مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 17

قرآنــيات
17
من
ً
حكي أن القاضي الفاضل له خصيص به، وكان صديقه هذا قريبا
الحاكم صلاح الدين الأيوبي، وكان فيه فضيلة تامة، فوقع بينه وبين الحاكم
ب إلى بلاد التتر، وتوصل إلى أن صار
َّ
بقتله، فتسح
َّ
م
َ
أمر فغضب عليه وه
ف التتر كيف يتوصل إلى الحاكم صلاح الدين بما
ِّ
ر
َ
ع
ُ
عندهم، وصار ي
ً
وزيرا
عرفه فيه
ً
يؤذيه، فلما بلغ الحاكم ذلك نفر منه، وقال للفاضل: اكتب إليه كتابا
أنني أرضى عليه واستعطفه غاية الاستعطاف إلى أن يحضر، فإذا حضر قتلته
عليه والحاكم لا يمكنه
ُّ
واسترحت منه. فتحي الفاضل بين الاثنين، صديقه يعز
واستعطفه غاية الاستعطاف ووعده بكل خي من
ً
مخالفته، فكتب إليه كتابا
F
الملك، فلما انتهى الكتاب ختمه بالحمد لله والصلاة والسلام على النبي
، ثم أوقف
َّ
د إن
َّ
شاء الله تعالى، كما جرت به العادة في الكتب، فشد
َّ
وكتب: إن
، وكان قصد
َّ
الملك على الكتاب قبل ختمه، فقرأه في غاية الكمال وما فهم إن
، فلما وصل الكتاب إلى الرجل فهمه،
) َ
وك
ُ
ل
ُ
ت
ْ
ق
َ
ي
ِ
ل
َ
ك
ِ
ب
َ
ون
ُ
ر
ِ
َ
ت
ْ
أ
َ
ي
َ
َ
َْ
ا
َّ
ن
ِ
الفاضل:
، فلما أراد أن ينهي الكتاب ويكتب إن شاء
ً
وكتب جوابه بأنه سيحضر عاجلا
ا
َ
ا م
ً
د
َ
ب
َ
ا أ
َ
ه
َ
ل
ُ
خ
ْ
د
َ
ن
ْ
ن
َ
ا ل
َّ
ن
ِ
، وأراد بذلك: (إ
ً
النون وجعل في آخرها ألفا
َّ
تعالى مد
ا)، فلما وصل الكتاب إلى الفاضل فهم الإشارة، ثم أوقف الملك على
َ
يه
ِ
وا ف
ُ
ام
َ
د
الجواب بخطه ففرح بذلك .
( المستطرففي كل فن مستظرف/الأبشيهي/ج1ص98)
نوادر في البيان والبلغة والفصاحة
1...,18,19,20,21,22,23,24,25,26,27 7,8,9,10,11,12,13,14,15,16,...132
Powered by FlippingBook