مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

8
ÍÃMI¹Ä
كلمة العدد
العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
في خضم الأحداث المتسارعة والتدهور
الذي أصاب جسد الأمة، وفي معترك الأنشطة
الإرهابية التي تحاول اكتساح المجتمع
الإسلامي، وتدني الشعور بالمسؤولية تجاه
ذلك من قبل المؤسسات الدينية والإنسانية
في معظم الدول الإسلامية، بل محاولة تبرير
الهجمة الشرسة التي تعتري الأمة... والعمل
الجاد على أن لا يعكس ذلك صورة الواقع
الإسلامي المرير الذي أوصل إلى هذه النتائج..
ومن خلال تلك الزوايا الضيقة تقف
ثلة من الصفوة المؤمنة بوجه شرور المفسدين،
ونفيس (والجود بالنفس
ٍ
مضحية بكل غال
أقصى غاية الجود). ليس لمصالح شخصية
عن تيار أو حزب
ً
ولا فئوية.. ولا دفاعا
أو قومية... بل كان ذلك نتيجة الارتباط
العقائدي والديني بالمبادئ والقيم الإسلامية
ً
للتوجيهات السديدة.. وإعلانا
ً
الحقة، وتنفيذا
لانتهاك
ً
للدفاع عن الممتلكاتوالأرواح.. وثأرا
المقدسات والحرمات.. ونحن إذ نقف موقف
الاعتزاز والفخر بهذه الثلة المؤمنة.. مع إيماننا
ولا
ً
الكامل بأن الله تعالى لا يضيع لهم دما
، بل هو مذخور لهم.. نحاول في هذه
ً
حقا
الإطلالة السريعة أن نشير إلى عدة أمور:
في كتابه المجيد
ّ
وجل
ّ
حث الله عز
الأول:
على استشعار النصر والهمة والعزيمة منه
تعالى، وأن الإنسان مهما بلغ من العزم وبذل
الطاقة في سبيل تحقيق غاياته المشروعة لا
يفلح إلا بتأييد الله تعالى وتسديده، وقد
شاهد المسلمون ذلكفي جميع المعتركات التي
خاضوها في عصر الرسالة الإسلامية، وقد
رهم الله تعالى في مواطن عديدة بذلك، من
ّ
ذك
أجل زرع التوكل عليه سبحانه في نفوسهم،
وتذكيرهم به عز وجل في جميع أحوالهم، وأن
يدرك الإنسان أن النصر بيده، وكلما حاول أن
عنه لا ينال من عمله إلا
ً
بعيدا
ً
يحقق شيئا
وباله، ولا يتحققشيء من أهدافه، لذا لابد من
تذكير إخواننا بأهمية هذا الأمر، لئلا تذهب
جهودهم سدى، وتضيع عليهم تضحياتهم
الغالية، ولا ينالون بذلك غاياتهم المنشودة.
أن من الغريب ما نشاهده اليوم
الثاني:
من اتحاد الصف العالمي على قضية واحدة،
والاتفاق الظاهري على العمل من أجل
حسم مادة الشر والطغيان، في الوقت الذي
، ولا تخبو نار
ً
لا يزداد فيه الشر إلا اتساعا
إلا وتأجج نيران أخرى من هنا وهناك...
ذلك؟! هل أن الصراع اليوم
َّ
ف
ُ
كيف ي
من أجل تمرير
ً
، بل شكليا
ً
واقعيا
ً
ليسصراعا
مصالح معينة، وخلط الأوراق، وتعميم الهرج
والمرج؛ لتسهل سيطرة القوى العالمية على
مداخل المجتمعات المدنية من أجل تذليل
صعوبات الاختراق العسكري غير المجند؟!
هل عجزت القوى العالمية عن الدخول
المباشر للمجتمعات فاتخذت هذه الوسيلة
لتحقيق أهداف متعددة في وقت واحد؟!
ثم لا زال هناك تساؤل يطرح: كيف تمكنت
المجموعات الإرهابية من الدخول في أوساط
المجتمعات التي تدعي الإسلام وبدأت
نخرها من الداخل؟! كيف حصلت على
الأرضية المناسبة للعمل على هذا الشكل،
واستهدفت مئات الآلاف بل الملايين بأبشع
الصور؟! ما هي الأجندة وراء ذلك؟! هل أن
الصيحات التي نسمعها اليوم ضد الإجرام
حقائق مشرقة
±°¯
1...,9,10,11,12,13,14,15,16,17,18 2,3,4,5,6,7,132
Powered by FlippingBook