مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 18

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
18
ÍÃMI¹Ä
القرآن الكريم في ما يتعلق بمجرى التاريخ
الذي يتأثر بنظام الاختيار والإرادة الموجودة
عند الإنسان لا بالنظام الكوني الذي هو
.
)24(
خارج عن إرادة الإنسان
َ
(
ـ مفردة (القسط) في قوله تعالى:
ي
ِ
ف
ْ
م
ُ
وك
ُ
ل
ِ
ات
َ
ق
ُ
ي
ْ
م
َ
ل
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
ِ
ن
َ
الله ع
ُ
م
ُ
اك
َ
ه
ْ
ن
َ
ي
ن
َ
أ
ْ
م
ُ
ك
ِ
ار
َ
ي
ِ
ن د
ِّ
م م
ُ
وك
ُ
ج
ِ
ر
ْ
خ
ُ
ي
ْ
م
َ
ل
َ
و
ِ
ين
ِّ
الد
ُّ
ب
ِ
ح
ُ
الله ي
َّ
ن
ِ
إ
ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
وا إ
ُ
ط
ِ
س
ْ
ق
ُ
ت
َ
و
ْ
م
ُ
وه
ُّ
ر
َ
ب
َ
ت
ولها معنيان متضادان:
) َ
ين
ِ
ط
ِ
س
ْ
ق
ُ
م
ْ
ال
العدل: عن الراغب الأصفهاني:
الول:
إن القسط مأخوذ من نصيب الشيء بالعدل
يكون فيه مفهوم
ً
فعندما يكون النصيب كاملا
ْ
وا
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ي
ِ
ز
ْ
ج
َ
ي
ِ
العدل(52) كقوله تعالى:
(يونس:4)
) ِ
ط
ْ
س
ِ
ق
ْ
ال
ِ
ب
ِ
ات
َ
ح
ِ
ال
َّ
الص
ْ
وا
ُ
ل
ِ
م
َ
ع
َ
و
(الرحمن:9)
) ِ
ط
ْ
س
ِ
ق
ْ
ال
ِ
ب
َ
ن
ْ
ز
َ
و
ْ
وا ال
ُ
يم
ِ
ق
َ
أ
َ
و
والمراد من القسط فيهما العدل.
إذا كان بفتح القاف (القسط)
الثاني:
ا
َّ
م
َ
أ
َ
و
فيكون معناها الجور، كما في الآية: (
) (الجن: 51)
ً
با
َ
ط
َ
ح
َ
م
َّ
ن
َ
ه
َ
ج
ِ
وا ل
ُ
ان
َ
ك
َ
ف
َ
ون
ُ
ط
ِ
اس
َ
ق
ْ
ال
فإن قال (اقسط) معناها (عدل) كقوله
) َ
ين
ِ
ط
ِ
س
ْ
ق
ُ
م
ْ
ال
ُّ
ب
ِ
ح
ُ
ي
َ
َّ
ا
َّ
ن
ِ
وا إ
ُ
ط
ِ
س
ْ
ق
َ
أ
َ
تعالى:
(الحجرات: 9).
ا
َ
م
َّ
ن
ِ
مفردة (المظاهرة) كقوله تعالى:
ِ
ين
ِّ
ي الد
ِ
ف
ْ
م
ُ
وك
ُ
ل
َ
ات
َ
ق
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
ِ
ن
َ
الله ع
ُ
م
ُ
اك
َ
ه
ْ
ن
َ
ي
ى
َ
ل
َ
وا ع
ُ
ر
َ
اه
َ
ظ
َ
و
ْ
م
ُ
ك
ِ
ار
َ
ي
ِ
ن د
ِّ
م م
ُ
وك
ُ
ج
َ
ر
ْ
خ
َ
أ
َ
و
وهيلغة مأخوذة من الظهرهو أحد
) ْ
م
ُ
ك
ِ
اج
َ
ر
ْ
خ
ِ
إ
جوارح الإنسان أيظهره، فالظهر قد يستخدم
مقابل البطن وظهر الأرض مقابل باطنها.
