مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 88

مجلة ينابيع
88
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
لهم من أمور .
A
كماأنالكثيرمنأعداءالإمامالحسين
عاشوا حالة من المرض النفسي الذي
أرقهم في ما بقي من حياتهم ولا سيما أن
المجتمع الذي يعيشون فيه لم يتقبلهم ولم
يتكيف معهم وبذلك فقدوا صفة مهمة لحياة
الإنسان وهي مسايرة الجماعة الصالحة
والتوافق الاجتماعي وبالتالي عاشوا حالة
مؤذية من الوجل وارتقاب وقوع حوادث
مؤذية لهم نتيجة القناعة بالعمل السلبي
الذي قاموا به.
من هنا نجد أنه من الضرورة ذكر بعض
الصور العامة للقلق والاضطراب النفسي
، وهي على
A
لدى أعداء الإمام الحسين
سبيل الاختصار مبتعدا عن ذكر الشواهد
التاريخية والأسماء لضيق المقام، وهي
كما يأتي:
A
1. إيمان أعداء الإمام الحسين
له شخصية
A
أن الإمام الحسين
ً
تاما
ً
إيمانا
مميزة على المستوى الإيماني والاجتماعي
والعقائدي والإعجازي وأن التعرض له
سيجلب لهم خزي الدنيا وعار الآخرة،
لكن عمي البصرة والسعي وراء الصفقة
الخاسرة هو ما جعلهم يصرون على قتاله
ومعاداته، فنلاحظ ان أعداءه حرصوا أيما
حرص على عدم السماح للجيش الأموي
بالاستماع لخطب وتوجيهات الإمام
خوفا من الانقلاب وإيقاظ
A
الحسين
الضمائر وتنبيه البصيرة، وهذا الأمر شكل
مفرطا
ً
لدى أعدائه وقلقا
ً
هاجسا قويا
تجاهه.
A
2. إن تركيبة جيش الإمام الحسين
كان يحمل في طياته الشخصيات
الاجتماعية البارزة ذات الأثر الإيماني
الطيب والأخلاق الحميدة والروح السامية
والتي اكتملت سجاياهم بإدراكهم الفوز
بالشهادة، فمنهم صحابي جليل، ومنهم
قارئ للقرآن، ومنهم من هو سيد قومه
وذو دين وسمو ورفعة وإقدام، ومنهم ذو
خلق رفيع معروف بتقواه وورعه، هذه
التركيبة الطيبة للجيش الناجح الذي يقوده
جعلته يزلزل الأرض
A
الحسين الإمام
تحت أقدام الجيش الأموي ،الذي مع كثرة
عدده وقوته إلا أنه كان ضعيفا من الناحية
، لكنه يقر
ً
النفسية، ومع انتصاره عسكريا
ويعترف بداخله أنه مهزوم معنويا وخاسر
ً
لكل مبادئ القتال والقيم والرجولة فضلا
عن إقراره بالذنب العظيم الذي ارتكبه،
ولا سيما أنه جيش غير عقائدي وغير
مؤمن بعدالة قضيته إنه جيش جلبه الطمع
والحرص والجشع والنظرة المادية الضيقة
والمنفعة الشخصية.
3. أن الإنسان بطبيعته لا يستطيع
الاستغناء عن الأفراد الآخرين فإنه بحاجه
إلى العيش والتألق معهم والانتماء إليهم،
لتحقيق شعوره بالاطمئنان وعدم الخوف
من المستقبل والثقة به وأن أعداء الإمام
عاشوا النقيض من ذلك
A
الحسين
بل إن منهم من تعرض للنبذ الاجتماعي
والمحاربة الاجتماعية من أقرب الناس إليه
على عدم المقبولية والرفض وشناعة
ً
دليلا
العمل الذي قام به، فمنهم من رفضته
أسرته ومنهم من رفضه أهله ومنهم من
رفضته زوجته وهي أقرب الناس إليه من
الناحية الجسدية والنفسية والروحية.
4. ما يؤكد حالة القلق في قيادة الجيش
A
الأمويهو استمالة أعداء الإمام الحسين
بالمال والإغداق عليهم بالهدايا الثمينة
وشراء ذممهم لتأكيد ولائهم للمعسكر
الأموي من جانب ولكسبهم في المعركة من
1...,89,90,91,92,93,94,95,96,97,98 78,79,80,81,82,83,84,85,86,87,...132
Powered by FlippingBook