مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 85

85
وكذلك اعتاد المخلصون من العباد جعل
عبادتهم وما يتقربون به إلى الله، شكرا
ا
ً
: (وإن قوم
A
لله، عن أمير المؤمنين
ا فتلك عبادة الأحرار، وهي
ً
عبدوا اللهشكر
. وقد جعل الله سبحانه قلة
)6(
أفضل العبادة)
ا لزوال تلك النعم
ً
الشكر والتقصير فيه سبب
:
A
ـ كما سيمر علينا ـ قال أمير المؤمنين
ا
َ
ه
ْ
ن
ِ
ه م
َ
اد
َ
اه ز
َّ
د
َ
أ
ْ
ن
َ
م
َ
ف
ً
ا
ّ
ق
َ
ح
ٍ
ة
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ِّ
ل
ُ
ي ك
ِ
ف
ِ
ِ
َّ
ن
ِ
.
)7(
ه)
ِ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ِ
ال
َ
و
َ
ز
ِ
ب
َ
ر
َ
اط
َ
يه خ
ِ
ف
َ
ر
َّ
ص
َ
ق
ْ
ن
َ
وم
ا: الجحود:
ً
ثاني
ا
ً
أما ترك الشكر فقد عده الله جحود
َ
لا
َ
ي و
ِ
ل
ْ
وا
ُ
ر
ُ
ك
ْ
اش
َ
ا: قال تعالى:
ً
وكفر
ُ
اه
َ
ن
ْ
ي
َ
د
َ
ا ه
َّ
ن
ِ
(البقرة: 251)،
) ِ
ون
ُ
ر
ُ
ف
ْ
ك
َ
ت
،
(الدهر: 3)
ا)
ً
ور
ُ
ف
َ
ا ك
َّ
م
ِ
إ
َ
ا و
ً
ر
ِ
اك
َ
ا ش
َّ
م
ِ
إ
َ
يل
ِ
ب
َّ
الس
ن
ِ
ئ
َ
وتوعد تاركه بالعذاب الشديد،
ي
ِ
اب
َ
ذ
َ
ع
َّ
ن
ِ
إ
ْ
م
ُ
ت
ْ
ر
َ
ف
َ
ن ك
ِ
ئ
َ
ل
َ
و
ْ
م
ُ
ك
َّ
ن
َ
يد
ِ
ز
َ
لأ
ْ
م
ُ
ت
ْ
ر
َ
ك
َ
ش
.
(إبراهيم: 7)
) ٌ
يد
ِ
د
َ
ش
َ
ل
ويتجلى الجحود في استخدام هذه النعم
بالمعصية وسوء الخلق، فيكون الرد على
الشكر تحويل النعم إلى نقمة، من خلال
اتباع الشهوات وحب الدنيا وكل ما يكون
ا للذات الإنسان، ويغيب الوصول
ً
اشباع
إلى طريق الملكوت بوصفه الهدف الأسمى
لهذه النعم. ومن المؤكد أن التضييع للنعم
يلحق أشد الضرر بالإنسان ويصل إلى من
حوله، وتبتعد فرص نجاة النفس المسكينة
المضيعة للنعم والجاحدة لها، بل تتهاوى
ً
هذه النعم أمام أرذل الأعمال فتنتج جبلا
من الذنوب التي لا ندرك ما يكون عقباها
في الدنيا قبل الآخرة.
من أعظم هذه النعم التي أنعم الله بها
على الإنسان: اللسان؛ إذ يعد من لطائف
صنع الله، فعلى الرغم من صغر حجمه
كبيرة، ولا يتحقق
ُّ
فإن الطاعة به تعد
بشهادته، ولا
ّ
به، ولا يتبين إ
ّ
الإيمان إ
بدلالته، وبه
ّ
يمكن الاهتداء إلى الصفاء إ
ا،
ً
ا أو معدوم
ً
يثبت وينفى ما يكون موجود
. ولعل
)8(
وهو الذي يشير بالحق أو بالباطل
أمثل تصوير وتجسيد لأهمية هذا العضو
:
A
رد عن أمير المؤمنين
َ
وخطورته ما و
و
َ
أ
ٌ
ة
َ
ل
َّ
ث
َ
م
ُ
م
ٌ
ة
َ
ور
ُ
ص
ّ
لا
ِ
إ
ُ
سان
ّ
ولا الل
َ
ل
َ
نسان
ِ
(ما الإ
ٌ
وء
ُ
ب
ْ
خ
َ
م
ُ
ء
ْ
ر
َ
م
ْ
: (ال
A
.. وقوله
)9(
ة)
َ
ل
َ
هم
ُ
م
ٌ
ة
َ
يم
َ
ه
َ
ب
، ولذا وجب على الإنسان
)10(
ه)
ِ
ان
َ
س
ِ
ل
َ
ت
ْ
ح
َ
ت
ا في ما يتلفظ به من كلام،
ً
أن يكون حذر
في تتمة
A
وهو ما يشير إليه الإمام
كلامك واعرضه على العقل
ْ
ن
ِ
ز
َ
كلامه؛ (ف
النعم الإلهية وجحودها
ِ
كر
ُ
بين ش
ُ
الإنسان
1...,86,87,88,89,90,91,92,93,94,95 75,76,77,78,79,80,81,82,83,84,...132
Powered by FlippingBook