وهكذا ما ورد في إيقاع المظاهرة (الظهار)
الموجبة لحرمة الزوجة. فهو مأخوذ من
الظهر وهذا الإيقاع محرم في نفسه ومع
ذلك يترتب عليه حرمة الزوجة. إلى أن يؤدي
الزوج كفارة المظاهرة.
وردت بمعنى المعاونة والإسناد كما قال
) مأخوذة
ْ
م
ُ
ك
ِ
اج
َ
ر
ْ
خ
ِ
ى إ
َ
ل
َ
وا ع
ُ
ر
َ
اه
َ
ظ
َ
و
تعالى: (
من الظهر باعتبار أن معاونة الإنسان إنما
تكون بإسناد ظهره....
فالمظاهرة تعني إسناد الظهر،...
فالمظاهرة قد تكون بمعنى المعاونة والإسناد
أي عانوا
) ْ
م
ُ
ك
ِ
اج
َ
ر
ْ
خ
ِ
ى إ
َ
ل
َ
وا ع
ُ
ر
َ
اه
َ
ظ
َ
وقوله:
.
)30(
وعاضدوا الآخرين على إخراجكم
المقطع الرابع: وفيه سبع مفردات:
ـ مفردة (فامتحنوهن) في قوله تعالى:
والامتحان لغة:
) َّ
ن
ُ
وه
ُ
ن
ِ
ح
َ
ت
ْ
ام
َ
ف
ٍ
ات
َ
ر
ِ
اج
َ
ه
ُ
يشبه إلى حد كبير معنى البلاء حيث يرجع
كل منها إلى معنى الأخبار، فالبلاء مأخوذ من
البلوى الذي هو عبارة عن بلي الشيء، أي
، وبلوته اختبرته كأني أخلقته
ً
باليا
ً
أصبح خلقا
واستعير هذا المعنى
)31(
من كثرة اختباري له
للاختبار لأنه عبارة عن مراجعة متعددة
من أجل معرفة خصوصياته
ً
للشيء ـ أيضا
وحقيقته، فامتحنوهن، اختبروهن، ولا
يكفي مجرد الادعاء من قبلهن بأنهن مؤمنات
بل لابد من اختبارهن حتى يصدق ويحصل
الاطمئنان به.
َ
اح
َ
ن
ُ
ج
َ
َ
ـ مفردة (الجنح) في قوله تعالى:
. والجناح لغة: مأخوذة
) َّ
ن
ُ
وه
ُ
ح
ِ
نك
َ
ن ت
َ
أ
ْ
م
ُ
ك
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ـ
)32(
من الجناح ـ العضو الموجود بالطيور
وبما أن الطير يغير حركته بجناحه، فإن أراد
الميل إلى الجانب مال بجناحيه، فاستعير
ْ
وا
ُ
ح
َ
ن
َ
ن ج
ِ
إ
َ
جنح بمعنى الميل قال تعالى:
(الأنفال:16)، أي: إذا
ا)
َ
ه
َ
ل
ْ
ح
َ
ن
ْ
اج
َ
ف
ِ
م
ْ
ل
َّ
لس
ِ
ل
مالوا إلى السلم فمل له. وأخذ هذا المعنى
للتعبير عن الإثم: اعتباره حالة انحراف
وميل عن جادة الصواب... فعبر عن الإثم
بالجناح فعندما يقال: لا جناح عليك، أي لا
إثم عيك وبالتالي يكون المقصود نفي الإثم
ناح بحسب مفهومه
ُ
ونفي المعصية، فلفظ ج
اللغوي: (هو الإثم، وأصل اشتقاقه مأخوذ
.
)34(
من الميل عن الشيء)
1...,19,20,21,22,23,24,25,26,27,28 8,9,10,11,12,13,14,15,16,17,...132
Powered by FlippingBook