤال
عن مدة لبثهم في القبور، وقوله تعالى:
وا
ُ
ث
َ
ب
ْ
ل
َ
ي
ْ
م
َ
ل
َ
ون
ُ
د
َ
وع
ُ
ا ي
َ
م
َ
ن
ْ
و
َ
ر
َ
ي
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
م
ُ
ه
َّ
ن
َ
أ
َ
(الأحقاف:53) ، فلا
) ٍ
ار
َ
ه
َ
ن
ْ
ن
ِ
م
ً
ة
َ
اع
َ
س
َّ
ل
ِ
إ
محل لقول بعضهم: إن المراد به المكث
في الدنيا، وقد استقلوا اللبث في الأرض
حينما قايسوه بالبقاء الأبدي الذي يلوح لهم
يوم القيامة ويعاينونه، ويؤيده ما وقع في
موضع آخر من تقديرهم ذلك بالساعة،
، قال
)17(
وفي موضع آخر بعشية أو ضحاها
َّ
ل
ِ
وا إ
ُ
ث
َ
ب
ْ
ل
َ
ي
ْ
م
َ
ا ل
َ
ه
َ
ن
ْ
و
َ
ر
َ
ي
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
م
ُ
ه
َّ
ن
َ
أ
َ
تعالى:
(النازعات:64).
ا)
َ
اه
َ
ح
ُ
ض
ْ
و
َ
أ
ً
ة
َّ
ي
ِ
ش
َ
ع
فعمر الدنيا وحياة البرزخ من السرعة
في الانقضاء يكاد يعتقد بعض الناس عند
عمر الدنيا والبرزخ
ّ
كل
ّ
وقوع القيامة، بأن
سويعات معدودة، وقد نقلت
ّ
ما هو إلا
الآيات القرآنية بعض أحاديث المجرمين
في يوم القيامة، وهي تعرض حالتهم
المأساوية، فيما
ة لبثهم
ّ
يختص بمد
في عالم البرزخ،
حيث قدروها
بتقديرات
مختلفة، قال
َ
م
ْ
و
َ
تعالى:
ْ
م
ُ
وك
ُ
ع
ْ
د
َ
ي
َ
ون
ُ
يب
ِ
ج
َ
ت
ْ
س
َ
ت
َ
ف
َ
ون
ُّ
ن
ُ
ظ
َ
ت
َ
و
ِ
ه
ِ
د
ْ
م
َ
ح
ِ
ب
ْ
م
ُ
ت
ْ
ث
ِ
ب
َ
ل
ْ
ن
ِ
إ
) ً
ي
ِ
ل
َ
ق
َّ
ل
ِ
إ
الترهيب الحسي في البرزخ
1...,30,31,32,33,34,35,36,37,38,39 19,20,21,22,23,24,25,26,27,28,...148
Powered by FlippingBook