مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 12

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
12
ÍÃMI¹Ä
و(هــذان)، ومن غير ألف ولا ياء بعد (الذال)
من (هذان)، ومجيء الرســم كمــا ترى كان
عندهم لأن يقرأ بالوجوه الأربعة التي
ً
صالحا
وردت كلها بأسانيد صحيحة.
قراءة نافع ومن معه إذ يشــددون
(أولها):
نون (إن) ويخففون (هذان) بالألف.
قراءة ابن كثير وحده إذ يخفف
(ثانيها):
النون في (إن) ويشدد النون في (هذان).
قراءة حفــص إذ يخفف النون
(ثالثها):
في (إن) و(هذان) بالألف.
قراءة أبي عمرو بتشــديد (إن)
(رابعها):
وباليــاء وتخفيــف النون في (هذيــن) فتدبر
هذه الطريقة المثلى الضابطة لوجوه القراءة
لتعلم أن سلفنا الصالح كان في قواعد رسمه
.
)3(
) ً
وأهدى سبيلا
ً
للمصحف أبعد منا نظرا
والحــق إن الرســم العثماني مــن النقط
والشــكل ومن الألف وإن ساعد على أن تقرأ
من
ً
الكلمة بصور عدة. إلا أن ذلك ليس مرادا
الصحابــة بل إن طريقتهم فــي الكتابة آنذاك
هي التي ساعدت عليه.
بالألف
ً
ولا خــ ف أن مــا رســم أصــ
الممــدودة ليس له إلا وجــه المد، ولا يصح
فيه قراءة القصر، وهذا محل اتفاق، كما في
قوله سبحانه: (الميزان، كالفخار، الأكمام).
وكذلك فإن بعض ما رســم من دون ألف
حظــي باتفاق الــكل على تقديــر الألف فيه
ولــم يقرأ بغير ألــف كما في قوله ســبحانه:
(الرحمن، الإنسن، قصرت، يهمن).
ولكــن وقــع الخلاف في بعض ما رســم
مــن دون الألــف، وقــرئ بوجهين:
ً
أصــ
بتقديــر الألف وبحذفها، كما في قوله تعالى:
(واعدنا)، فقرئت بتقديــر الألف (واعدنا)،
وقرئت من دون ألف (وعدنا).
وبعــد البحــث والاســتقراء وقفت على
قرآءات كثيرة لظاهرة حــذف الألف، ولكن
، ونحن
ً
أهمهــا جاء في أحد عشــر موضعــا
نذكر هنا أكثر من مورد وما ينســجم مع سعة
البحث المنشور في هذه المجلة.
) ِ
ين
ِّ
الد
ِ
م
ْ
ــو
َ
ي
ِ
ك
ِ
ــل
ٰ
ـ
َ
1ـ قــال تعالــى:
(الفاتحة/ 4)
قرأ عاصم والكســائي ويعقــوب وخلف
. وقرأ
ً
(مالك) بالألف موافقة للرســم تقديرا
الباقون (ملك) بحذف الألف موافقة للرســم
.
)4(
ً
تحقيقا
ً
ك) وجوها
ِ
ال
َ
ــك، م
ِ
ل
َ
إن لــكل من قراءة (م
مــن البلاغة لا تؤديها الأخــرى وبالجمع بين
القراءتيــن نخــرج بوصف عظيــم يليق بالله
تعالــى وكأن قــراءة واحدة لا تعبــر عن بيان
وصف الكمال الذي يليق بالله تعالى فلابد من
تضافر أكثر من لفظة لتؤدي هذا المعنى كما
جاءت صفة الرحيم مع الرحمن ليؤدي معنى
كمال الرحمة في حقه تعالى.
ومعنى ملك يوم الدين بإسقاط الألف أنه
غيــره وأنه لا يؤتى في
َ
ك
ِ
ل
َ
لا م
ٍ
يومئذ
ُ
ــك
ِ
ل
َ
الم
كما أتاه في الدنيا،
َ
ك
ْ
ل
ُ
الم
ً
ذلك الوقت أحــدا
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
ال
ُ
ك
ْ
ل
ُ
م
ْ
ال
ِ
ن
َ
م
ِ
ودليــل ذلك قوله تعالــى:
(غافر/ 61).
ار)
َّ
ه
َ
ق
ْ
ال
ِ
د
ِ
اح
َ
و
ْ
ال
ِ
ومن قــرأ (مالــك) بألف معنــاه أنه ملك
يوم الدين والحســاب لا يملكه غيره ولا يليه
.
)5(
سواه
ا يناط
ً
وعلى هذا فإن القراءتين بينت أمر
ذلــك اليوم وبما
ُ
ك
ِ
ل
َ
بالله تعالــى، وهو أنه م
ذلك اليوم
ُ
ك
ِ
ال
َ
فيه من أحداث وأمور، وأنه م
بعينه.
َ
لا
ْ
وا
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ــا ال
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
2ـ قــال تعالى:
ْ
وا
ُ
م
َ
ل
ْ
ع
َ
ت
َ
ى
َّ
ت
َ
ى ح
َ
ار
َ
ــك
ُ
س
ْ
م
ُ
نت
َ
أ
َ
و
َ
ة
َ
لا
َّ
الص
ْ
وا
ُ
ب
َ
ر
ْ
ق
َ
ت
َ
ى
َّ
ت
َ
ح
ٍ
يل
ِ
ب
َ
ي س
ِ
ر
ِ
اب
َ
ع
َّ
لا
ِ
إ
ً
با
ُ
ن
ُ
ج
َ
لا
َ
و
َ
ون
ُ
ول
ُ
ق
َ
ا ت
َ
م
ٍ
ر
َ
ــف
َ
ى س
َ
ل
َ
ع
ْ
و
َ
ى أ
َ
ض
ْ
ر
َّ
م م
ُ
نت
ُ
ن ك
ِ
إ
َ
و
ْ
وا
ُ
ــل
ِ
س
َ
ت
ْ
غ
َ
ت
ُ
م
ُ
ــت
ْ
س
َ
م
َ
لا
ْ
و
َ
أ
ِ
ط
ِ
آئ
َ
غ
ْ
ن ال
ِّ
م م
ُ
نك
ِّ
م
ٌ
د
َ
ح
َ
اء أ
َ
ج
ْ
و
َ
أ
ً
يدا
ِ
ع
َ
ص
ْ
وا
ُ
م
َّ
م
َ
ي
َ
ت
َ
ــاء ف
َ
م
ْ
وا
ُ
د
ِ
ج
َ
ت
ْ
م
َ
ل
َ
ــاء ف
َ
س
ِّ
الن
1...,13,14,15,16,17,18,19,20,21,22 2,3,4,5,6,7,8,9,10,11,...132
Powered by FlippingBook