مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 113

113 مجلة ينابيع
لله ونستعينه ونؤمن به، ونتوكل عليه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،. ..... إلى
آخر الخطبة المباركة الشريفة.
ا: ً وفي الخبر أيض
- ثم طفق القوم يهنئون أمير المؤمنين
صلوات الله عليه وممن هنأه في مقدم
الصحابة: أبو بكر وعمر كل يقول: بخ بخ
لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت
مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وقال ابن
عباس: وجبت والله في أعناق القوم، فقال
حسان : إئذن لي يا رسول الله أن أقول في
ا تسمعهن، فقال : قل على بركة ً علي أبيات
الله، فقام حسان فقال:
ينادي بهم يوم الغدير نبيهم
.)10(بخم فاسمع بالرسول مناديا
نعود هنا إلى موضوعنا في بحث الأداء
والأثر الإعلامي لدلالات هذه الحادثة
المباركة، ونشير إلى أمور منها:
: ًأول
إن الواقع التاريخي لهذه التفاصيل لا
ا على إغفال أن الحادثة دخلت ً يساعد أبد
بشكل أو بآخر في ركن أساسي من أركان
الإسلام وهو الحج، ولو أنها لم تدخل في
مناسكه وتفاصيله الشرعية، فالناسلا زالوا
Fيسيرون في ركاب الرسول الأعظم
ويقتدون به في طريق عودتهم، وما يصدر
عنه في ذلك يدخل، وإن لم يكن بشكل
مباشر، في ما يتعلق بالفريضة، وهذا
ا ً ا كبير ً ا إعلامي ً الأمر أعطى للحادثة زخم
ساعد على انتشارها ووصول تفاصيلها
إلى القاصي والداني. ويمكن للباحث أن
يؤسس على مثل هذه الفكرة الكثير من
الاستنتاجات المهمة.
وهنا أود أن أشير إلى أمر يرتبط بالحج
Fا، فقد اختار الرسول الأعظم ً أيض
وقت ما بعد الحج لما تنطوي عليه النفوس
بعد أداء الفريضة من الراحة النفسية
التي يستشعرها الحاج والتي تميل به إلى
التسليم المطلق بمحبة وإخلاص لما في
Fدينه، وما يصدر عن الرسول الأعظم
من الواجبات والتعاليم، وربما يعرف هذا
الأمر من تشرف بالحج أو العمرة، وقد
كان لذلك أثر بالغ في النفوس، ساعد
بعد ذلك على نسيان الأحقاد وانتشار
ونواهيه، إلا من Fالألفة وقبول أوامره
حرم مثل هذا التوفيق بعد ذلك من أهل
العداء Aالنفاق، فناصب أمير المؤمنين
وبدل وحرف ولم يقبل ما وصى به الرسول
، ومن هؤلاء من نزلت في حقه Fالأعظم
(المعارج: 1)) ٍع ِ اقَ و ٍ اب َ ذ َ ع ِ ب ٌ ل ِ ائ َ س َ لَ
أ َ (س
والحادثة معروفة وسبب نزول السورة
مذكور في كتب التاريخ والتفاسير.
ا: ً ثاني
من الواضح إن الأمر بعد صدوره
ا ً وتبليغه بهذه الصورة وتفاصيلها اتخذ طابع
ا، وهو بذلك أشبه بصدور مرسوم ً سياسي
من الدولة الإسلامية ورئيسها الرسول
بولاية العهد كما هو متبع، Fالأعظم
أو اتبع فيما بعد في سياسات الدول في
إعلان ولاية العهد لمن يخلف الحاكم على
الناس بعد رحيله، وهذا الإعلان السياسي
لا يمكن أن يغفل من الناس إذا تفرقوا إلى
شؤونهم، فهم بعد هذه الحادثة الجليلة
المباركة على علم وثقة تامين بما سيكون
عليه حال الأمة بعد رحيل زعيمها، ولمن
ستؤول الزعامة من بعده.
ا: ً ثالث
وهذا أمر أشار إليه أكثر الباحثين لكننا
نذكره هنا للتنبيه على أثره الإعلامي، وهو
اختيار الزمان والمكان، فقد نبه العلماء
الأداء الإعلامي في حادثة الغدير