101
مجلة ينابيع
من الكوفة طلبت النسوة أن
B
البيت
يمروا بهن على القتلى فلما نظرن أليهم
وضربن
َ
ن
ْ
ح
ِ
وهم مقطعوا الأوصال ص
: (يا محمد صلى
D
الوجوه، وقالت
عليك ملائكة السماء وهذا الحسين
بالعراء مرمل بالدماء مقطع الأعضاء
وبناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها
، لقد
)12(
الصبا فأبكت كل عدو وصديق)
هزت هذه المرأة جيش عبيد الله بن
زياد،وأسقطت نشوة النصر من رؤوسهم
قد
A
إذ كان يحسب أن الإمام الحسين
انتهى بمقتله.
فيمجلس
D
العقيلة زينب
يزيد.
في
D
إن موقف عقيلة بني هاشم
مجلس يزيد بن معاوية الذي يعد من أروع
ً
المواقف في الدفاع عن الحق وتحديا
لإرهاب بني أمية وجبروتهم ،فيزيد
كان متربعا على كرسي ملكه ،وفي أوج
قوته وزهوه بانتصاره بما قدمه في سفك
الدم النبوي الطاهر، فكان مجلسه حف
بقيادات جيشه ورجالات حكمه وزعماء
قبائل الشام وظهوره بأعلى درجات القوة
والقسوة والسيطرة وتهوره في القمع
والإرهاب، فليس له من رادع من دين
أن ترد
D
ٍ
أو عقل، فكان على بنت علي
عليه وتقف بوجه سلطته وزيفه وتحريفه
للأحداث التاريخية، بالرغم من ظروفها
البالغة في القسوة والشدة جسديا ونفسيا
وهي لا تزال تحت وطأة الفاجعة العظيمة
والسبي .
ومن محطات الإرهاب التي تعرضت
عندما حاول
D
لها العالمة غير المعلمة
يزيد في مجلسه إظهار فرحه وانتصاره
، وما حقده
F
على أهل بيت رسول الله
على قتله
ٌ
قاطع
ٌ
وكرهه لهم إلا دليل
ً
حيث يقول متمث
A
للإمام الحسين
بأبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهـــدوا
جزع الخزرج من وقع السل
لهلـــوا واستهلــوا فرحـا
ثم قالــوا يا يزيـــد ل تشــل
قد قتلنا القــرم من ساداتكم
وعدلنــا ميل بدر فاعتـــدل
لست من خندف إن لم أنتقم
من بنى أحمــد ما كان فعــل
لعبت هاشــم بالملك فـــل
)13(
خبر جاء ول وحي نزل
: (لعمري لقد
D
فترد عليه بقولها
نكأت القرحة، واستأصلت الشأفة،
بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة،
وابن يعسوب العرب، وشمس آل عبد
المطلب، وهتفت بأشياخك وتقربت
بدمه إلى الكفرة من أسلافك، ثم
صرخت بندائك ولعمري قد ناديتهم لو
شهدوك ووشيكا تشهدهم ويشهدوك
ولتود يمينك كما زعمت شلت بك من
مرفقها وأحببت أمك لم تحملك، وأباك
لم يلدك، حين تصير إلى سخط الله،
.
)14(
)
F
ومخاصمك رسول الله
بكل قوة وشجاعة
D
لقد خطبت
ورباطة جأش في مجلس يزيد خطبة
عصماء ظلت تتناقلها الاجيال، ومما قالته
: (الحمد لله رب العالمين، وصلى
D
الله على محمد وآله أجمعين، صدق
َ
ة
َ
ب
ِ
اق
َ
ع
َ
ان
َ
ك
َّ
م
ُ
(ث
الله سبحانه حيث يقول:
ِ
ات
َ
ي
َ
آ
ِ
وا ب
ُ
ب
َّ
ذ
َ
ك
ْ
ن
َ
ى أ
َ
وأ
ُّ
وا الس
ُ
اء
َ
س
َ
أ
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
(الروم : 01)
) َ
ون
ُ
ئ
ِ
ز
ْ
ه
َ
ت
ْ
س
َ
ا ي
َ
ه
ِ
وا ب
ُ
ان
َ
ك
َ
و
ِ
الله
أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا
أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا
