مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 9

9
ÍÃMI¹Ä
كلمة العدد: حقائق مشرقة
العنيف هي صيحات نابعة عن ضمير حي
يشعر بالتدهور الصحي للأمة، أو أنها مجرد
غطاء لتمرير المقررات الخبيثة؟! هذه مجموعة
، لكنه كما
ً
من الأسئلة قد يجد القارئ لها جوابا
وهل ينطق من في
ٌ
قال الشاعر: (في فمي ماء
.) ُ
ماء
ِ
فيه
من الواضح أن هذه الحركة الجادة
الثالث:
المتمثلة بالمؤسسة الدينية التابعة لمذهب أهل
، والشعور بالمسؤولية جسدا
B
البيت
واقع هذه الطائفة الممتحنة، وامتلاكها من
قوة العقيدة، والارتباط بالله تعالى، وبالقيم
الإسلامية الأصيلة ما يجعلها تقدم من أجل
ّ
ونفيس، وتصبر على الحق المر
ٍ
ذلك كل غال
الذي لا يصبر عليه إلا من امتحن الله قلبه
للإيمان.
وقد شاهد العالم اليوم النكسة الكبيرة
التي منيت بها الأمة، وانهيار المجتمعات
لهذه
ّ
الإسلامية واحدة تلو الأخرى.. ولم يتصد
،
B
الهجمة الشرسة إلا شيعة أهل البيت
مع ضعف التجهيز، وقلة المال، وغياب
الحيلة، وما ذلك إلا لإيمانهم بالثوابت الحقة،
والمعايير الدينية التي بني عليها أساس
الإسلام الأصيل.. وهو بطبعه يعكس قوة
المؤسسة الدينية الشيعية، وعمق تفكيرها
عد غورها، ورجاحة عقلها.
ُ
وب
لذا تمكنت من السيطرة على التوازن،
وحفظت جمهورها من الانهيار، ولو صنفت
من قبل المؤسسات العالمية لكانت الأولى في
العمق والإخلاصوالعقل..
ت الأفكار الجاهلة بفضلها ـ
ّ
وقد ول
منذ زمن قريب ـ أدراج الرياح، والتي كانت
تصفها بأبشع صورة.. رجعية.. متخلفة..
لا علم لها بالأمور.. وغير ذلك، حتى كنا
في العصور القريبة نعاني من هذه القناعات
النابعة من الجهل وعدم التعمق في الأمور..
ونتحمل أنواع الأوصاف اللاذعة، ونصبر على
ذلك بحكمة وروية، حتى إذا دارت الرحى،
وانقلبت المعادلات، ظهرت المؤسسة الدينية
بما لها من قوة ونفوذ على واقعها الذي خفي
عشرات السنين، وشوه بأنواع الأوصاف.
أن هذه المؤسسة الفاعلة في الساحة
الرابع:
الشيعية اليوم، والتي كان لها الدور الكبير في
،ً
حفظ الكيان العام، والذي أشرنا إليه آنفا
،
B
إنما هو نابع من توجيه الأئمة الهداة
بعد انحراف السلطة عنهم، وعزلهم عن
مناصبهم الريادية الفاعلة، فبدأوا بتكوين
قاعدتهم الشعبية، التي يملكون منها
الإخلاص والتفاني والتضحية في سبيل
الدعوة إلى الله، والعمل الجاد من أجل تحقيق
غايات الإسلام النبيلة.. ولو لم يعرف أحد ما
طيلة وجودهم في
B
صنعه الأئمة الأبرار
أوساط المجتمع الإسلامي، وما ترتب عليهم
من المعطيات الكبيرة، فله أن ينظر بنظرة
موضوعية للمؤسسة الدينية اليوم، ويلاحظ
تماسكها وثباتها على القيم وقوة تأثيرها على
الواقع الخارجي، وما هي إلا امتداد لتأريخ
عريق حافل بأمجاد العلماء والصلحاء، رغم ما
لاقوه من المحن والمصائب والمتاعب..
ر أن تكالب قوى الشر
ِّ
ر متصو
ّ
ولا يتصو
علىهذه الطائفة وليد اليوم عصرالتكنولوجيا
الحديثة، بل هو وليد ساعة الإقصاء وغصب
حتى اليوم..
ً
المنصب الإلهي، ثم بقي مستمرا
وقد علم الله تعالى حجم التضحيات الكبيرة
التي قدمت عبر العصور التأريخية الطويلة..
لكن ذلك لم يؤثر على الخط الرسالي الذي
حمله الدعاة إلى الله بعد أن وضع قواعده الأئمة
. والحمد لله الذي لا يحمد على
B
الطاهرون
مكروه سواه، ونشكره أن هدانا لهذا الدين
القويم، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
المشرف العام
>
1...,10,11,12,13,14,15,16,17,18,19 2,3,4,5,6,7,8,132
Powered by FlippingBook