مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

8
مجلة ينابيع
ربيع الثاني ٩٣٤١ه
-
العدد (٨٧) ربيع الأول
كلمة
العدد
في حروبنا ضد
َ
ق
ّ
لم يكن النصر الذي تحق
طون
ِّ
ط
َ
، وما كان المخ
ٍ
صدفة
َ
الدواعش وليد
ها
ِ
ها الأسطورية، وملاحم
ِ
اضون لمعارك
ّ
والخو
وا
ُّ
ب
َ
ه
َ
م ساعة
ِ
ه
ِ
ر
ْ
أم
ْ
ن
ِ
م
َ
ة، في عشواء
ّ
البطولي
داعي ا لدفاع عن الأنفس والأعراض
ِ
لتلبية
والمقدسات.
الإسلام ما جندوه من
ُ
أعداء
َ
د
َّ
ن
َ
فبعدما ج
روه من جهودهم،
َّ
روا ما سخ
َّ
طاقاتهم، وسخ
وبذلوا ما بذلوه من مليارات أموالهم، جامعين
شذاذ الآفاق والمجرمين والمرتزقة من
ّ
َ
كل
ن
ِ
ى بقاع المعمورة، مغدقين عليهم م
ّ
شت
ها، ومن
َ
أحدث
ِ
ها، ومن الأسلحة
َ
أكثر
ِ
الأموال
ه، بعد أن قاموا بعمليات غسيل
َ
أفضل
ِ
التدريب
في
ٌ
لأدمغتهم وأقنعوهم بأن عملهم هذا جهاد
سبيل الله، وسهلوا لهم الوصول إلى بلدنا عبر
ا. وكانوا قد مهدوا
ً
حدود دول نعرفها جميع
لهم حواضن في الداخل لإيوائهم ودعمهم
وصاروا لهم أدلاء وأعوان لتعريفهم
ً
ا
ّ
لوجستي
بطرق الحركة في أماكن لم يدخلوها من قبل
لوا مكائنهم الإعلامية المحترفة
ّ
.. ثم شغ
لدعم مشروعهم الشيطاني وتسميتهم بالثوار
َّ
ي، هب
ِ
ت
َّ
ا وال
َّ
ي
َ
لت
َّ
ثم بدولة الخلافة،... وبعد ال
واحد،
ٍ
رجل
َ
ة
َّ
ب
َ
الله - ه
ُ
م
ُ
ه
َّ
أهل العراق- أعز
تذروه
ً
أحلامهم هشيما
ِ
من أضغاث
ْ
جعلت
الرياح.
لقد تظافرت جهود دول كبرى وصغرى
بكامل قوتها لدعم هذا العدوان الغاشم على
شعبنا وبلدنا بهدف تفكيكه وتمزيقه واستعباد
شعبه ونهب خيراته، وذلك بدق الأسافين بين
أبنائه على أسس عرقية وطائفية وقومية.
وكانت مرجعيتنا الدينية لهؤلاء
ِّ
بالمرصاد، بما تمتلكه من إحاطة تامة بخفي
في أنجع
ٍ
، ومن وعي
ٍ
يل
َ
بل
ِ
هم المدبرة
ِ
مؤامرات
الأساليب لمواجهتها، فبعدما استنفدت
وسعها لتجنيب البلاد ويلات الحرب، كان
، لتأتي فتوى الدفاع
ٌّ
د
ُ
مما ليس منه ب
َّ
لابد
الكفائي ضد الدواعش، هذه الفتوى التي
قلبت الموازين على عقب وغيرت مجريات
دافع المخذول
ُ
الأحداث وجعلت من الم
َ
اندفاع
ً
بإذن الله تعالى، محيلة
ً
منتصرا
ً
مهاجما
ٍ
وتراجع
ٍ
إلى تقهقر
َّ
هم الهمجي
َ
الغزاة وتهور
ْ
م
ُ
ه
ُ
ون
ُ
ص
ُ
ح
ْ
م
ُ
ه
ُ
ت
َ
ع
ِ
ان
َ
م
ْ
م
ُ
ه
َّ
ن
َ
وا أ
ُّ
ن
َ
ظ
َ
...و
( َ
وهزائم
وا
ُ
ب
ِ
س
َ
ت
ْ
ح
َ
ي
ْ
م
َ
ل
ُ
ث
ْ
ي
َ
ح
ْ
ن
ِ
م
ُ
الله
ُ
م
ُ
اه
َ
ت
َ
أ
َ
ف
ِ
الله
َ
ن
ِ
م
ْ
م
ُ
ه
َ
وت
ُ
ي
ُ
ب
َ
ون
ُ
ب
ِ
ر
ْ
خ
ُ
ي
َ
ب
ْ
ع
ُّ
الر
ُ
م
ِ
ه
ِ
وب
ُ
ل
ُ
ي ق
ِ
ف
َ
ف
َ
ذ
َ
ق
َ
و
(الحشر:2)
)
... َ
ين
ِ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ْ
ي ال
ِ
د
ْ
ي
َ
أ
َ
و
ْ
م
ِ
يه
ِ
د
ْ
ي
َ
أ
ِ
ب
لاستجابة
ً
النصر تتويجا
َ
علن
ُ
وهكذا أ
الجماهير المؤمنة لنداء المرجعية الرشيدة،
ونفيس،
ٍ
غال
َّ
إثر بذلهم في سبيل ذلك كل
الذين
ُ
وفي طلائعهم المجاهدون الأبطال
بأنهار من الدماء الزكية،
َ
رفدوا المعارك
ما يملكه الإنسان وهو
َّ
وا بأعز
َّ
وضح
الروح، مخلفين وراءهم ذويهم الصابرين
المؤمنين الذين ما
ُ
المحتسبين، تليهم جموع
بخلوا بالأموال والغذاء والدواء والتجهيزات
والإعلام الهادف الصادق الذي يشد العزائم
ُ
ما تحتاجه المعركة
ِّ
كل
ِ
ويرفع الهمم، وتقديم
لاستمرار المجابهة والصمود، ثم بالدعاء
للمجاهدين بالحفظ والنصر، وكذلك تقديم
ما أمكنهم للجرحى والمعاقين، ولذوي
الشهداء وأيتامهم.
ما بعد النصر
بقلم رئيس التحرير
1...,9,10,11,12,13,14,15,16,17,18 2,3,4,5,6,7,148
Powered by FlippingBook