مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 109

109
مجلة ينابيع
فاجعل لنفسك في تغريدها أبدا
ا إذا مـا كنت منفردا
ً
تعش حميـد
ومن اللافت للنظر أن أرباب العقول
تختار الخيارات الحسان حتى يميز الخبيث
من الكثرة التي
ً
من الطيب، وتنفر دائما
تجلب الحسد بينهم لتكالب الناس على
ص في هذه
ّ
الدنيا، وقلة الحكمة، فالتمح
الحالة يطرد الأذى. وقد قيل: لا تغتر إذا
كان لديك أصدقاء بقدر عدد شعرك،
فعندما تحتاجهم ستكتشف بأنك أصلع،
ا تسبب المصائب والمهالك
ً
فالكثرة أحيان
والشرور، فالحمية من الأنام كالحمية من
الطعام، فثبتأن في العزلةصيانة الجوارح،
وإبعادها عن المعاصي، والمجانبة من كل
سوء، وما من نبي إلا واختار العزلة في
زمانه، إما في ابتداء حياته ودعوته أو في
:
A
انتهائهما أو بينهما. قال عيسى بن مريم
(اخزن لسانك لعمارة قلبك، وليسعك
بيتك، واحذر من الرياء وفضول معاشك،
واستح من ربك، وابك على خطيئتك،
من الناس فرارك من الأسد والأفعى،
ّ
وفر
فإنهم كانوا دواء فصاروا اليوم داء، ثم الق
B
. ويحذرنا أهل البيت
)9(
الله متى شئت)
من مخادنة أنماط من الرجال اتسموا
A
بسجايا هابطة وقد كان الإمام علي
ى
َ
ل
ِ
إ
ُ
ار
َ
ق
ِ
ت
ْ
ف
ِ
ا
َ
ك
ِ
ب
ْ
ل
َ
ي ق
ِ
ف
ْ
ع
ِ
م
َ
ت
ْ
ج
َ
ي
ِ
يقول: (ل
َ
ك
ُ
ار
َ
ق
ِ
ت
ْ
اف
َ
ون
ُ
ك
َ
ي
َ
ف
ْ
م
ُ
ه
ْ
ن
َ
ع
ُ
اء
َ
ن
ْ
غ
ِ
ت
ْ
س
ِ
وا
ِ
اس
َّ
الن
َ
ون
ُ
ك
َ
وي
َ
ك
ِ
ر
ْ
ش
ِ
ب
ِ
ن
ْ
س
ُ
وح
َ
ك
ِ
م
َ
َ
ك
ِ
ين
ِ
ي ل
ِ
ف
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
ِ
اء
َ
ق
َ
وب
َ
ك
ِ
ض
ْ
ر
ِ
ع
ِ
ة
َ
اه
َ
ز
َ
ي ن
ِ
ف
ْ
م
ُ
ه
ْ
ن
َ
ع
َ
ك
ُ
اؤ
َ
ن
ْ
غ
ِ
ت
ْ
اس
.
)10(
) َ
ك
ِّ
ز
ِ
ع
فالعزلة تحفظنا من الخصومات
ومثارات الفتن، وصيانة الدين، وينقطع
طمع الناس عنك وطمعك عنهم وفي ذلك
كل الجدوى إذ رضا الناس غاية لا تدرك.
إذ قال:
)11(
ورحم الله ابن الرومي
ك من صديقك مستفاد
ُّ
عدو
فلا تستكثرن من الصحـاب
اء أول مـا تــــراه
َّ
فـإن الـد
يكون من الطعام أو الشراب
ومن خلال الموازنة بين المخالطة
والعزلة فإن الأفضلية فيهما تختلف من
شخص إلى آخر، وبين حالة وثانية،
باختلاف الأزمان والأمكنة ونوعية المجتمع
والصفات السائدة فيه. لذا ينبغي النظر
بإتقان إلى الشخص وأفعاله والابتعاد عن
أصحاب السوء، لأن الصاحب يأخذ من
ا، قال الشاعر:
ً
صاحبه مؤكد
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكـل قـريـن بالمقــارن يقتــدي
لذا فإن التأدب والتعاطف مطلوبان بين
الناس لتحقيق بعض الأهداف. ويجب أن
تكون المعاشرة بينهم مثل ملح الطعام،
>
فالاعتزال به حتمي ومطلوب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) تفسير الأمثل، ناصر مكارم الشيرازي، ج2،
ص383.
2) البحار/ ج77، ص541.
3) نهج البلاغة/ ج71، ص37.
4) من لا يحضره الفقيه/ الشيخ الصدوق/ ج2
ص872.
5) أخرجه الطبراني في الكبير.
6) شرح نهج البلاغة/ابن أبي الحديد ج01 ص24.
7) العقد الحسيني/ والد البهائي العاملي ص14.
8) المحجة البيضاء/ الكاشاني 5/ 546.
9) جامع السعادات/ ج2، ص603.
01) الكافي/للكليني ج2 ص941.
11) تاريخ مدينة دمشق/ ابن عساكر ج07 ص07.
المخالطة والعزلة
1...,110,111,112,113,114,115,116,117,118,119 99,100,101,102,103,104,105,106,107,108,...132
Powered by FlippingBook