مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 114

مجلة ينابيع 114 العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
الأعلام على مر العصور أن الجحفة التي
هي قريبة من غدير خم هي مفترق طرق
الحاج، والتجمع والإبلاغ فيها على هذه
الصورة في مثل هذا الوقت من الحر
والقيظ كما وصفه الرواة، وكذلك حبس من
تأخر وإرجاع من تقدم، والصلاة الجامعة،
كل ذلك عوامل تدخل في ضمن الأداء
الإعلامي لشأن وأمر جلل هو بالمصطلح
السياسي عقد ولاية العهد كما عرفناها
على الصورة التي وردت في الأخبار. ولا
حاجة إلى كثير من التفصيل في هذا الشأن
الذي فصل فيه العلماء بدقة، لكن كان لابد
من الإشارة إلى الفعل والأداء الإعلامي في
هذا التفصيل المهم.
ا: ً رابع
اليوم Discourse إن دارسي الخطاب
ا - من ناحية دراسة فعله في ً لا يعتنون كثير
الأداء - بمضمون الخطاب بقدر اعتنائهم
بوسائل التوصيل المعتمدة في أدائه،
فإذا أردنا تحليل الخطبة الشريفة من هذا
الجانب يمكننا أن نكتفي ببعض ما انطوت
عليه من أفعال ساعدت بشكل كبير على
ترسيخ المضمون، وتحقيق الغاية، إذ
يمكن الوقوف عند بعض المفاصل المهمة
، وأداء المرسل Message من الرسالة
، ورد فعل، أو مشاركة وتفاعل Sender
Receiver أوRecipient المستجيب
ـ كسر نسق الانسيابية ً لها، ومن ذلك ـ مث
في الحديث، والانتقال إلى الحوارية
والمشاركة عن طريق السؤال والاستفسار
والمطالبة بالجواب:
قال: وإني مسؤول F ففي الخبر إنه
وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا:
نشهد أنك قد بلغت ونصحت وجهدت
ا، قال: ألستم تشهدون أن ً فجزاك الله خير
ا عبده ورسوله. ً لا إله إلا الله، و أن محمد
قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: اللهم
اشهد.
ثم قال: أيها الناس ألا تسمعون؟ قالوا:
نعم.
ثم أخذ بيد علي فرفعها حتى رؤي
بياض آباطهما وعرفه القوم أجمعون،
فقال: أيها الناس من أولى الناس بالمؤمنين
من أنفسهم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. .....
وهنا يبلغ الخطاب ذروته مع هذا الأداء
الحركي، وما نلاحظه في ذلك هو التصاعد
إلى الذروة ً في استعمال الأدوات وصو
الحركية، والحركة في الأداء مقاربة في
فعلها للصورة في الإعلام المرئي - وهي
كما يعرف الإعلاميون - أبلغ في التأثير من
المسموع إذا انطوت على فعل حركي بهذه
الجمالية كما وصفها الرواة، فمن لم يعتن
بالمضمون لأي سبب من الأسباب، لا يسعه
ا أن يغفل هذه الحركة التي ظلت على ً أبد
امتداد التاريخ مقترنة بالحديث المتواتر
حذف منه من حذف وشوه فيه من شوه،
لكن الحركة ظلت مقترنة بكل تفاصيلها
الرائعة بالحديث أو الحدث وهنا كما أشرنا
بلغ الأداء الإعلامي ذروته وتوجهت الأفئدة
والأسماع والأذهان والعقول لما سيأتي من
إعلان ولاية العهد.
ا: ً خامس
التكرار توكيد واضح على جلال وعظمة
ا، وفي ً كررها ثلاث Fالأمر وفي الخبر أنه
ا، وكلنا يسلم هنا ً خبر الإمام أحمد أربع
بما لهذا التكرار من أثر وفعل في توكيد
الرسالة، وهو من بديهيات الخطاب في كل
أحواله، حتى في الحياة اليومية الاعتيادية
فكيف به وهو في حدث بهذه العظمة.
ا: ً سادس