مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 16

16
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
التي نعدها بطلوع الشمس كل يوم.
الإعجاز القرآني للسير في
الفضاء
والأمر الإعجازي في هذا الصدد أن
القرآن كلما تحدث عن موضع السير
بالفضاء فإنه يستعمل لفظ (عرج)
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ا ع
َ
ن
ْ
ح
َ
ت
َ
ف
ْ
و
َ
ل
َ
ومشتقاتها، مثل قوله:
) َ
ون
ُ
ج
ُ
ر
ْ
ع
َ
ي
ِ
يه
ِ
وا ف
ُّ
ل
َ
ظ
َ
ف
ِ
اء
َ
م
َّ
الس
َ
ن
ِ
ا م
ً
اب
َ
ب
َ
ر
ْ
م
َ
ْ
ال
ُ
ر
ِّ
ب
َ
د
ُ
(الحجر: 41)، وقوله تعالى:
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
ُ
ج
ُ
ر
ْ
ع
َ
ي
َّ
م
ُ
ث
ِ
ض
ْ
ر
َ
ْ
ى ال
َ
ل
ِ
إ
ِ
اء
َ
م
َّ
الس
َ
ن
ِ
م
ا
َّ
م
ِ
م
ٍ
ة
َ
ن
َ
س
َ
ف
ْ
ل
َ
أ
ُ
ه
ُ
ار
َ
د
ْ
ق
ِ
م
َ
ان
َ
ك
ٍ
م
ْ
و
َ
ي ي
ِ
ف
(السجدة: 5)، ومن الملاحظ أن
) َ
ون
ُّ
د
ُ
ع
َ
ت
الآية تذكر مدة زمنية هائلة بالنسبة لعروج
الملائكة الذين لا نعلم سرعة اختراقهم
للفضاء، وهذا دليل على سعة الفضاء
الخارجي بما لا يستوعبه العقل. كما أن
الرقم في الآية الكريمة يشير إلى أن
سرعة الملائكة أسرع من سرعة الضوء،
لأن السماوات تقطع في مليارات السنين
الضوئية والرقم (ألف سنة أو خمسون
بالنسبة لتلك
ً
ألف سنة) مما يعد قلي
المليارات.
والأمر الآخر هو بيان كيفية السير
في الفضاء وهي على شكل معارج،
منعطفات ومنحنيات أي أن السير لا يتم
بشكل مستقيم وإنما بشكل منحن وهذه
في
ّ
حقيقة فضائية لم يعرفها الإنسان إ
القرن الحالي حينما انطلقت المركبات
الفضائية خارج نطاق جاذبية الأرض،
فوجدت نفسها تسير على شكل حلزوني
تحدده خطوط المجال المغناطيسي
للكواكب، فالمركبة عندما تنطلق من
كوكب إلى كوكب تسير بشكل متعرج
ا.
ً
وليس مستقيم
والقرآن الكريم يحرص على
استعمال هذه اللفظة (عرج) ومشتقاتها،
ومن الملاحظ أن القرآن يفرق بين
السير في الجو (الغلاف الغازي) وبين
السير في الفضاء الخارجي، فنلاحظ
أنه يستعمل كلمة (أسرى) في الانتقال من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،
، ويستعمل كلمة
ً
والإسراء السير لي
(يصعد) في الغلاف الغازي أيضا بقوله
ُ
ه
َ
ر
ْ
د
َ
ص
ْ
ل
َ
ع
ْ
ج
َ
ي
ُ
ه
َّ
ل
ِ
ض
ُ
ي
ْ
ن
َ
أ
ْ
د
ِ
ر
ُ
ي
ْ
ن
َ
م
َ
تعالى:
) ِ
اء
َ
م
َّ
ي الس
ِ
ف
ُ
د
َّ
ع
َّ
ص
َ
ا ي
َ
م
َّ
ن
َ
أ
َ
ا ك
ً
ج
َ
ر
َ
ا ح
ً
ق
ِّ
ي
َ
ض
(الأنعام :521)، من المعلوم أن الحديث
عن الوصول للطبقات العليا من الغلاف
الغازي حيث يخف الضغط الجوي وتقل
كثافة الهواء، في حين تتحدث الآيات
بلفظ (يعرج) ومشتقاتها عن السير في
.
)1(
الفضاء الخارجي
نسبية الزمن والمكان من وجهة
النظر العلمية
إن اكتشاف واقع الزمن، هو عبارة
عن تحول عميق في تصورات الإنسان
للطبيعة، وهو من أهم انتصارات العقل
الإنساني على جمود التصورات التي
نشأت طيلة قرون. وقد أثبت نسبية
الزمن عام 5091 العالم الفيزيائي ألبرت
اينشتاين. إن نظرية نسبية الزمن والنتائج
الناشئة عنها، تسمى عادة بنظرية
النسبية، ولا يجب أن نخلط بينها وبين
مبدأ نسبية الحركة. فلو كان باستطاعتنا
أن نرسل الإشارات بسرعة لانهائية، لكان
بإمكاننا أن نحقق آنية الحدثين بصورة
مطلقة ولاستطعنا أن نقول إن هذين
الحدثين قد وقعا في آن واحد، وذلك إذا
كانت الإشارة ذات السرعة اللانهائية عن
الحدث الأول قد وصلت في آن واحد مع
1...,17,18,19,20,21,22,23,24,25,26 6,7,8,9,10,11,12,13,14,15,...148
Powered by FlippingBook