مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 82

مجلة ينابيع
82
العدد (66) المحرم ــ صفر 7341هـ
إلى
ً
متوجها
A
وأخيه الحسن
D
الزهراء
ألم الفرقة والابتعاد عن
ً
كربلاء، متحملا
الوطن الذي عاش وتربى وكبر فيه. وذلك
خبر صدور الأوامر
A
بعدما وصل الإمام
من يزيد بن معاوية لواليه على المدينة
أو
A
عتبة بن أبي سفيان بأخذ البيعة منه
A
ّ
َ
قتله وإرسال رأسه إليه في الشام. (هم
بالخروج من أرض الحجاز إلى أرض
العراق، فلما أقبل الليل راح إلى مسجد
ليودع القبر، وصل إلى القبر
F
النبي
سطع له نور من القبر فعاد إلى موضعه،
فلما كانت الليلة الثانية راح ليودع القبر،
قام يصلي فأطال، نعس وهو ساجد، فجاءه
A
وهو في منامه، أخذ الحسين
F
النبي
وضمه إلى صدره، وجعل يقبل بين عينيه،
ً
ويقول: بأبي أنت، كأني أراك مرم
بدمك بين عصابة من هذه الأمة، يرجون
شفاعتي، مالهم عند الله من خلاق، يا بني
إنك قادم على أبيك وأمك وأخيك، وهم
مشتاقون إليك، وإن لك في الجنة درجات
من
A
لا تنالها إلا بالشهادة . انتبه الحسين
نومه باكيا، أتى أهل بيته، أخبرهم بالرؤيا
.
)1(
وودعهم...)
أمره لله سبحانه
A
أسلم الحسين
وتعالى ولم يعترض على ما قدره الله،
ً
محتسبا
ً
بل تقبل ما يجري عليه صابرا
خرج من المدينة وقلبه متألم على فراق
‏ وقبره الذي طالما
F
مسجد رسول الله
جلس وتعبد فيه ولكنه رضي بطريق
بذل مهجته في سبيل الدين
ً
الشهادة صابرا
والإسلام.وفي طريقه إلى العراق وصله
خبر الغدر بمبعوثه إلى الكوفة ثقته وابن
وقتله شر قتلة،
A
عمه مسلم بن عقيل
وكذلك قتل هاني بن عروة وهو زعيم
مذحج ومن أكابر شيعته، فاحتسبهما عند
الله وصبر على هذه المصيبة، واستمر في
طريقه نحو العراق ليكمل الحجة عليهم.
ثانياً: مصيبة العطش وقتل
‏:
A
الرضيع‏
في يوم العاشر من المحرم اشتد
العطش على الرضيع (وكان من أفجع
وأقسى ما نكب به رزيته بولده عبد الله
الرضيع، فقد كان كالبدر في بهائه،
ويودعه الوداع
ً
فأخذه وجعل يوسعه تقبي
الأخير، وقد رآه مغمى عليه لشدة العطش،
وقد غارت عيناه وذبلت شفتاه، فحمله
إلى القوم ليستدر عواطفهم لعلهم يسقوه
جرعة من الماء، وعرضه عليهم وهو يظلل
له بردائه من حرارة الشمس، وطلب منهم
أن يسعفوه بقليل من الماء، فلم ترق قلوب
أولئك الممسوخين، وانبرى الباغي اللئيم
ا، وجعل
ً
حرملة بن كاهل فسدد له سهم
ا
ً
يضحك ضحكة الدناة وهو يقول مفتخر
أمام اللئام من أصحابه: (خذ هذا فاسقه).
واخترق السهم رقبة الطفل الرضيع وهو
، ولما أحس
A
على يد والده الحسين
الطفل بحرارة السهم أخرج يديه من
القماط، وجعل يرفرف على صدر أبيه
ا
ً
كالطير المذبوح، وانحنى الطفل رافع
رأسه إلى السماء فمات على ذراع أبيه...
إنه منظر تتصدع من هوله القلوب، وتلجم
الألسن . . ورفع الإمام يديه وكانتا مملوئتين
من ذلك الدم الطاهر، فرمى به نحو
السماء فلم تسقط منه قطرة واحدة إلى
ـ
A
الأرض ـ حسبما يقول الإمام الباقر
: (هون ما نزل بي
ً
وأخذ يناجي ربه قائ
أنه بعين الله تعالى.. اللهم لا يكون أهون
عليك من فصيل، إلهي إن كنت حبست عنا
النصر فاجعله لما هو خير منه، وانتقم لنا
من الظالمين، واجعل ما حل بنا في العاجل
1...,83,84,85,86,87,88,89,90,91,92 72,73,74,75,76,77,78,79,80,81,...132
Powered by FlippingBook