قرآنــيات
11
بكـر أن اخـرج فبايـع، فبعـث إليـه إنـي
بيميـن أن لا أرتـدي
ُ
مشـغول فقـد آليـت
بـرداء إلا للصلـوات حتـى أؤلـف القرآن
وأجمعـه، فجمعـه فـي ثـوب وختمـه ثـم
خـرج إلـى النـاس وهـم مجتمعـون مـع
F
أبـي بكـر فـي مسـجد رسـول الله
بأعلـى صوتـه: أيهـا النـاس
A
فنـادى
إنـي لـم أزل منـذ قبـض رسـول
بغسـله ثـم بالقـرآن،
ً
مشـغو
F
الله
فلـم ينـزل الله علـى نبيـه آية مـن القرآن
إلا وقـد جمعتهـا كلهـا فـي هـذا الثواب،
وليسـت منه آيـة إلا وقد أقرأنيها رسـول
وعلمنـي تأويلهـا. فقالـوا: لا
F
الله
.
)5(
حاجـة لنـا بـه عندنـا مثلـه)
وتـرد فـي كتـب التاريـخ والسـيرة
بي بن
ُ
عبـارة (مصحف علـي) و(مصحف أ
، وقد
)6(
كعـب) و(مصحـف ابـن مسـعود)
ذلك دليل على
ّ
م بعض الدارسـين أن
َّ
توه
A
مصحـف علي
َّ
تحريـف القـرآن، وأن
فيـه آيـات غيـر الآيـات الموجـودة فـي
َّ
مصاحـف الآخريـن. والصحيـح أن
هـو نفـس المصحـف
A
مصحـف علـي
الـذي جمعـه ابـن كعـب وابـن مسـعود
وغيرهـم، ولكـن الاختلاف هـو فـي
التأويـل والتفسـير، وقـد ذكـر السـيد
مجموعـة مـن
H
أبـو القاسـم الخوئـي
الروايـات حـول المصحـف الـذي جمعـه
، وهـو يختلـف عـن
A
أميـر المؤمنيـن
بقيـة المصاحـف فالزيـادات الموجـودة
عليـه هـي شـروح للنـص القرآنـي، وقد
هـذه الروايات
H
ـب السـيد الخوئـي
ّ
عق
بالقـول: (إن وجـود مصحـف لأميـر
يغايـر القـرآن الموجـود
A
المؤمنيـن
فـي ترتيـب السـور ممـا لا ينبغـي الشـك
فيـه، وتسـالم العلمـاء الأعلام علـى
وجـوده أغنانـا عـن التكلـف لإثباتـه، كما
علـى زيـادات
A
أن اشـتمال قرآنـه
ليسـت فـي القـرآن الموجـود، وإن كان
صحيحـا إلا أنـه لا دلالة فـي ذلك على أن
هـذه الزيـادات كانـت مـن القـرآن، وقد
أسـقطت منـه بالتحريـف، بـل الصحيـح
ا بعنوان
ً
أن تلـك الزيـادات كانـت تفسـير
التأويـل، ومـا يـؤول إليـه الـكلم، أو
ا للمراد)
ً
بعنـوان التنزيـل مـن الله شـرح
، وفـي الروايـة الآتيـة: (وقـد كان
)7(
بالمشـهد الشـريف الغـروي مصحف في
ثلاث مجلـدات بخـط أميـر المؤمنيـن
احتـرق حيـن احتـرق المشـهد
A
علـي
سـنة خمـس وخمسـين وسـبعمائة، يقـال
إنـه كان فـي آخـره: وكتـب علـي بـن أبـي
.
)8(
طالـب)
وكان مـن تغييبهـم لعلمـه بالتفسـير
موقـف الخلفـاء الثلثـة الموحـد مـن
منعهـم إيـاه مـن تفسـير القـرآن بحرقهم
ـرة ففـي هـذه
ّ
للمصاحـف المفس
تفسـيرية للقـرآن
ٍ
المصاحـف حـواش
الكريـم كان الصحابـة الأوائـل قـد
F
دونوهـا مـن أقـوال الرسـول الأكرم
فـي تفسـير آيـة الولايـة وإكمـال
ً
فمثلا
ـى
َ
ف
َ
ك
َ
(و
الديـن وآيـة التبليـغ، وقولـه:
(الأحـزاب:52)
) َ
ـال
َ
ت
ِ
ق
ْ
ال
َ
يـن
ِ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ْ
ال
ُ
الله
ب في التراث الشيعي
ّ
التفسير المغي
