مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 98

98
مجلة ينابيع
العدد (56) ذو القعدة ــ ذو الحجة 6341هـ
من الصحابة محتجين، وكانوا اثني عشر
رجلا، ستة من المهاجرين وستة من
الأنصار. .. فقاموا وتكلموا واحدا تلو
الآخر، ثم قام أبو أيوب الأنصاري فقال:
اتق الله، وردوا الأمر إلى أهل بيت نبيكم
فقد سمعتم ما سمعنا، إن القائم مقام نبينا
غ
ّ
ِ
، وإنه لا يبل
A
بعده علي بن أبي طالب
عنه إلا هو، ولا ينصح لأمته غيره.
فنزل أبو بكر من المنبر، فلما كان
يوم الجمعة المقبلة سل عمر سيفه ثم قال
لا أسمع رجلا يقول مثل مقالته تلك إلا
.
)16(
ضربت عنقه
* وأبو أيوب الأنصاري أحد الذين
في حادثة
A
استشهدهم أمير المؤمنين
F
الغدير، وشهدوا أنهمسمعوا رسول الله
يقول يوم غدير خم (من كنت مولاه فعلي
مولاه).
:
A
في عهد أمير المؤمنين
ولما تمت البيعة العامة بالخلافة للإمام
بعد مقتل عثمان كان في أول
A
علي
خلفه
A
معسكره، إلا أن أمير المؤمنين
على المدينة عند خروجه إلى البصرة لقتال
الناكثين أصحاب الجمل لذلك ما استطاع
أن يشهد معركة الجمل بالبصرة، وقد شهد
معركتي صفين في قتال
A
مع الإمام علي
أهل الشام، والنهروان في مقاتلة الخوارج،
وكان على اللواء المتقدم في الحرب.
A
عنجندببنعبد اللهالأزديأنعليا
استنفرهم أياما فلم ينفروا فقام في
الناس فقال: (أما بعد أيها الناس فإني
قد استنفرتكم فلم تنفروا، ونصحت
لكم فلم تقبلوا، فأنتم شهود كغياب،
وصم ذوو أسماع، أتلو عليكم الحكمة،
وأعظكم بالموعظة الحسنة، وأحثكم على
جهاد عدوكم الباغين، فما آتي علي آخر
منطقي حتى أراكم متفرقين أيادي سبأ،
فإذا أنا كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم
حلقا عزين تضربون الأمثال، وتتناشدون
الأشعار، وتسألون عن الأخبار، قد
نسيتم الاستعداد للحرب، وشغلتم قلوبكم
بالأباطيل، تربت أيديكم اغزوا القوم
قبل أن يغزوكم، فو الله ما غزي قوم قط
في عقر ديارهم إلا ذلوا...... إلى آخر
.
)17(
)
A
خطبته
فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: (أيها
الناس إن أمير المؤمنين قد أسمع من
كانت له أذن واعية وقلب حفيظ إن الله قد
أكرمكم بكرامة لم تقبلوها حق قبولها، إنه
ترك بين أظهركم ابن عم ـ نبيكم، وسيد
المسلمين من بعده، يفقهكم في الدين،
ويدعوكم إلى جهاد المحلين، فكأنكم صم
لا تسمعون، أو على قلوبكم غلف مطبوع
عليها، فأنتم لا تعقلون، أفلا تستحيون؟!
عباد الله [أليس] إنما عهدكم بالجور
والعدوان أمس قد شمل البلاء وشاع في
البلاد فذو حق محروم وملطوم وجهه
وموطئ بطنه وملقى بالعراء تسفي عليه
الأعاصير لا يكنه من الحر والقر وصهر
الشمس والضح إلا الأثواب الهامدة وبيوت
الشعر البالية، حتى حباكم الله بأمير
فصدع بالحق ونشر العدل
A
المؤمنين
وعمل بما في الكتاب، يا قوم فاشكروا
نعمة الله عليكم، ولا تولوا مدبرين،
ولا تكونوا كالذين قالوا: سمعنا وهم لا
يسمعون، اشحذوا السيوف، واستعدوا
لجهاد عدوكم، فإذا دعيتم فأجيبوا،
وإذا أمرتم فاسمعوا وأطيعوا، وما قلتم
فليكن ما أضمرتم عليه تكونوا بذلك من
.
)18(
الصادقين)
* وعند استئناف معركة صفين بعد
1...,99,100,101,102,103,104,105,106,107,108 88,89,90,91,92,93,94,95,96,97,...132
Powered by FlippingBook