مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 100

مجلة ينابيع 100 العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
الأصوات، فقالت كأنها تفرغ عن لسان
. قال: وقد أومأت إلى A أمير المؤمنين
الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس
وسكتت الأصوات فقالت: الحمد لله
والصلاة على أبي رسول الله، أما بعد
يا أهل الكوفة، ويا أهل الختل والخذل،
فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الرنة، فما
ِد ْ ع َ ب ْ ن ِ ا م َ هَل ْ ز َ غ ْ ت َ ض َ ق َ ي ن ِ تَّ ال َ مثلكم إلا (ك
.) ْم ُ كَن ْ يَ ب ً َ خ َ د ْ م ُ كَ ان َ م ْ يَ أ َ ون ُ ذ ِ خ َّتَا ت ً اث َ كْ نَ أ ٍ ة َّ و ُ ق
ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف،
والصدر الشنف؟....، فبئس ما قدمت
لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي
العذاب أنتم خالدون. أتبكون؟! إي والله
فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فلقد
فزتم بعارها وشنارها، ولن تغسلوا
دنسها عنكم أبدا. فسليل خاتم الرسالة،
وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ خيرتكم،
ومفزع نازلتكم، وأمارة محجتكم،
.)6(ومدرجة حجتكم خذلتم وله قتلتم!!!...
Dوعندما أنهت فخر المخدرات
خطبتها ضج الناس بالبكاء، وبهتوا،
وظلوا في حيرة من أمرهم، لا يعرفون
ما يصنعون، و أقترب الإمام علي بن
قائلا لها: Dمن عمته زينب Aالحسين
بحمد الله عالمة ِ (أسكتي يا عمة فأنت
ويبدو )7(غير معلمة، وفهمة غير مفهمة)
قد اضطر إلى A لنا أن الإمام السجاد
إسكات عمته، بعد ازدياد الهياج بين
الناس، وجاء أمر إسكاتها من قبل شرطة
ابن زياد عندما نظر إلى ذلك الهياج
أمر برفع الرؤوس Dنتيجة خطبتها
أمامها فقطعت كلامها ولم تستطع أن
تستمر بخطبتها بل روي أنها ضربت
بجبينها مقدم المحمل حتى سال الدم من
.)8(جبهتها
أهل الكوفة Dوتثير العقيلة زينب
بقولها: (أتدرون أي كبد لرسول الله
فريتم؟ وأي كريمة له أبرزتم؟ وأي دم
له سفكتم؟ وأي حرمة له انتهكتم؟ ولقد
جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقماء خرقاء
كطلاع الأرض وملاء السماء. أفعجبتم إن
ولعذاب الآخرة أخزى ً مطرت السماء دما
وانتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل
فأنه لا يحفزه البدار ولا يخاف فوت الثار
.)9(وإن ربكم بالمرصاد)
في الكوفة أول توضيح Dفخطبتها
وتصريح على واقعة كربلاء، بعد
حدوثها، فهي موجهة للسلطة الأموية
وسياسيتها المتمثلة بالظلم، والقهر،
والجبروت، والإرهاب.
وعندما جاء ابن زياد ليبين للملأ
انتصاره في واقعة الطف ويدعي أن الله
محاولا A تعالى فضح الإمام الحسين
طمس الحقائق بقوله: (الحمد لله الذي
)10(فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم)
فهو يعمد إلى تزيف حقيقة أنهم أهل بيت
وعمل على إخفائها عن F رسول الله
إلا Dالمسلمين، فما كان أمام العقيلة
أن تواجهه وترد عليه بقولها: (الحمد لله
وطهرنا من Fالذي أكرمنا بنبيه محمد
الرجس تطهيرا، وإنما يفتضح الفاسق
ويكذب الفاجر، وهو غيرنا والحمد
.)11(لله)
أن تذكرهم بنبوة Dفقد أرادت
وقربها منه وأنها من بيت Fالنبي محمد
النبوة الذي أذهب الله عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا.
ومن محطات الإرهاب الفكري التي
أثارت كل عدو وصديق وبينت مدى ظلم
بني أمية وتعسفهم، عندما خرج أهل