مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 15

قرآنــيات
15
،
) ْ
م
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
ِ
ـوب
ُ
ض
ْ
غ
َ
م
ْ
ال
ِ
ـر
ْ
ي
َ
وأمـا قولـه:
ا
ً
لـوا نعمـة الله كفـر
ّ
فأولئـك اليهـود بد
فغضـب عليهـم فجعـل منهـم القـردة
والخنازيـر، فنسـأل ربنـا تعالـى أن لا
يغضـب علينـا كمـا غضـب عليهـم، وأمـا
، فأنـت وأمثالـه يا
) َ
يـن
ِّ
ال
َّ
الض
َ
ل
َ
قولـه:
عابـد الصليـب الخبيـث ضللتـم مـن بعـد
عيسـى بن مريـم، فنسـأل الله ربنا أن لا
.
)18(
يضلنـا كمـا ضللتـم ...)
وثمـة تفسـير آخـر للحمـد أوردتـه
ً
بعـض المصـادر، إذ يـروون أن رجلا
فقـال لـه: يا
A
جـاء إلـى الإمـام الرضـا
ابـن رسـول الله أخبرنـي عـن قـول الله
ما
) َ
ين
ِ
م
َ
ال
َ
ع
ْ
ال
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ِ
ُ
ـد
ْ
م
َ
ح
ْ
(ال
عـز وجـل:
: لقـد حدثنـي أبـي
A
تفسـيره؟ فقـال
عـن جـدي عـن الباقر عـن زيـن العابدين
جـاء إلـى أميـر
ً
أن رجلا
A
عـن أبيـه
فقـال: أخبرنـي عـن قـول
A
المؤمنيـن
) َ
ين
ِ
م
َ
ال
َ
ع
ْ
ال
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ِ
ُ
ـد
ْ
م
َ
ح
ْ
(ال
الله عـز وجل
مـا تفسـيره؟ فقـال: الحمـد لله هـو أن
، ً
عليهـم جملا
ِ
بعـض نعمـه
ُ
ف عبـاده
ّ
َ
عـر
إذ لا يقـدرون علـى معرفـة جميعهـا
بالتفصيـل، لأنهـا أكثـر مـن أن تحصـى
عـرف، فقـال لهـم: قولـوا الحمـد لله
ُ
أو ت
العالميـن،
ُّ
علـى مـا أنعـم بـه علينـا رب
وهـم الجماعـات مـن كل مخلـوق مـن
الجمادات والحيوانـات، وأما الحيوانات
فهـو يقلبهـا فـي قدرتـه ويغذوهـا مـن
منهـا
ّ
رزقـه ويحوطهـا بكنفـه ويدبـر كل
ا الجمادات فهو يمسـكها
ّ
بمصلحتـه، وأم
بقدرتـه، ويمسـك المتصـل منهـا أن
يتهافـت، ويمسـك المتهافـت منهـا أن
يتلصـق، ويمسـك السـماء أن تقـع علـى
بإذنـه، ويمسـك الأرض أن
ّ
الأرض إ
بأمـره، إنـه بعبـاده لـرؤوف
ّ
تنخسـف إ
رحيـم.
العالميـن مالكهـم
ُّ
: رب
A
وقـال
وخالقهـم وسـائق أرزاقهـم إليهـم مـن
حيـث يعلمـون ومـن حيـث لا يعلمـون،
ّ
ـر رب
ّ
، وفس
)19(
فالـرزق مقسـوم...)
العالميـن بقولـه (يعنـي مالـك الجماعات
مـن كل مخلـوق وخالقهـم وسـائق
أرزاقهـم إليهـم مـن حيـث يعلمـون ومـن
ـب الحيوانـات في
ّ
حيـث لا يعلمـون، يقل
قدرتـه ويغذوهـا مـن رزقـه، ويحوطهـا
منهـا بمصلحتـه،
ّ
بكنفـه ويدبـر كل
ويمسـك الجمـادات بقدرتـه، ويمسـك
مـا اتصـل منـا عـن التهافـت والمتهافـت
عـن التلصـق والسـماء أن تقـع علـى
الأرض إلا بإذنـه، والأرض أن تنخسـف
.
)20(
إلا بأمـره)
َ
اط
َ
ر
ِّ
ـا الص
َ
ن
ِ
د
ْ
(اه
وفـي قولـه تعالـى:
قـال: (أدم لنـا توفيقـك
) َ
يم
ِ
ق
َ
ـت
ْ
س
ُ
م
ْ
ال
الـذي بـه أطعنـاك فـي مـا مضـى مـن
أيامنـا، حتـى نطيعـك كذلك في مسـتقبل
أعمارنـا، والصـراط المسـتقيم هـو
صراطـان: صـراط فـي الدنيـا وصـراط
فـي الآخـرة، فأما الطريق المسـتقيم في
الدنيـا فهـو مـا قصـر عـن الغلـو وارتفـع
عـن التقصيـر، واسـتقام فلـم يعـدل إلى
شـيء مـن الباطل، وأمـا الطريـق الآخرة
طريـق المؤمنيـن إلـى الجنـة الـذي هـو
مسـتقيم لا يعدلـون عـن الجنة إلـى النار.
.
)21(
ولا إلـى غيـر النـار سـوى الجنـة)
فـي
A
وقـال أميـر المؤمنيـن
َ
ـت
ْ
م
َ
ع
ْ
ن
َ
أ
َ
يـن
ِ
ذ
َّ
ال
َ
اط
َ
ـر
ِ
قولـه تعالـى:
، أي قولـوا اهدنـا صـراط
)... ْ
ـم
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
َ
ع
الذيـن أنعمـت عليهـم بالتوفيـق لدينـك
وطاعتـك لا بالمـال والصحـة، فإنهـم
ا. وقـال: هم
ً
ـاق
ّ
س
ُ
ا أو ف
ً
قـد يكونـون كفـار
الله
ِ
ـع
ِ
ط
ُ
ي
ْ
ـن
َ
م
َ
الذيـن قـال الله تعالـى:
َ
ـم
َ
ع
ْ
ن
َ
أ
َ
يـن
ِ
ذ
َّ
ال
َ
ـع
َ
م
َ
ـك
ِ
ئ
َ
ول
ُ
أ
َ
ف
َ
ـول
ُ
س
َّ
الر
َ
و
ب في التراث الشيعي
ّ
التفسير المغي
1...,16,17,18,19,20,21,22,23,24,25 5,6,7,8,9,10,11,12,13,14,...132
Powered by FlippingBook