مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 8

8 مجلة ينابيع العدد (97) جمادى الأولى - جمادى الآخرة ٩٣٤١ه
كلمة
العدد
كنـا قـد أبدينا الـرأي فـي افتتاحية
العـدد السـابق وعقـب إعلان النصر
الـذي حققـه العراقيـون، محطميـن
أحلام الغـزاة المـردة علـى صخـرة
الإرادة والعزيمـة والتضحيـة، وسـط
ذهـول العالـم، ببـركات وجـود
المرجعيـة الرشـيدة فـي حيـاة الأمـة
وتلحمهـا معها وطاعتها لها.. وتوقعنا
للأعـداء علـى هزيمتهـم ٍ ردة فعـل
نيوا بها، تكـون كبيرة ُ النكـراء التـي م
بحجـم الانتصـارات التـي سـجلها
ّأبطـال العـراق الغيـارى، ولا تقـل
عـن محاولـة النيل من هيبـة المرجعية
الحكيمـة وعزلهـا عـن جماهيرهـا
المؤمنة، باسـتخدام أساليبهم الخبيثة
وأسـلحتهم الشـيطانية.
وهـا هـي توقعاتنـا قـد صدقـت،
وأخـذت أفاعيهـم الرابضـة فـي
برؤوسـها لتنفـث ُّ الجحـور تطـل
سـمومها فـي المجتمـع، متجلببـة
بجلبـاب الديـن والإصلاح، منتحلـة
صفـة العلـم والفقاهـة، لتنبـري
للإفتـاء وتوجيـه الـرأي العـام كمـا
يحلـو لهـا فـي حرمـة هـذا ووجـوب
ذاك، وبمـا ينسـجم مـع تطلعاتهـا
فـي إشـاعة الفوضـى فـي المجتمـع،
وترتيـب الأولويـات المناسـبة لتمرير
ـي المواقـف الكفيلـة ّ مصالحهـا، وتبن
بتأجيـج الصـراع بيـن أبنـاء الوطـن
الواحـد لإضعـاف الأطـراف المؤثـرة
والفاعلـة فيه، لتخلو السـاحة للتائقين
إلـى العـودة لهـا مـن جحـور تحـت
هـم الوحيـد، َ الأرض كانـت ملذ
طونهـا ِ بـاة الأبطـال يخب ُ
حيـن كان الأ
فون الآذان بوقعهـا ِّ بأقدامهـم ويشـن
الهـادر الـذي تنضبـط علـى إيقاعـه
ـة َّ ي ِ م َ "هوسـات" أهـل الغيـرة والح
ـة. َّ وأناشـيدهم البطولي
إنهـا أصـوات نشـاز، ووجـوه
لا تخفـى ملمحهـا علـى فراسـة
المؤمنيـن مـن أبنـاء الأمـة، مهمـا
اتخـذت مـن أقنعـة لإخفـاء قبحهـا
وبشـاعتها، فهـم جنـد للشـيطان
وأوليـاء لـه. لا يخلـو منهـم عصـر
ولا زمـان. يتعبـدون بتنفيـذ أجنداتـه
ـة وإتقـان، ديدنهـم الانتقائيـة ّ ي ِ ف َ ر ِ بح
فـي المواقف مـن الأحداث المصيرية
منهـا التـي تحتاج بـذل الجهـد والعمل
وتقديـم أدنـى التضحيـات الممكنـة،
تراهـم يلتزمـون الصمـت وكأن علـى
رؤوسـهم الطيـر، أمـا فـي الحـالات
التـي يلـوح لهـم فـي الأفـق تحقيـق
مصالحهـم الخاصة وقضـاء حوائجهم
الشـخصية، فلا يتوانون عـن التدافع
بالمناكـب للصعـود فـوق أعنـاق
ر المشـهد الإعلمي، ُّ البؤسـاء وتصـد
ـح بالـكلم الخـاوي المجـرد ّ ثـم التبج
ـة، والبعيـد ّ عـن المضاميـن الواقعي
عـن الحلـول العمليـة للمعضلات
الاجتماعية والسياسـية المسـتعصية..
الـكلم الـذي يرفـع فحسـب مـن
منسـوب المزايـدات السياسـية،
على بـدء... ٌ ود َ ع