مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 94

94
مجلة ينابيع
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
م
ُ
فتواسي الثكلى والأرامل وبينهن الرباب أ
م
ُ
علي الأكبر وسكينة بنت الحسين ورملة أ
، وأم فلان
A
القاسم بن الإمام الحسن
مهات وزوجات بعض الأنصار،
ُ
وفلان من أ
إضافة إلى رعاية وحماية العليل الإمام علي
والأطفال الذين
A
بن الحسين السجاد
ً
كانوا يعانون الجوع والعطش والبكاء خوفا
، وينفعل بعض الصبيان فينزل إلى
ً
ورعبا
A
ساحة المعركة للذود عن الإمام الحسين
وأهل بيته. قال الراوي:.... وخرج غلام
كأن وجهه شقة قمر فجعل يقاتل فضربه
ابن نفيل الأزدي على رأسه ففلقه، فوقع
الغلام لوجهه وصاح يا عماه... ومثله فعل
وهو غلام
A
عبدالله بن الحسن بن علي
. ولقد
)15(
لم يراهق فقتله حرملة بن كاهل
A
على الإمام الحسين
ً
كان الأمر عظيما
مهاتهم؟.
ُ
فكيف هو على أ
ومن أشد وأخطر المواقف وأقساها
ساعة استشهد أخوه
A
على الإمام الحسين
حامل اللواء وساقي
A
أبو الفضل العباس
عن ذلك المصاب
A
ر
ّ
العطاشى حتى عب
)16(
ت حيلتي
ّ
بقوله: الآن انكسر ظهري وقل
ع عياله؛
ّ
م ليود
ّ
، فعاد إلى المخي
ً
وبقي وحيدا
: إن
K
م
ّ
يقول السيد عبد الرزاق المقر
عقائل النبوة تشاهد عماد أخبيتها وسياج
بفراق لا رجوع
ً
صونها وحمى عزها مؤذنا
بعده، فلا يدرين بمن يعتصمن من عادية
الأعداء، فلا غرو إذا أجتمعن عليه وأحطن
ٍ
ي يئن ووالهة
ّ
به وتعلقن بأطرافه بين صب
أذهلها المصاب، وطفلة تطلب الأمن
خرى تنشد الماء، فما حال سيد الغيارى
ُ
وأ
وهو ينظر إلى ودائع وحرائر بيت العصمة
سجف العز وحجب
ّ
وهن لا يعرفن إ
الجلال.. فإن فررن فعن السلب وإن
.
)17(
تباعدن فمن الضرب ولا محام لهن...
... وتسابق
A
تل الإمام الحسين
ُ
وق
الرعاع على حرق خيامه ونهب ممتلكاته
حتى جعلوا ينتزعون ملحفة المرأة عن
ظهرها، قال حميد بن مسلم: فوالله لقد
كنت أرى المرأة من نسائه وبناته وأهله
غلب عليه
ُ
تنازع ثوبها عن ظهرها حتى ت
.
)18(
ذهب به منها
ُ
في
ومن المفارقات التي يرويها حميد
بن مسلم: رأيت امرأة من بني بكر بن
وائل، كانت مع زوجها في أصحاب عمر
بن سعد، فلما رأت القوم قد اقتحموا
فسطاطهن
A
على نساء الإمام الحسين
وأقبلت نحو
ً
وهم يسلبوهن، أخذت سيفا
الفسطاط وقالت: يا آل بكر بن وائل بنات
لله، يالثارات
ّ
لا حكم ا
F
رسول الله
فأخذها زوجها وردها إلى
F
رسول الله
أو دين، فقد
ٌ
دون أن تاخذه شهامة
)19(
رحله.
ر الوجدان.
ّ
كان مخد
وأرخى الليل سدوله، فكانت ليلة
الحادي عشر من المحرم ليلة عقيم يعجز
أهل الأرض عن وصف دقائقها، فيها بنات
يمسين في خيمة ظلماء، وأمام
F
الرسول
ة وأبناء الأئمة وأشراف
ّ
نواظرهن سادة الأم
العرب ونبلاء الناس صرعى مخضبين
لة الغادرين تهزهم
َ
ت
َ
بالدماء، وحولهن الق
نشوة الغلبة . فهل كان ذلك خارج حسابات
النهضة؟ يقول ابن طاووس: ومما يكن أن
لحرمه
A
لحمل الإمام الحسين
ً
يكون سببا
وعياله فإنه لو تركهن لكان يزيد بن معاوية
قد أنفذ ليأخذهن إليه وصنع بهن من
الاستئصال وسيئ الأفعال ما يمنع الإمام
.
)20(
من الجهاد والشهادة
A
الحسين
وهناك رأي يقول: وفي اصطحابه
ً
للأطفال والنساء يؤسس للثوار نهجا
لغى فيه الذرائع والأعذار، كما أن الإمام
ُ
ت
1...,95,96,97,98,99,100,101,102,103,104 84,85,86,87,88,89,90,91,92,93,...132
Powered by FlippingBook