مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 89

89
مجلة ينابيع
جانب أخر.
5. من الملاحظ في أحداث كربلاء
أن بعض الأشخاص حرصوا على مبدأ
(لا لكم ولا عليكم) أي التزام النظر
والتفرج، هؤلاء وإن لم يدركهم الفتح إلا
أنهم أدرك أغلبهم فيما بعد الشعور بالخيبة
والقلق والحزن وتأنيب الضمير، ومن
المتوقع أنهم لم يسلموا من ردود أفعال
أنفسهم وأهليهم والمجتمع تجاههم فكيف
.
A
بأعداء الإمام الحسين
4. إن ما يؤكد مبدأ القلق النفسي لدى
هو حرصهم
A
أعداء الإمام الحسين
الدائم على عدم النزول إلى المعركة
بصورة فردية وذلك لإيمانهم التام والمطلق
بضعفهم وانهزامهم النفسي وقوة عدوهم
الذي يملك القناعة التامة بالمبدأ الذي
يقاتل من أجله والعقيدة التي ينتمي إليها.
6. الذي صعد القلق عند أعداء الإمام
هو مشاهدتهم النهاية المؤلمة
A
الحسين
للعديد منهم في أثناء سير المعركة وبعدها
كنتيجة حتمية للذنب الذي اقترفوه،
والمتتبع للسيرة التاريخية يجد نماذج
عديدة تعرضت للخزي في الدنيا ونالها
A
عذاب عظيم، كما أن الإمام الحسين
دعا على العديد من الشخصيات العدائية
والتي نالت حظها الوافر من هذا الدعاء
ونزلت بها العقوبة الإلهية بصورة آنية.
7. كما يقال أن الأمراض الروحية
والنفسية هي مظهر من فقدان الصحة
َ
ض
َ
ر
ْ
ع
َ
أ
ْ
ن
َ
الروحية والنفسية، قال تعالى:
َ
م
ْ
و
َ
ي
ُ
ه
ُ
ر
ُ
ش
ْ
ح
َ
ن
َ
او
ً
نك
َ
ض
ً
ة
َ
يش
ِ
ع
َ
م
ُ
ه
َ
ل
َّ
ن
ِ
إ
َ
يف
ِ
ر
ْ
ك
ِ
نذ
َ
ع
(طه:421)، إن ضنك العيش
ى)
َ
م
ْ
ع
َ
أ
ِ
ة
َ
ام
َ
ي
ِ
ق
ْ
ال
A
الذي تعرض له أعداء الإمام الحسين
جعل بعضهم يعيش عدم الثبات النفسي
وعدم الاستقرار واللوم الزائد للنفس
والشعور بعدم الأمن وعدم حصول
الفائدة، لأن كل من اشترك وأخذ لم ينعم
بما أخذه، وكل من اشترك لوعد ولمثوبة
وعد بها من السلطة الحاكمة، لم ينل مطلبه
وخسر ما سعى إليه جاهدا، وهدم بنيانه
بيديه، كما وأنه من الناحية العلمية فإن هذه
الضغوط تجعل الإنسان عرضة للانهيار
العصبي والوقوع فريسة للاضطرابات
النفسية والجسمية التي تسبب له الكثير من
الاضطرابات السيكوسوماتية والأمراض
النفسية التي يعاني منها وتشير الدراسات
أو
ً
النفسية إلى أن الضغط إذا كان شديدا
إلى مدة طويلة فأنه ينهك ويقتل
ً
مستمرا
الكائن الحي .
لم
A
8. إن شخصية الإمام الحسين
تكن خافية عن عقول ونفوس أعدائه، فمع
F
ما يتمتع به من كونه ابن بنت رسول الله
من جانب
ً
من جانب ولاتخاذه الحق سبيلا
آخر، إلا أن أعدائه أصروا على قتله بأبشع
صورة وأوقح فعل والتشفي به بعد شهادته،
ا على مدى الحقد
ً
واضح
ً
وهذا يعطينا دلي
الذي يستقر في نفوسهم ومدى القلق
الكبير والخوف العظيم من شخصيته
المباركة.
9. حرص قادة السوء في الجيش
الأموي على عدم حصول أية حالة تعاطف
أو أي احد
A
وميل تجاه الإمام الحسين
من أهل بيته وأصحابه، مهما كان الأمر
ومهما احتوى الموضوع من حالة إنسانية،
من تحول بعض الأشخاص أو
ً
وقلقا
ً
خوفا
تأثرهم أو تعاطفهم مع المعسكر الحسيني،
فنلاحظ هجوم وقت الصلاة، منع الماء
حتى عن الأطفال، قتل الطفل الرضيع عبد
بعد حالة الجدل التي صارت في
A
الله
المعسكر الأموي بين مؤيد ومعارض لسقيه
A
القلق والاضطراب النفسي عند أعداء الإمام الحسين
1...,90,91,92,93,94,95,96,97,98,99 79,80,81,82,83,84,85,86,87,88,...132
Powered by FlippingBook