مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 107

107
مجلة ينابيع
المخالطة والعزلة
:
A
وعن الإمام الصادق
)3(
لم يكن له حبيب)
(اصحب من تتزين به ولا تصحب من
، إذن العبرة باختيار الأفضل،
)4(
يتزين بك)
إذ إن الناس أشكال وطبائع، فالكريم منهم
يخفي القبيح ويظهر الإحسان، أما
ً
مثلا
اللئيم فيخفي الجميل ويظهر البهتان. وقد
: (ألا وإن لله أواني في
F
قال رسول الله
الأواني إلى
ُّ
أرضه وهي القلوب، وأحب
الله أصفاها من الذنوب وأصلبها في الدين
. فالجليس الصالح
)5(
وأرقها على الإخوان)
تستريح النفس إليه في اليوم ساعة عن
على بقية
ً
المواظبة، تكون بذلك عونا
ّ
كد
د بها
ّ
الساعات، ولذلك آداب ينبغي التقي
والعمل بموجبها، فلا يخفى عن الجميع ما
لمخالطة ومصاحبة الأخيار وعدم مخالطة
عدي، وكذلك
ُ
الأشرار لأن صاحب الشر ي
اب والفاسق
ّ
ينبغي تجنب مخالطة الكذ
والأحمق وقاطع الرحم بل اختيار أشراف
القوم الذي يملؤون الصدور هيبة، فالألفة
ثمرة حسن الخلق، والتفرقة ثمرة سوء
الخلق، فحسن الخلق يوجب التحابب
والتآلف والتوافق، بينما يثمر سوء الخلق
التباغض والتحاسد والتدابر. وضروري
ا في المخالطة حفظ اللسان، وعدم
ًّ
جد
التطرق إلى سيرة الإخوان أو الذات. إذ
إن كتمان الأمور أفضل ونتائجها أجمل،
ومحبة الناس لك أكثر فلكل مخلوق سيرته
الذاتية المحببة له، وفي رأيه واعتقاده أنه
معصوم من الخطأ لاسيما إن كان التطرق
عن المذهب أو الأسرار المدفونة أو المال.
مصداق قول الشاعر:
ٍ
بثلاثــة
ْ
ـح
ُ
ب
َ
احفظ لسـانك لا ت
ِ
ومذهب
َ
ما استطعت
ٍ
ومال
ّ
ٍ
سر
ٍ
تبـتـلي بثــلاثــة
ِ
فعــلى الثــلاثة
ِ
ومـكـذب
ٍ
وبـحاســد
ٍ
ر
ّ
ِ
ـف
َ
بمك
مع التأكيد أن الكثرة تحتاج إلى الرجل،
الأحوذي الذي يسوق الأمور إلى أحسن
والذي
ً
لعلمه بها، والمستيقظ دائما
ٍ
مساق
يرتوي من المنهل العذب. وقد شجع الإمام
على المعاشرة (الممازجة) إذ قال:
A
علي
1...,108,109,110,111,112,113,114,115,116,117 97,98,99,100,101,102,103,104,105,106,...132
Powered by FlippingBook