مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 79

لمختلف القضايا الفكرية والتربوية، لعل
من تلك الثوابت: أن نعرض الأنساق والنظم
الإسلامية المرتبطة بشتى مجالات النشاط
النظري والفكري، في سياق المقارنة بينها
وبين مثيلاتها في عالم الغرب، ولا شك
أن هذا الثابت النسبي ستستمر مسوغاته
وفعالية تأثيره على تحليلاتنا ودراستنا
الفكرية والنظرية، ما دام هناك في واقعنا
المعاصر فئات عريضة من الناس تنظر إلى
الغرب على أنه مركز الحضارة والإشعاع
ّ
الفكري المستنير الذي لا نملك إزاءه إ
أن نطـأطئ رؤوسنا في خشوع، والواقع
أن منهجية المقابلة هذه لا يمكن للتصور
ا مرفوع
ً
أن يخرج منها منتصر
ّ
الإسلامي إ
الرأس؛ لأنه ينطلق من موقع قوة يستمدها
من ربانية مصدره التي تمنحه التنزه عن
التجاوز والضعف، والاهتزاز والقصور،
لأن منهجية المقابلة تقتضي عرض
الصـورة كاملة أمام الناس ـ بكلا طرفيها ـ
فيتضح الطرف الهزيل من الطرف القوي،
من خلال إبراز العناصر والمكونات التي
تدخل في نسـيج كل بناء نظري على حـدة.
إذا تأملنا المذاهب التربوية في
الغرب تبين لنا بوضوح انطباعها بطابع
النظرة الأحادية الجانب، التي تركز على
بعد واحد من أبعاد الكيان الإنساني على
حساب الأبعاد الأخرى، فليس هناك
في ظل ذلك المذهب مثل عليا يتجه
إليها، غير الانسياق وراء ما تمليه عليه
الطبيعة، ولا مكان مرموق لقوى العقل
وضوابط الأخلاق التي يدعو إليها المنهج
الإسلامي للتربية، والثغرات نفسها تشكو
منها النظرية التربوية البراجماتية، إذ إن
إعداد الإنسان عندها هو الإعداد لحياة
هادرة يتقلب الإنسان بعنف وراء أمواجها
المتلاطمة دون تحديد لقواعد ثابتة يتم
الرجوع إليها وللكمال الذي يأوي إليه.
إن نتيجة هامة يمكن استخلاصها مما
سبق، وهي أن تضارب الأفكار والمواقف
الذي تعبر عنه النظريات الغربية، لهو
برهان ساطع على أن المنطلقات التي
من
ً
تصدر عنها تلك النظريات خالية تماما
لانتهت إلى قناعات
ّ
اليقين العلمي، وإ
مشتركة حول قضايا الإنسان والمجتمع،
فهذا التخبط الذي تعاني منه هذه النظريات
وغيرها نابع من الجهل بحقيقة الوجود،
وحقيقة الإنسان محور الحياة فيه، ولعل كل
ذلك كان بسبب نظرة الغرب إلى الانسان
بعين واحدة كونه يمثل المنظومة المادية في
الحياة دون الروحية، في الوقت الذي يؤكد
الإسلام أن الإنسان ثنائي التركيب من مادة
وروح، وهذا الازدواج يجب الاعتماد عليه
في عملية التربية والتعليم.
الأهداف هي المستوى
أهداف التربية:
الثاني من مستويات النظرية التربوية،
وهي تتولد بشكل مباشر من الفلسفة
التربوية، وتقدم تفصيلات أدق وأكثر
د في هذه الفلسفة من أفكار
ِ
واقعية لما ير
وتصورات، وفي العادة تقسم الأهداف من
حيث مكوناتها إلى: معلومات، ومهارات
(عقلية وعملية)، واتجاهات، وعادات،
م، وشبكة علاقات اجتماعية.
َ
ي
ِ
وق
أما من حيث مستوياتها، فتنقسم
الأهداف إلى قسمين رئيسين:
الأهداف والأغراض: أو المقاصد العليا
التي تعمل التربية لتحقيقها.
أي التي تشتمل
الأهداف الوسائل:
على الوسائل والأدوات الفعالة لتحقيق
التكامل التربوي ، ولذلك يسميها الباحثون
في المجال التربوي المعادلات التربوية،
79
التربية والتعليم في الإسلام
1...,80,81,82,83,84,85,86,87,88,89 69,70,71,72,73,74,75,76,77,78,...132
Powered by FlippingBook