مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 92

مجلة ينابيع
92
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
بزمام ناقته ـ وقد ركبها ـ وقال: ألم تعدني
: بلى ولكن
A
النظر فيما سألتك؟ قال
وقال:
F
بعدما فارقتك أتاني رسول الله
ياحسين اخرج فإن الله تعالى شاء أن يراك
، فاسترجع (محمد) وحينما لم يعرف
ً
قتيلا
الوجه في حمل العيال معه وهو على مثل
: قد
A
هذا الحال، قال له الإمام الحسين
.
)1(
سبايا
َّ
شاء الله تعالى أن يراهن
ه
ّ
عن التوج
A
وتكررت محاولاتصرفه
إلىالكوفة،وسألهجماعةمنأهلبيتهوغيرهم
التريثعنهذا السفر، وكان يجيبكل واحد
أن
ّ
بما يسعه ظرفه وتتحمله معرفته وأبى إ
بقتل مسلم بن
A
خبر
ُ
. وفي زرود أ
)2(
يمضي
شيرعليه
ُ
عقيل وهاني بنعروة في الكوفة، وأ
ربما
ّ
ك
ُ
وذ
)3(
بالرجوعوأنهليسلكبالكوفةناصر
:
A
عليه أهل الكوفةمنالغدروالخيانة،فقال
غلب على
ُ
الرأي وإن الله لا ي
َّ
ليس يخفى علي
.
)4(
أمره
ً
ونساء
ً
وكان الركب الحسيني رجالا
ً
لا يعلمون علم اليقين ماذا يكسبون غدا
خبئ لهم القدر. ولما تأكد الإمام
ُ
وماذا ي
من خبر خذلان أهل الكوفة
A
الحسين
ر أخ الإمام
ُ
لمسلم وهاني وعبد الله بن يقط
الحسين من الرضاعة قال لمن معه: قد
خذلتنا شيعتنا، فمن أحب منكم الانصراف
ا ذمام . فتفرق
ّ
فلينصرف، ليس عليه من
الناس عنه حتى بقي في أصحابه الذين
واستمر الموكب
)5(
جاءوا معه من المدينة
بالمسير متوجها إلى الكوفة ولكنه اصطدم
ة بقيادة الحر بن يزيد
ّ
مي
ُ
بمقدمة جيش بني أ
)6(
التميمي، ومنعه من الدخول إلى الكوفة
أن يقدمه على عبيد الله بن زياد، فقال
ّ
إ
: الموت أدنى إليك من
A
الإمام الحسين
ذلك... فأمر الحسين أصحابه بالمسير
والتياسر والحر يسايره حتى انتهى إلى
قصر بني مقاتل فنزل ... ولما كان آخر
د بالماء والرحيل، وبينما
ّ
التزو
A
الليل أمر
A
هم سائرون إذ خفق الإمام الحسين
: ً
خفقة وهو على ظهر جواده، فانتبه قائلا
ا إليه راجعون والحمد لله رب
ّ
ا لله وإن
ّ
إن
: يا أبة
A
العالمين . فقال علي الأكبر
جعلت فداك مم حمدت الله وأسترجعت؟
: يابني إني خفقت
A
فقال الإمام الحسين
برأسي خفقة فعن لي فارس فقال: القوم
يسيرون والمنايا تسري ـ أوتسيرـ إليهم،
عيت الينا . فقال علي
ُ
فعلمت أن أنفسنا ن
، ألسنا على
ً
الأكبر: يا أبة لا أراك الله سوءا
: بلى والذي إليه
A
الحق ؟ قال الحسين
لا
ً
مرجع العباد، فقال علي الأكبر: يا أبة إذا
.
)7(
نبالي نموت محقين
وهكذا تتضح بعض معالم المصير،
ة التحقق
ّ
حتمي
A
وهي عند الإمام الحسين
عندما وصل إلى كربلاء:
A
بدليل قوله
هذا موضع كرب وبلاء انزلوا ههنا محط
رحالنا ومسفك دمائنا وهنا محل قبورنا،
كما
)8(
F
ي رسول الله
ّ
بهذا حدثني جد
ن للنسوة قرب الخطر . يقول ابن
ّ
تبي
يصلح
A
طاووس: وجلس الإمام الحسين
سيفه ويقول:
لك من خليــل
ٍ
ف
ُ
أ
ُ
يا دهر
كم لك بالشراق والصيـل
من طالب وصاحب قتيــل
والدهــر ل يـنفـــع بالبديل
ســـالك سبيل
ّ
وكل حي
ما أقرب الوعد من الرحيل
مـا المـر إلى الجليل
ّ
وإن
زينب بنت
ْ
قال الراوي: فسمعت
ذلك فقالت: يا أخي هذا كلام
D
فاطمة
: نعم يا أختاه.
A
من أيقن القتل، فقال
ّ
فقالت زينب: واثكلاه، ينعى الحسين الي
1...,93,94,95,96,97,98,99,100,101,102 82,83,84,85,86,87,88,89,90,91,...132
Powered by FlippingBook