11
ÍÃMI¹Ä
التوجيه الدلالي للقراءات القرآنية
علاقة القراءات بالرسم العثماني
إن اختلاف المســلمين فــي القراءات،
هــو الســبب الــذي من أجلــه كتــب عثمان
المصاحــف، وكانــت موافقــة للقــراءات
الصحيحــة، وبعث إلى كل إقليم بنســخة من
مصحفه وقد (ساعدت صورة الخط العربي،
في ذلــك الوقــت علــى أن يتضمــن النص
القرآني المكتوب معظم القراءات التي قرئ
.
)1(
)
F
بها القرآن في أيام النبي
فقد ســاعد الخط العثمانــي بخلوه من
النقط والشكل وبعض ظواهره الكتابية ومنها
حــذف الألــف أن يقــرأ بصور عــدة، فجاء
للكثير من القراءات، وأصبحت من
ً
محتمــ
مميزات الرسم الدلالة على القراءات.
وجعــل الســيوطي مــن قواعد الرســم
)2(
العثماني(ما فيه قراءتانفكتبعلى أحدهما)
وعــدد بعــض الكلمــات التي أنقصــت منها
الألف.
وهــو وإن صدق كلامه على تلك الكلمات
المعــدودة، فإنــه لا يصدق عــل كل الكلمات
التــي أنقصــت منهــا الألــف كـ (الإنســان،
قاصــرات) فإنهــا لم تقــرأ على (الإنســن،
قصــرت). وذهب الزرقاني إلــى أن (قاعدة
الرســم لوحــظ فيها أن الكلمــة إذا كان فيها
قراءتان أو أكثر، كتبت بصورة تحتمل هاتين
القراءتيــن أو الأكثــر، فــإن كان الحرف لا
يحتمل ذلك بأن كانت صورة الحرف تختلف
باختلاف القراءات جاء الرســم على الحرف
الذي هو خلاف الأصــل، وذلك ليعلم جواز
القراءة به وبالحرف الــذي هو الأصل، وإذا
لم يكن فــي الكلمة إلا قــراءة واحدة بحرف
الأصل رسمت به، مثال الكلمة تكتب بصورة
واحــدة وتقرأ بوجــوه متعددة قولــه تعالى:
) (طه/ 36) رسمت في
ِ
ان
َ
ر
ِ
ــاح
َ
س
َ
ل
ِ
ان
َ
ذ
َ
ه
ْ
ن
ِ
إ
(
ن هذن لسحران) من غير
ِ
المصحف هكذا: (إ
نقط ولا تشــديد ولا تخفيف فــي نوني (إن)
