مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 103

103
مجلة ينابيع
ِ
د
ْ
ب
َ
ي ع
ِ
ب
َ
أ
ْ
ن
َ
لأن الإيمان مرتبط بالبلاء، ع
َّ
ن
َ
: أ
A
ٍّ
ي
ِ
ل
َ
ع
ِ
اب
َ
ت
ِ
ي ك
ِ
ف
َّ
ن
ِ
: (إ
َ
ال
َ
ق
A
ِ
الله
َّ
م
ُ
ث
َ
ون
ُّ
ي
ِ
ص
َ
و
ْ
ال
َّ
م
ُ
ث
َ
ون
ُّ
ي
ِ
ب
َّ
الن
ً
ء
َ
َ
ب
ِ
اس
َّ
الن
َّ
د
َ
ش
َ
أ
ى
َ
ل
َ
ع
ُ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ْ
ى ال
َ
ل
َ
ت
ْ
ب
ُ
ا ي
َ
م
َّ
ن
ِ
وإ
ُ
ل
َ
ث
ْ
م
َ
الأ
َ
ف
ُ
ل
َ
ث
ْ
م
َ
الأ
َ
ن
ُ
س
َ
ه وح
ُ
ين
ِ
د
َّ
ح
َ
ص
ْ
ن
َ
م
َ
ف
ِ
ة
َ
ن
َ
س
َ
ح
ْ
ه ال
ِ
ال
َ
م
ْ
ع
َ
أ
ِ
ر
ْ
د
َ
ق
َّ
ل
َ
وج
َّ
ز
َ
ع
َ
الله
َّ
ن
َ
أ
َ
ك
ِ
ل
َ
ه وذ
ُ
ؤ
َ
َ
ب
َّ
د
َ
ت
ْ
ه اش
ُ
ل
َ
م
َ
ع
ً
ة
َ
وب
ُ
ق
ُ
ع
َ
و
ٍ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ِ
ل
ً
ابا
َ
و
َ
ا ث
َ
ي
ْ
ن
ُّ
الد
ِ
ل
َ
ع
ْ
ج
َ
ي
ْ
م
َ
ل
َّ
ل
َ
ه ق
ُ
ل
َ
م
َ
ع
َ
ف
ُ
ع
َ
ه وض
ُ
ين
ِ
د
َ
ف
ُ
خ
َ
س
ْ
ن
َ
وم
ٍ
ر
ِ
اف
َ
ك
ِ
ل
فالإنسان المؤمن معرض
)9(
ه...)
ُ
ؤ
َ
َ
ب
للبلاء وهذا شيء مسلم لا يمكن النقاش
فيه، ولكن هذا البلاء يمر على الإنسان
مع الشكوى والتذمر حتى يصل في بعض
الأحيان إلى الجزع وفقدان السيطرة
على نفسه فيرتكب الذنوب والعياذ بالله
وينسى أن هذا البلاء رحمة له لأن اللهجعل
للمؤمن درجة لا ينالها إلا بالبلاء، قال
ً
ة
َ
ل
ِ
ز
ْ
ن
َ
م
ِ
ة
َّ
ن
َ
ج
ْ
ي ال
ِ
ف
َّ
ن
ِ
: (إ
A
الإمام الصادق
)10(
ه)
ِ
د
َ
س
َ
ي ج
ِ
ف
ِ
ء
َ
ِ
ت
ْ
الاب
ِ
ب
َّ ِ
إ
ٌ
د
ْ
ب
َ
ا ع
َ
ه
ُ
غ
ُ
ل
ْ
ب
َ
ي
َ
وبسبب
ً
ولكن الانسان المؤمن أحيانا
تعلقه بالدنيا واختلاطه ومعاشرته لمحبي
الدنيا يتأثر بهم ويركن إليهم فلا يفكر
بالثواب العظيم الذي جعله الله لأصحاب
البلاء الصابرين عليه، ولذلك يقوم
بعضهم بالشكاية للناس مما أصابهم من
من ثوابصبرهم،
ً
البلاء فيفقدون قسما
وعلى المؤمن أن تكون شكواه لله سبحانه
وتعالى وأن لا يجزع من المصاب لأن في
الجزع والشكوى لغير الله ضياع الأجر
والثواب مع أن المصيبة سوف تمضي
عليه لا محالة والقدر ماض سواء قبل
:
A
ذلك أم لم يقبله قال الإمام علي
(إنك إن صبرت جرت عليك المقادير
وأنت مأجور وإن جزعت جرت عليك
.
)11(
المقادير وأنت مأزور)
التفسير الثاني:
الصبر الجميل هو الصبر الذي (يكون
لرضا الله سبحانه
ً
بدافع إلهي وطلبا
هذا الرأي يرى أن الجميل هو
)12(
تعالى)
النية الخالصة لله سبحانه وتعالى ولذلك
في
ً
يتحمل المصيبة لا يريد منها مدحا
على الآخرين، كما
ً
الدنيا وعلوا وتفضلا
يفعل أصحاب الدنيا الراغبين في الزيادة
والتنافس مع الآخرين فيفعلون الأعمال
لا يتحمله كل إنسان
ً
التي تتطلب صبرا
عادة فيتحملون العطش والجوع والبرد
القارس والحر الشديد في سبيل الفوز
بلقب في الدنيا أنه أصبر الناس وأشد
الناس في مثل هذه الأمور وغيرها، وقد
تأثر بعض المسلمين بهم فكان صبرهم
لغير رضا الله وأما المؤمن فأنه يصبر
من أجل رضا الله سبحانه وتعالى وثوابه
فيحصلون على الجنة والنعيم الأبدي لأن
اللهسبحانه وتعالى وعد الصابرين بدخول
الجنة بغير حساب وبرضوان منه سبحانه
A
وتعالى. وأما صبر إمامنا الحسين
فكان لرضا الله، فتحمل
D
وأخته زينب
كل المصائب التي يعجز
A
الإمام
ً
الإنسان عن وصفها وتصورها فضلا
تحملها لأنه
A
عن تحملها، ولكن إمامنا
صلوات الله عليه لم يكن يرغب أو يميل
إلى الدنيا وملذاتها وإنما كان يرغب في
ثواب الآخرة، وعلى كل مؤمن أن يقتدي
بقدر ما يستطيع
A
بإمامنا الحسين
فتهون عليه مصائب الدنيا قال الإمام
: (لا تجعلوا قلوبكم مأوى
A
الكاظم
الشهوات إن أجزعكم عند البلاء لأشدكم
للدنيا وإن أصبركم على البلاء
ً
حبا
فإن العلاقة بين الدنيا
)13(
لأزهدكم للدنيا)
والصبر علاقة متضادة فكلما ازداد حب
الصبر الجميل
1...,104,105,106,107,108,109,110,111,112,113 93,94,95,96,97,98,99,100,101,102,...132
Powered by FlippingBook