مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 102

مجلة ينابيع
102
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
نساق كما تساق الأسارى أن بنا على
الله هوانا وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك
لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك،
ونظرت في عطفك، جذلان مسرورا،
حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور
متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا،
َ
ل
َ
مهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى:
ْ
م
ُ
ه
َ
ي ل
ِ
ل
ْ
م
ُ
ا ن
َ
م
َّ
ن
َ
وا أ
ُ
ر
َ
ف
َ
ك
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َّ
ن
َ
ب
َ
س
ْ
ح
َ
ي
وا
ُ
اد
َ
د
ْ
ز
َ
ي
ِ
ل
ْ
م
ُ
ه
َ
ي ل
ِ
ل
ْ
م
ُ
ا ن
َ
م
َّ
ن
ِ
إ
ْ
م
ِ
ه
ِ
س
ُ
ف
ْ
ن
َ
ِ
ل
ٌ
ر
ْ
ي
َ
خ
(ال عمران:
) ٌ
ين
ِ
ه
ُ
م
ٌ
اب
َ
ذ
َ
ع
ْ
م
ُ
ه
َ
ل
َ
ا و
ً
م
ْ
ث
ِ
إ
.... إلى آخر خطبتها.. فأبكت
)15(
))178
كل عدو وصديق.
فكان لهذه الخطبة وللمأساة التي
باستشهاد
B
تعرض لها أهل البيت
, دور كبير في إثارة
A
الإمام الحسين
بعض كبار الصحابة الذين كانوا في الشام
.
)16(
ضد يزيد
فتلك المرأة السبية الأسيرة التي
سيقت إلى مجلس يزيد مكتفة بالحبال،
تقف أمام الحاكم المتغطرس المتجبر
: (يا ابن الطلقاء)
D
صارخة به بقولها
: ولتودن أنك شللت
D
ومنذرة له بقولها
وبكمت، ولم يكن قلت ما قلت وفعلت
ما فعلت (اللهم خذ بحقنا، وانتقم من
ظالمنا، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا
.
)17(
وقتل حماتنا)
وتتحداه قائلة: (فو الله ما فريت إلا
جلدك ولا حززت إلا لحمك) وتكرر
تحديها له هاتفة: (فكد كيدك واسع
.
)18(
سعيك)
وبصراحة أوضح تبدي احتقارها له
وأنها أكبر وأسمى من أن تكلمه أو تخاطبه
لولا ما فرضته عليها الظروف فتقول:
الدواهي مخاطبتك إني
ّ
َ
(ولئن جرت علي
لأستصغر قدرك، وأستعظم تقريعك،
.
)19(
وأستكثر توبيخك )
لمن كان قد حضر
D
وأوضحت
في مجلس يزيد مهنئا بالانتصار على
الخارجين عن حكمه، أن هذه السبايا هم
، لا كما أخبر يزيد أنهن
F
أبناء الرسول
خارجيات عن الإسلام لذا قامت العقيلة
خاطبة بقولها: (أمن العدل يا
D
زينب
ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك
وسوقك بنات رسول اللهسبايا قد هتكت
ستورهن وأبديت وجوههن تحدو بهن
الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل
المناهل والمناقل، ويتصفح وجوههن
القريب والبعيد، والدني والشريف،
ليس معهن من رجالهن ولي، ولا من
حماتهن حمي؟ وكيف يرتجى مراقبة من
لفظ فوه أكباد الأزكياء، ونبت لحمه بدماء
الشهداء؟ وكيف يستبطئ في بغضنا أهل
البيت من نظر إلينا بالشنف والشنآن،
.
)20(
والإحن والأضغان؟)
فانقلب المجلس من فرح وشماته إلى
.
F
بكاء وعويل ومأتم على آل الرسول
تواجه التحريفات
D
فكانت
والإشاعات التي أطلقها الأمويون فكانت
الإعلام الصادق والمضاد ضد ما اقترفه
الأمويون من إرهاب فكري فأخذت تقوم
بتعبئة الجماهير،وكانتنتائجها أن أججت
روح الثورات في المسلمين ضد السلطة
D
الجائرة ولم تترك العقيلة زينب
فرصة لفضح يزيد إلا استغلتها لصالح
الدين الإسلامي فهي واصلت الطريق
خالدا
B
في أن يبقى ذكر أهل البيت
ومحو يزيد وآل أميه من ذاكرة التاريخ
ً
وبث روح الثورة ضد الظلم وإرهاب
>
الأمويين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1...,103,104,105,106,107,108,109,110,111,112 92,93,94,95,96,97,98,99,100,101,...132
Powered by FlippingBook