87
.
)13(
القيمة...)
أما الحسرة التي وردت في قوله
َ
ي
ِ
ض
ُ
ق
ْ
ذ
ِ
إ
ِ
ة
َ
ر
ْ
س
َ
ح
ْ
ال
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
م
ُ
ه
ْ
ر
ِ
نذ
َ
أ
َ
(و
تعالى:
) َ
ون
ُ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
ي
َ
ْ
م
ُ
ه
َ
و
ٍ
ة
َ
ل
ْ
ف
َ
ي غ
ِ
ف
ْ
م
ُ
ه
َ
و
ُ
ر
ْ
م
َ
ْ
ا
(مريم:93)، وتكون الحسرة هنا على ما
فات من عمر الإنسان في غير ذكر الله،
وتضييع النعم أو تحويلها إلى نقم، ولابد
الله سبحانه وتعالى
َّ
لذلك من كفارة؛ فإن
دائم العطاء للعبد، فبقدر ما يغفل ويلهو
في الدنيا ومتاعبها وشهواتها فإنه سبحانه
لا يقطع الخير عنه، ولا ينقطع عن رعايته
أن هذا الجاحد لابد
ّ
في كل مواقفه. إ
له من ضربة لعلها توقظه من غفلته في
دنياه، ومن هنا فإن كل بلية أو مرض أو
كل ما يعكر صفو العبد، هي من النعم لأنها
موصولة برد هذا العبد المسكين اللاهي
عن لطف المحبوب، فتكون التصفية آخر
نعمة تمنح للعبد، وهي نهاية الدنيا وختام
أعمال الإنسان، وبداية الآخرة بعالم
البرزخ، ففي الاصطلاح هو عالم ما بين
.
)14(
عالمي الدنيا والآخرة
وقد جاء في الروايات ما خلاصته إن
، ً
الإنسان حينما يموت يخف حمله شيئا
(فإن لم يطهر ففي انتزاع الروح عن البدن
ا لكي تخف ذنوبه، فإن لم
ً
يؤخر شيئ
A
ا، يقول الإمام زين العابدين
ً
يكن كافي
يدخل في برزخه، ويطهر من ذنوبه فإن
ا وكانت ذنوبه كثيرة ولم
ً
لم يكن كافي
تتطهر طيلة عالم البرزخ سيق إلى القيامة
ا، يمتد كل
ً
وعقابها ذات الخمسين موقف
موقف لألف سنة، فيوقف في كل موقف
، ويبقى المولى
)15(
حتى يتم إصلاح حاله)
بعين الرحمة لما
ً
تبارك وتعالى ينظر دائما
قام به العبد وإن كان في معصيته؛ فكل
هذه المراحل من تصفية الذنوب التي يتم
علاجها وتخفيف وزرها هي بحد ذاتها نعمة
عظيمة ورحمة من الله لضعف هذا العبد
وقلة حيلته لكي تنجيه من هول العذاب
السرمدي، فما أعدل حكم الله حينها وما
.
أقبح ظلم العبد لربه ونفسه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ شرح أصول الكافي /محمد صالح المازندراني/
ج1 ص 122.
2ـ فضيلة الشكر لله /محمد بن جعفر السامري/
ص56.
3ـ الحكايات/الشيخ المفيد/ص69.
4ـ تحف العقول /ابن شعبة الحراني/ ص 84.
5ـ بحار الأنوار - العلامة ألمجلسي - ج 64 - ص
97(بتصرف).
6ـ تحف العقول - ابن شعبة الحراني - ص 642.
7ـ نهج البلاغة /ص 115.
8ـ جامع السعادات/الشيخ محمد مهدي النراقي/
ص334.
9ـ عيون الحكم والمواعظ/الليثي الواسطي/
ص384.
01ـ نهج البلاغة/ تحقيق صبحي الصالح/ص794/
ح:841.
11ـ مستدرك الوسائل/ النوري الطبرسي/ ج9:
ص22.
21ـ الكافي/الكليني/ج 2،ص044.
31ـ روضة المتقين / المجلسي الأول/ ج1 ص643.
41ـ ينظر: العقائد الحقة: السيد علي الحسيني
الصدر/ ص314.
51ـ أسرار القرآن: السيد عبد الحسين دستغيب مج
.336 ،2
87
النعم الإلهية وجحودها
ِ
كر
ُ
بين ش
ُ
الإنسان
