مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 14

14
مجلة ينابيع
العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
ا
ً
ـر فاتحـة الكتـاب تفسـير
ّ
ويبـدو أنـه فس
فالمقام لا
ً
لـكل مقام مقـا
ّ
ا؛ لأن
ً
موجـز
يسـمح في الإطالـة، وذلك فـي كتابه إلى
ّ
ـا عن مسـائله فـي أن
ً
قيصـر الـروم جواب
ـا جلس فـي الخلفة جـرى بين
ّ
(عمـر لم
رجـل مـن أصحابـه يقـال لـه الحـارث بن
سـنان الأزدي وبيـن رجـل مـن الأنصـار
كلم ومنازعـة فلـم ينتصـف لـه عمـر
فلحـق الحـارث بن سـنان بقيصـر وارتد
قول
ّ
عـن الإسلام ونسـى القرآن كلـه إ
ِ
م
َ
لا
ْ
س
ِ
ْ
ال
َ
ر
ْ
ي
َ
غ
ِ
غ
َ
ت
ْ
ب
َ
ي
ْ
ـن
َ
م
َ
الله عـز وجل
ِ
ة
َ
ر
ِ
خ
َ
ْ
ـي ال
ِ
ف
َ
و
ُ
ه
َ
و
ُ
ـه
ْ
ن
ِ
م
َ
ل
َ
ب
ْ
ق
ُ
ي
ْ
ـن
َ
ل
َ
ـا ف
ً
ين
ِ
د
(آل عمـران: 58)،
) َ
ين
ِ
ـر
ِ
اس
َ
خ
ْ
ال
َ
ـن
ِ
م
فسـمع قيصـر هـذا الـكلم قال سـأكتب
إلـى ملـك العـرب بمسـائل فـإن أخبرنـي
بتفسـيرها أطلقـت مـن عنـدي مـن
عليهـم النصرانيـة
ُ
الأسـارى، فعرضـت
فمـن قبـل منهم اسـتعبدته، ومـن لم يقبل
قتلتـه، وكتـب إلـى عمـر بـن الخطـاب
بمسـائل أحدهـا سـؤاله عـن تفسـير
الفاتحـة ...، ولمـا وردت هـذه المسـائل
علـى عمر لم يعـرف تفسـيرها ففزع في
فكتـب إلـى
A
ذلـك إلـى الإمـام علـي
قيصـر: مـن علـي بـن أبـي طالـب صهـر
محمـد ووارث علمـه وأقـرب الخلـق إليه
ووزيـره ومـن حقـت لـه الولايـة وأمـر
الخلـق مـن أعدائـه بالبـراءة قـرة عيـن
رسـول الله وزوج ابنتـه وأبـي ولـده، أما
هو
ّ
بعـد فإنـي أحمـد الله الـذي لا إلـه إ
عالـم الخفيـات، ومنـزل البـركات، مـن
يهـدي الله فلا مضـل لـه ومـن يضلـل
الله فلا هـادي لـه، ورد كتابـك وأقرأنيه
عمـر بـن الخطـاب، فأمـا سـؤالك عـن
(اسـم الله) تعالـى فإنـه اسـم فيـه شـفاء
مـن كل داء، وعـون عـن كل دواء، وأمـا
) فهـو عـون لـكل مـن آمـن به،
ِ
ـن
َ
م
ْ
ح
َّ
(الر
بـه غيـر الله الرحمن
ّ
َ
وهو اسـم لم يسـم
) فرحـم
ِ
يـم
ِ
ح
َّ
تبـارك وتعالـى، وأمـا (الر
ا،
ً
مـن عصـى وتـاب وآمـن وعمـل صالح
) َ
يـن
ِ
م
َ
ال
َ
ع
ْ
ال
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ِ
ُ
ـد
ْ
م
َ
ح
ْ
(ال
وأمـا قولـه:
ـا على ربنـا تبـارك وتعالى
ّ
فذلـك ثنـاء من
ِ
م
ْ
و
َ
ي
ِ
ـك
ِ
ال
َ
بمـا أنعـم علينا، وأمـا قوله:
فإنـه يملـك نواصـي الخلـق يـوم
) ِ
يـن
ِّ
الد
ا أو
ًّ
القيمـة، وكل مـن كان فـي الدنيا شـاك
ا أدخلـه النـار، ولا يمتنع من عذاب
ً
ـار
ّ
جب
ـار، وكل مـن
ّ
ولا جب
ٌّ
الله عـز وجـل شـاك
ا إياه
ً
حافظ
ُ
ـا م
ً
ديم
ُ
ا م
ً
كان فـي الدنيـا طائع
َ
اك
َّ
ي
ِ
ـة برحمته، وأما قولـه:
َّ
أدخلـه الجن
ـا نسـتعين
ّ
، فإن
) ُ
ين
ِ
ع
َ
ـت
ْ
س
َ
ن
َ
ـاك
َّ
ي
ِ
إ
َ
و
ُ
ـد
ُ
ب
ْ
ع
َ
ن
بـالله عـز وجل مـن ... الشـيطان الرجيم
لا يضلنـا كمـا أضلكـم، وأمـا قولـه:
)، فذلـك
َ
يم
ِ
ق
َ
ـت
ْ
س
ُ
م
ْ
ال
َ
اط
َ
ـر
ِّ
ـا الص
َ
ن
ِ
د
ْ
(اه
فـي الدنيـا
َ
ـل
ِ
م
َ
الطريـق الواضـح، مـن ع
ـا فإنه يسـلك علـى الصراط
ً
صالح
ً
عملا
َ
ين
ِ
ذ
َّ
ال
َ
اط
َ
ـر
ِ
إلـى الجنـة، وأما قولـه:
، بتلـك النعمـة التـي
) ْ
ـم
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
َ
ـت
ْ
م
َ
ع
ْ
ن
َ
أ
أنعمهـا الله عـز وجـل علـى مـن كان قبلنا
مـن النبييـن والصديقيـن فنسـأل الله
ربنـا أن ينعـم علينـا كمـا أنعـم عليهـم،
1...,15,16,17,18,19,20,21,22,23,24 4,5,6,7,8,9,10,11,12,13,...132
Powered by FlippingBook