مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

كلمة العدد 9
صحيح أن النصر العسكري في معركتنا
ضد داعش قد أعلن وفرحنا به، ولم يكن
ن، وكانت المعركة ّ ِ تحقيق النصر بالشيء الهي
ا ... ولكن ينبغي أن نعلم أن ً شرسة وصعبة جد
الأصعب من المعركة هو الحفاظ على هذا
النصر وديمومته. فصعود القمة صعب، ولكن
يؤثر ّ الأصعب منه البقاء على القمة، يجب أ
هذا النصر على فسخ عزائمنا ونقض هممنا.
علينا ونحن نحتفي بالنصر ُ ب َّ يتوج
َ صهوة ٍ مرة أفراحنا، ونمتطي بابتهاج َ في غ
عن الواقع الذي ً بعيدا َ انتصاراتنا، ألا ننساق
ناها ْ ر َب َ تعلمناه من تجاربنا القاسية التي خ
عراقنا الحبيب ِ نا بجعل ُ ر ِّ تنا، والتي تذك َ رَب َ وخ
ا لكل ً على الدوام، ولأسباب معروفة، هدف
ا لكل مناوئ. ً طامع، وهاجس
ها بانتهاء َ إن المعركة قد وضعت أوزار
ُّنا الأبيُ لها شعبَّ من فصولها الدامية، وكل ٍ فصل
بعد، ِ الحرب لم تنته َّ هيب، لكن َ بانتصاره الم
فالصراع بمفهومه الواسع مع قوى الشر
ا على مصراعيه، ً والعدوان مازال مفتوح
فقوى الظلام لا زالت تحوك الدسائس
والمؤامرات بخلاياها النائمة التي تعمل تحت
الأرض وتتحين الفرص للانتقام من الشعب
ومرجعيته الحكيمة، ليردوا علينا الصفعة التي
تلقوها منا، عندها سنفقد النصر ونخسر
الجهد لا سمح الله.
ِم ْ حَ ن ْ اليقظة..ولَ الحذر، واليقظة َ فالحذر
ا.. ً نا غالي َ فَّنا بأهداب عيوننا، فقد كل َ ر ْ نص
الله تعالى بها َّ ن َ م ٌ ة َّ ن ِ .. وهو مً
ا ّ ا جد ً وغالي
ا َ مَوعلينا بعد امتحانه لصبرنا وتعاضدنا (
)(آل الحكيم ِ العزيز ِ الله ِ د ْ ن ِع ْ ن ِ م َّ ل ِ إ ُ ر ْ صَّالن
ُيز ِ ز َ ع ْ ال َو ُ ه َ و ُ اء َ شَ ي ْ ن َ م ُ ر ُ ص ْ ن َ يعمران:621)(
(الروم:5)) ُ يم ِ ح َّ الر
النعمة إنما تدوم بشكر الله َّ أن َّ لاشك
عليها، وبالانصياع لأوامره كتوحيد الكلمة،
والاعتصام بحبله المتين، والتراحم،
والتآخي، ونبذ الفرقة، والتعاون بيننا على
البر والتقوى، فلا نتنازع فنفشل وتذهب
ريحنا ويستغلها العدو للإيقاع بنا والانتقام
ُ شكر نعمة النصر الاهتمام ِ بيل َ
منا، ومن ق
بعوائل الشهداء الذين هم أمانة في أعناق الأمة
التي ينبغي ألا تنساهم ولا تنسى تضحيات
العيش الكريم للجرحى ُ شهدائهم،. وتهيئة
والمعاقين.
قوتنا التي شهد بها البعيد قبل َّ سر َّ إن
نا بمرجعيتنا الرشيدة ُ ك ُّ القريب هو تمس
الحكيمة، والتفافنا حولها، والاستجابة
لندائها في ساعة العسرة التي جعلت العدو
ا لإعادة حساباته من ً مضطر ً الكافر مذهو
جديد، لأنها أفشلت كل مخططاته في المنطقة
ا لن ينساه، ً وبالتالي في كل العالم. ولقنته درس
وصفعة موجعة أفقدته اتزانه وصوابه.
فلابد - كما نتوقع- من ردة فعل على هذه
هذا َ
ك ِّ الهزيمة النكراء، ليس أقلها أن يحر
العدو أذنابه للنيل من مكانة المرجعية الرشيدة
وجماهيرها كمحاولة بائسة لإضعاف الطرفين
بعزل أحدهما عن الآخر. من أجل أن ينفردوا
بالأمة دون قياداتها الحكيمة فتكون كسفينة
بلا ربان فيوجهونها كيفما شاؤوا، وبالقيادات
دون الأمة لتصفيتهم من دون معترض،
وعندئذ سيفعلوا فعلهم ويحققوا طموحاتهم
ا بطبيعة الحال ّ الشيطانية. وهذا ما يقتضي من
ي بأقصى درجات الوعي، وأخذ الحيطة ِّالتحل
، من هذه ً
والحذر ما استطعنا إلى ذلك سبيلا
ُّر ُ الكمائن الإبليسية والفخاخ الشيطانية.. والح
تكفيه الإشارة.
نا صلواتك ِّي ِ بَ ن َ د ْ ق َ ف َ
ك ْ يَ
ل ِ و إ ُ ك ْ شَا نَّن ِ إ َّ م ُ هّالل
َةَّل ِ قَنا وِّ و ُ د َ عَة َ ر ْث َ ك َ ولينا، و َ ة َبْ ي َ غ َ عليه وآله و
نا. ْ يَ
ل َ ع ِ مان َّالز َ ر ُ ظاهَتَ نا و ِ ب ِ نَت ِ الفَ ة َّ د ِ ش َ نا و ِ د َ د َ ع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.