مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 20

العدد (26) جمادى الأولى ــ جمادى الآخرة 6341هـ
20
ÍÃMI¹Ä
قراءات
قراءة
للنماذج القرآنية في المرأة
ÍÃMI¹Ä
لقد ذكر الله - تبارك وتعالی- في
القرآن الكريم أسماء عدد من
ّ
َ
المثل، فمنهن
ّ
النساء وضرب بهن
في مجالات
ّ
لائي يقتدی بهن
ّ
الصالحات ال
مختلفة، خاصة في الوعي العبادي الذي
ِّ
ل أنصع آيات التوحيد والتسليم لرب
ّ
يمث
ُ
الله
َ
ب
َ
ر
َ
ض
َ
العالمين، كما في قوله تعالى:
َّ
، ومنهن
) َ
ن
ْ
و
َ
ع
ْ
ر
ِ
ف
َ
ة
َ
أ
َ
ر
ْ
م
ِ
وا ا
ُ
ن
َ
آم
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ل
ِّ
ل
ً
َ
ث
َ
م
ً
َ
ث
َ
م
ُ
الله
َ
ب
َ
ر
َ
السيئات، كقوله تعالى:
. لقد
) ٍ
وط
ُ
ل
َ
ة
َ
أ
َ
ر
ْ
م
ِ
ا
َ
و
ٍ
وح
ُ
ن
َ
ة
َ
أ
َ
ر
ْ
م
ِ
وا ا
ُ
ر
َ
ف
َ
ك
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ل
ِّ
ل
ذكر القرآن أسماء هذه النسوة المثاليات.
المهم في الأمر أنه سبحانه لايضرب المثل
بالنساء الصالحات فحسب، وإنما ضرب
، ً
بالنساء الصالحات والسيئات معا
ً
مث
ربن
ُ
ا لا تعتبر هذه النسوة اللائي ض
ً
وثاني
أسوة للنساء فقط، بل لجميع الناس
ً
مث
. ً
ونساء
ً
رجا
لقد خلق الله – تبارك وتعالی – الرجل
والمرأة كليهما من تراب ولا فضل لأحد
منهما على الآخر إلا بالتقوی، فأكرمهما
عنده أتقاهما. إذن المرأة كالرجل لا نقص
ُ
الله
َ
فيها من جهة الخلقة، قال تعالى:
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
َ
ع
َ
ج
َّ
م
ُ
ث
ٍ
ة
َ
ف
ْ
ط
ُّ
ن ن
ِ
م
َّ
م
ُ
ث
ٍ
اب
َ
ر
ُ
ن ت
ِّ
م م
ُ
ك
َ
ق
َ
ل
َ
خ
(فاطر: 11)، وفي موضع آخر أشار
ا)
ً
اج
َ
و
ْ
ز
َ
أ
َ
ل
َ
ع
َ
إلی هذه المساواة في الخلقة، فقال:
(الشوری:11)،
ا)
ً
اج
َ
و
ْ
ز
َ
أ
ْ
م
ُ
ك
ِ
س
ُ
نف
َ
أ
ْ
ن
ِّ
م م
ُ
ك
َ
ل
ن أن الرجل
ّ
فمن هذه الآيات وأمثالها تبي
والمرأة من نفس واحدة، كقوله تعالی:
م
ُ
ك
َ
ق
َ
ل
َ
ي خ
ِ
ذ
َّ
ال
ُ
م
ُ
ك
َّ
ب
َ
ر
ْ
وا
ُ
ق
َّ
ات
ُ
اس
َّ
ا الن
َ
ه
ُّ
ي
َ
ا أ
َ
َّ
ث
َ
ب
َ
ا و
َ
ه
َ
ج
ْ
و
َ
ا ز
َ
ه
ْ
ن
ِ
م
َ
ق
َ
ل
َ
خ
َ
و
ٍ
ة
َ
د
ِ
اح
َ
و
ٍ
س
ْ
ف
َّ
ن ن
ِّ
م
(النساء: 1)،
اء)
َ
س
ِ
ن
َ
ا و
ً
ير
ِ
ث
َ
ك
ً
ا
َ
ج
ِ
ا ر
َ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
م
فلا فرق بينهما إلا في كيفية تلبيتهما لنداء
ربهما.
وسنسلط الضوء علی النساء المثاليات
اللاتي ذكرهن القرآن أسوة للناس لا
للنساء فقط. نعرفهن و نذكر صفاتهن
ا إلی الآيات القرآنية.
ً
البارزة استناد
الأسوة في القرآن
لغة القرآن هي لغة التخاطب وطريقته
هي طريقة الحوار؛ إذن حينما يذكر بعض
الضمائر أو الأفعال بصورة مذكرة ليس
المقصود هنا الرجال فقط بل يقصد
َ
ان
َ
ك
ْ
د
َ
ق
َ
حينما يقول:
ً
الناس جميعا.مث
َ
ان
َ
ن ك
َ
م
ِّ
ل
ٌ
ة
َ
ن
َ
س
َ
ح
ٌ
ة
َ
و
ْ
س
ُ
أ
ِ
الله
ِ
ول
ُ
س
َ
ي ر
ِ
ف
ْ
م
ُ
ك
َ
ل
ا)
ً
ير
ِ
ث
َ
ك
َ
الله
َ
ر
َ
ك
َ
ذ
َ
و
َ
ر
ِ
خ
ْ
ا
َ
م
ْ
و
َ
ي
ْ
ال
َ
و
َ
و الله
ُ
ج
ْ
ر
َ
ي
(الأحزاب: 12)، ليس المقصود من (لكم)
ا للرجال فحسب، وإنما هو خطاب
ً
خطاب
لكل الناس. أما من هو الأسوة؟
يقول الراغب في مفرداته: (الأسوة
كالقدوة، والقدوة هي الحالة التي يكون
م.م. فاطمه كريمي تركي
جامعة پيام نور - مشهد/ إيران
1...,21,22,23,24,25,26,27,28,29,30 10,11,12,13,14,15,16,17,18,19,...132
Powered by FlippingBook