مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 93

93
مجلة ينابيع
نفسه . قال الراوي: وبكت النسوه ولطمن
الخدود وشققن الجيوب، وجعلت أم كلثوم
اه وا أخاه
ّ
م
ُ
اه وا أ
ّ
تنادي وا أحمداه وا علي
وا حسيناه، وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبدالله.
وقال لها يا
A
قال: فعزاها الإمام الحسين
ختاه تعزي بعزاء الله، فإن سكان السماء
ُ
أ
يفنون وأهل الأرض كلهم يموتون وجميع
م كلثوم
ُ
ختاه يا أ
ُ
البرية يهلكون . ثم قال: يا أ
وأنت يازينب وأنت يافاطمة وأنت يارباب
ً
جيبا
َّ
انظرن: إذا أنا قتلت فلا تشققن علي
... ً
ولا تقلن هجرا
ً
وجها
َّ
ولا تخمشن علي
وروي من طريق آخر: إن زينب لما سمعت
مضمون الأبيات الشعرية وكانت في
موضع آخر منفردة مع النساء والبنات،
خرجت حاسرة تجر ثوبها حتى وقفت
عليه وقالت: وا ثكلاه... فنظر إليها الإمام
بحلمك
َّ
ختاه لا يذهبن
ُ
وقال: يا أ
A
الحسين
)9(
الشيطان ...
إن الموقف رهيب، والإحساس
النساء وقد
ِ
ه
ّ
بالهزيمة لا تقوى على تقبل
رفن برقة العواطف وسرعة الانفعال،
ُ
ع
رفت بالأقوى
ُ
فالحوراء زينب التي ع
مور
ُ
ر الأ
ّ
ل في تدب
َّ
شكيمة وكان عليها المعو
وتهدئة العيال قبل وبعد المنازلة (قد
A
عليها،فقام
ً
ت مغشيا
ّ
شقت جيبها وخر
اها
ّ
وصب عليها الماء حتى أفاقت، ثم عز
رها المصيبة
ّ
ه وذك
ّ
(صلوات إلهي عليه) بجد
.
)10(
بموت أبيه ....)
ويومأحاطتجيوشالطاغيةعبيداللهبن
،
A
زياد بن أبيه ... بمعسكر الإمام الحسين
: انشدكم
ً
فيهم قائلا
ً
خطيبا
A
وقف
الله هل تعرفوني؟ قالوا: نعم... وأخذ
A
وبعلي
F
هم بعلاقته برسول الله
ّ
يذكر
قالوا: قد
)11(
و...
K
وبحمزة
D
وبفاطمة
علمنا ذلك كله، ونحن غير تاركيك حتى
. فلما سمعت بناته
ً
تذوق الموت عطشا
وأخته زينب كلامه، بكين وندبن ولطمن،
جه إليهن أخاه
ّ
وارتفعت أصواتهن، فو
ابنه وقال لهما أسكتاهن
ً
العباس وعليا
.
)12(
ولعمري ليكثر بكاؤهن
وبدأت المعركة، والحقيقة هي ليست
كالمعارك التقليدية بين جيشين متكافئين
ة والعدد ولكنها معركة
ّ
ومتقاربين في العد
بين الحق والباطل، بين حماة الشريعة من
وأنصارهم من جانب، وحماة
F
آل محمد
ة من آل أبي سفيان وعبيدهم الذين
ّ
الرد
جاهروا بالنكوص عن جادة الإسلام، مما
الإمام
F
وجب على ابن بنت رسول الله
النهوض للإصلاح
A
الحسين بن علي
وكشف زيف الأدعياء، وقد استبسل أنصار
الدين حتى نالوا شرف الشهادة.
وكان لنساء بعضهم مواقف بطولية،
فعندما برز وهب بن حباب الكلبي للقتال
وأحسن في الجلاد وبالغ في الجهاد كان
ماه
ُ
ه فرجع إليهما وقال يا أ
ّ
معه امرأته وأم
أرضيت أم لا؟ فقالت ما رضيت حتى تقتل
F
ه
ّ
فتنال شفاعة جد
A
بين يدي الحسين
يوم القيامة، فرجع فلم يزل يقاتل حتى
ً
قطعت يداه، فأخذت امرأته عمودا
ي
ّ
م
ُ
فأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأ
.
)13(
قاتل دون الطيبين
ها هو رستم
ُ
ل
ِ
تلت... وقات
ُ
وقيل أنها ق
.
)14(
غلام شمر فإنه ضربها بعمود
تعلى النسوة في المخيم الحسيني
ّ
ومر
مواقف يصعب تصورها وهن يستقبلن
أزواجهن وإخوانهن وأبناءهن قتلى، ولا
الصراخ واللطم، وليس أمامهن
ّ
يملكن إ
الصبر والاحتساب. ولعل أشد المواقف
ّ
إ
فهي
D
كان من حصة الحوراء زينب
مور قدر المستطاع
ُ
المسؤولة عن احتواء الأ
في طفوف كربلاء
A
نساء مع الحسين
1...,94,95,96,97,98,99,100,101,102,103 83,84,85,86,87,88,89,90,91,92,...132
Powered by FlippingBook