مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 106

مجلة ينابيع 106 العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
في النفسوالمجتمج
المخالطة
و
العزلة
فارس رزاق الحريزي
كاتب وباحث إسلامي
اختلف الناس لاسيما العلماء منهم
في المخالطة والعزلة، وأيهما أكثر
، وفي تفضيل ً وأقل قبحا ًحسنا
إحداهما على الأخرى، مع استنباط أن مع
كل واحدة منهما غوائل تنفر عنها وفوائد
تدعو إليها.
ولي الألباب التمييز في ُ لذا ينبغي من أ
العلاقات الاجتماعية مع الناس واختيار
الأمثل حتى يميز الخبيث من الطيب،
، ويحصل على ًولكي لا يحس في قلبه خوفا
المرجح الحسن والتوسع في الطاعات
وأعمال الخير، والابتعاد عن الحوب
الكبير، والبهتان العظيم، فيحل الاغتباط
ويبتعد الوجل.
تعني المعاشرة أو المخالطة:
خالط الذئب القطيع دخل فيه. الممازجة:
وقد احتج مريدو المخالطة بقوله تعالى:
) ْوا ُ فَلَت ْ اخ َ و ْ وا ُ ق َّ ر َ فَ ت َ ين ِ ذ َّ ال َ ك ْ وا ُ ون ُ ك َ تَلَ (و
(آل عمران: 501) فيحل النفاق والاختلاف
والتشرذم والتمزق وتتحول الحياة السعيدة
إلى حياة شقية، وتحل الذلة محل العزة
أو قوله تعالى: )1(وينتهي المجد العظيم
(الأنفال: 36)، ببركة ) ْم ِ ه ِ وب ُ ل ُ ق َ ن ْ يَ ب َ ف َّ لَ
أ َ (و
الإسلام، وفي ظلال القرآن عاش بعضهم
مع بعض بالحب والصفاء بعد أن كانت
صدورهم مملوءة بالبغضاء والشحناء،
وهذا بفضل التوحيد الخالص الذي رفعهم
عن الحضيض.
ومن فوائدها الحصول على بطانة
وأولياء. ومن دواعيها التعلم ٍّ وأصحاب سر
والتعليم، والنفع والانتفاع، والتأديب
والتأدب، والاستيناس والإيناس، ونيل
الثواب بحضور الجنائز، وعيادة المرضى،
وحضور العيدين والجمعة والجماعة. ومن
نتائجها التواضع وهو أفضل المقامات.
ولا ريب أن التجارب قربت وأدنيت من
المخالطة، وأصبح استنتاج مصالح الدين
ا. وقد قيل الانقباض عن ً والدنيا أكثر يقين
الناس مكسبة للعداوة. ومما ينبغي ذكره أن
اليد العليا مطلوبة في تجسيد العلاقات
: (خياركم Fالمرغوبة. وقد قال النبي
،)2( الذين يألفون ويؤلفون) ً أحسنكم أخلاقا
: (رب بعيد أقرب من Aوقال الإمام علي
قريب، وقريب أبعد من بعيد، والغريب من
ÍÃMI¹Ä