مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 84

في النفس والمجتمع
84
النعم التي أنعم
ّ
لا يخفى على أحد أن
لا
ٌ
متنوعة
ٌ
الله بها على الإنسان كثيرة
عد؛ فكل ما يصدق عليه نعمة كالنعم
ُ
ت
المادية والمعنوية مشمول بما تذكره
َ
ِ
الله
َ
ة
َ
م
ْ
ع
ِ
وا ن
ّ
ُ
د
ُ
ع
َ
ت
ْ
ن
ِ
إ
َ
الآية الكريمة:
(النحل: 81)،
) ٌ
يم
ِ
ح
َ
ر
ٌ
ور
ُ
ف
َ
غ
َ
ل
َ
الله
ّ
َ
ن
ِ
ا إ
َ
وه
ُ
ص
ْ
ح
ُ
ت
ويتعامل الإنسان مع هذه النعم بطريقتين:
: الشكر:
ً
أو
وهو الاعتراف بالمعروف والإحسان،
والثناء على المحسن بما أولاه من معروف.
أو هو (حالة نفسانية تنشأ من العلم
بالمشكور وصفاته وإنعامه، وتثمر العمل
.
)1(
بالقلب واللسان والأركان )
فشكر المنعم والثناء عليه، من الأمور
الفطرية التي جبل الإنسان عليها، وأمرت
بها الشرائع السماوية والقوانين الوضعية،
وأقرها العقل والمنطق، وعمل بها الإنسان
منذ خلق على الأرض، قال أحد الشعراء:
ٌ
ماجد
ِ
فلو كان يستغني عن الشكر
ِ
مكــــان
ّ
ِ
ـــو
ُ
ل
ُ
أو ع
ٍ
لك
ُ
ة م
ّ
َ
لعز
ِ
بشكـره
َ
العبـــاد
ُ
لمــاأمـــــرالله
)2(
ِ
قلان
ّ
َ
ها الث
ّ
فقال: اشكروا لي أي
لقد حظي الشكر باهتمام بالغ من
لدن الباري سبحانه في عدد غير قليل من
آيات القرآن الكريم، وكذلك في أحاديث
، وأحاديث أئمة
E
الرسول الأعظم
.
B
أهل البيت
فقد وردت عدة آيات تعطي الشكر
والشاكرين أهمية بالغة، إذ جعله الله مقابل
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ا ال
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
ا لها:
ً
نعمه على العباد، أو ثمن
ْ
وا
ُ
ر
ُ
ك
ْ
اش
َ
و
ْ
م
ُ
اك
َ
ن
ْ
ق
َ
ز
َ
ا ر
َ
م
ِ
ات
َ
ب
ِّ
ي
َ
ن ط
ِ
م
ْ
وا
ُ
ل
ُ
ك
ْ
وا
ُ
ن
َ
آم
.
(البقرة: 271)
) َ
ون
ُ
د
ُ
ب
ْ
ع
َ
ت
ُ
اه
َّ
ي
ِ
إ
ْ
م
ُ
نت
ُ
ن ك
ِ
إ
ِ
لله
ا
ً
ب
ِّ
ي
َ
ط
ً
لالا
َ
ح
ُ
الله
ُ
م
ُ
ك
َ
ق
َ
ز
َ
ا ر
َّ
م
ِ
م
ْ
وا
ُ
ل
ُ
ك
َ
) َ
ون
ُ
د
ُ
ب
ْ
ع
َ
ت
ُ
اه
َّ
ي
ِ
إ
ْ
م
ُ
نت
ُ
ن ك
ِ
إ
ِ
الله
َ
ت
َ
م
ْ
ع
ِ
ن
ْ
وا
ُ
ر
ُ
ك
ْ
اش
َ
و
ا
ً
(النحل:411)، بل جعل الله الشكر سبب
ْ
م
ُ
ت
ْ
ر
َ
ك
َ
ن ش
ِ
ئ
َ
لزيادة نعمه على العباد
، وعن الإمام
(إبراهيم: 7)
) ْ
م
ُ
ك
َّ
ن
َ
يد
ِ
ز
َ
لأ
: (ما أنعم الله على عبد نعمة
A
الباقر
فشكرها بقلبه، إلا استوجب المزيد
،
)3(
فيها قبل أن يظهر شكرها على لسانه)
E
كما اعتبره الرسول الأعظم
نصف الإيمان (الإيمان نصفان نصف في
.
)4(
الصبر ونصف في الشكر)
وفوق هذا وذاك، فقد كان سلوك
يرشدنا إلى أن أفضل
E
رسول الله
E
العبادة، شكر اللهعلى نعمه، فقد كان
يقوم الليل بالتهجد والعبادة ويجهد نفسه
ويبكي ــ وهو على علو مقامه وسمو منزلته
ا
ً
... قال: (أفلا أكون عبد
E
ـ فلما سئل
.
)5(
شكورا)
ÍÃMI¹Ä
إيلاف عبد العزيز الصافي
حوزة السيدة زينب (ع)/البصرة
ُ
الإنسان
النعم الإلهية وجحودها
ِ
كر
ُ
بين ش
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
1...,85,86,87,88,89,90,91,92,93,94 74,75,76,77,78,79,80,81,82,83,...132
Powered by FlippingBook