مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 22

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
22
ÍÃMI¹Ä
إلی بعضها:
ا
ً
أ: لا يعتبر القرآن امرأة فرعون نموذج
ا
ً
للنساء المؤمنات، بل يعتبرها نموذج
للمجتمع الإسلامي وعلی (الذين آمنوا) أن
يتأسوا بهذه المرأة، لأن الله لم يقل (ضرب
الله للنساء) أو (للنساء المؤمنات)،بل قال:
َ
ة
َ
أ
َ
ر
ْ
م
ِ
وا ا
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ل
ِ
ل
ً
لا
َ
ث
َ
الله م
َ
ب
َ
ر
َ
ض
َ
ة لهذه
ّ
، ثم يذكر القرآن فضائل عد
) َ
ن
ْ
و
َ
ع
ْ
ر
ِ
ف
ا.
ً
المرأة سنشير إليها لاحق
ب: قول امرأة فرعون، وكيفية دعائها
ا. فإنها لم تقل (رب أعطني
ً
لربها مهم جد
ا
ً
ت
ْ
ي
َ
ب
َ
ك
َ
ند
ِ
ي ع
ِ
ل
ِ
ن
ْ
اب
ِّ
ب
َ
الجنة)، بل قالت:
ها تريد الله،
ّ
، في الواقع إن
) ِ
ة
َّ
ن
َ
ج
ْ
ي ال
ِ
ف
وتريد الجنة عند الله، وهذا هو الذي
يميزها عن سائر الناس الذين يطلبون الجنة
) علی (البيت)
َ
ك
َ
ند
ِ
مت (ع
ّ
فقط. إنها قد
وعلی (الجنة)، وهذا يدل علی طرافة قولها
في طلبها، فأين الجنة التي تكون عند الله
والجنة التي تجري من تحتها الأنهار!
جدير بالذكر أن امرأة فرعون بقولها
ر قصر فرعون الذي كانت تعيش
ّ
هذا تحق
ا، أمام البيت
ً
فيه مع عظمته ولا تحسبه شيئ
الذي عند بيت الله!
ج: المسألة الأخری التي تطرقت
لها الآية الكريمة، هي التولي والتبرؤ
الموجودان في قول امرأة فرعون. إنها
تريد تولي الله وقربه، والتبرؤ من فرعون
ي
ِ
ن
ِّ
ج
َ
ن
َ
وعمله وقومه الظالمين، وتقول:
ِ
م
ْ
و
َ
ق
ْ
ال
َ
ن
ِ
ي م
ِ
ن
ِّ
ج
َ
ن
َ
و
ِ
ه
ِ
ل
َ
م
َ
ع
َ
و
َ
ن
ْ
و
َ
ع
ْ
ر
ِ
ن ف
ِ
م
ين).
ِ
م
ِ
ال
َّ
الظ
من الواضح أن امرأة فرعون لم تطلب
النجاة من عذاب فرعون، ولم يكن يشغلها
هذا الأمر، بل طلبت النجاة من الوقوع في
عمله وهو الكفر والظلم والطغيان وادعاء
الربوبية. وهي تتبرأ من كل ظالم.
كما نری هذه المرأة التي تسأل من الله
المسائل الاجتماعية والفردية، أصبحت
قدوة بسبب إيمانها بربها وإخلاصها له.
مريم بنت عمران
المرأة الأخری التي ذكرها القرآن
بصورة خاصة هي مريم ابنة عمران. بعد
ل
ّ
ل الله للذين آمنوا امرأة فرعون، مث
ّ
أن مث
َ
ت
َ
ن
ْ
اب
َ
م
َ
ي
ْ
ر
َ
م
َ
ا مريم، إذ يقول:
ً
لهم أيض
ِ
يه
ِ
ا ف
َ
ن
ْ
خ
َ
ف
َ
ن
َ
ا ف
َ
ه
َ
ج
ْ
ر
َ
ف
ْ
ت
َ
ن
َ
ص
ْ
ح
َ
ي أ
ِ
ت
َّ
ال
َ
ان
َ
ر
ْ
م
ِ
ع
ِ
ه
ِ
ب
ُ
ت
ُ
ك
َ
ا و
َ
ه
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ات
َ
م
ِ
ل
َ
ك
ِ
ب
ْ
ت
َ
ق
َّ
د
َ
ص
َ
ا و
َ
ن
ِ
وح
ُّ
ن ر
ِ
م
(التحريم:21)
) َ
ين
ِ
ت
ِ
ان
َ
ق
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
ْ
ت
َ
ان
َ
ك
َ
و
الواو هنا عاطفة وعطفت الآيتين
(11و21). فمريم بنت عمران هي نموذج
ا.ذكرها الله تبارك
ً
حسن آخر للناس جميع
وتعالی في هذه الآية الشريفة، وذكر
فضائلها كالتالي:
. أحصنت فرجها.
أ
. نفخنا فيه (في فرجها) من روحنا.
ب
ها.
ّ
قت بكلمات رب
ّ
. صد
ت
ها.
ّ
قت بكتب رب
ّ
. صد
ث
. كانت من القانتين.
ج
هذه الصفات والفضائل رفعت من
مقام مريم وأدت إلی ذكرها في آية مستقلة
فلم يذكرها الله تعالی هي وآسية في آية
لها مكانة مستقلة، جدير
َّ
واحدة، وخص
بالذكر أن فضائل مريم لا تنحصر بهذا
القليل بل فضائلها مذكورة في كثير من
الآيات القرآنية وفي القرآن سورة باسمها
مريم قبل تولدها منذورة لبيت
َّ
ـ كما نعلم ـ إن
ٍ
ول
ُ
ب
َ
ق
ِ
ا ب
َ
ه
ُّ
ب
َ
ا ر
َ
ه
َ
ل
َّ
ب
َ
ق
َ
ت
َ
لدت
ُ
الله وحينما و
، رغم تأسف أمها بأنها وضعت
) ٍ
ن
َ
س
َ
ح
أنثی، علاوة علی هذا؛ زمان إقامتها في
َ
اب
َ
ر
ْ
ح
ِ
م
ْ
ا ال
َّ
ي
ِ
ر
َ
ك
َ
ا ز
َ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
َ
ل
َ
خ
َ
ا د
َ
م
َّ
ل
ُ
المعبد:
ِ
ك
َ
ى ل
َّ
ن
َ
أ
ُ
م
َ
ي
ْ
ر
َ
ا م
َ
ي
َ
ال
َ
ا ق
ً
ق
ْ
ز
ِ
ا ر
َ
ه
َ
ند
ِ
ع
َ
د
َ
ج
َ
و
1...,23,24,25,26,27,28,29,30,31,32 12,13,14,15,16,17,18,19,20,21,...132
Powered by FlippingBook