مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 68

ْ
ن
ِ
م
ُ
ت
ْ
ل
َ
ل
َ
س
ْ
ان
ِ
د
َ
- ق
ِ
ك
ِ
ب
ِ
ار
َ
ى غ
َ
ل
َ
ع
ِ
ك
ُ
ل
ْ
ب
َ
ح
َ
ا ف
َ
ي
ْ
ن
ُ
د
.
)2(
) ِ
ك
ِ
ل
ِ
ائ
َ
ب
َ
ح
ْ
ن
ِ
م
ُّ
ت
َ
ل
ْ
ف
َ
- وأ
ِ
ك
ِ
ب
ِ
ال
َ
خ
َ
م
للزهد، إذ كان
ً
مثالا
A
وكانت حياته
في بيت متواضع،
A
يعيش مع أولاده
وكان يأكل الشعير، ويطحنه لنفسه، ويأكل
الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته،
عليه الصقيع
ّ
وكان إذا أرعده البرد واشتد
ة من دثار يقيه أذى البرد، بل
ّ
لا يتخذ له عد
.
)3(
من لباس الصيف
ّ
يكتفي بما رق
، ومن عظيم مواساته
A
وبلغ من زهده
ة أن أبى أن يسكن قصر الإمارة
ّ
للرعي
ز في
ّ
ى لا يتمي
ّ
الخاص به في الكوفة، حت
سكنه عن الفقراء الذين كانوا يسكنون في
بيوت متواضعة في جوانب الكوفة، وهو
أراد بذلك أن يشارك الناس مكاره الدهر
ُ
ع
َ
ن
ْ
ق
َ
أ
َ
: (أ
A
وقسوة العيش، وفي ذلك يقول
َ
و
َ
ين
ِ
ن
ِ
م
ْ
ؤ
ُ
م
ْ
ال
ُ
ير
ِ
م
َ
ا أ
َ
ذ
َ
ه
َ
ال
َ
ق
ُ
ي
ْ
ن
َ
أ
ِ
ي ب
ِ
س
ْ
ف
َ
ن
ْ
ن
ِ
م
.
)4(
) ِ
ر
ْ
ه
َّ
ه الد
ِ
ار
َ
ك
َ
ي م
ِ
ف
ْ
م
ُ
ه
ُ
ك
ِ
ار
َ
ش
ُ
أ
من أكرم منك؟ ومن أزهد منك يا
عت عن الدنيا
ّ
أمير المؤمنين؟ لقد ترف
، وأنت
ّ
وجل
ّ
وشهواتها فرفعك الله عز
وما كان لي
D
القائل: (تزوجت فاطمة
مت على بني
ّ
فراش، وصدقتي اليوم لو قس
A
، وقال الإمام الباقر
)5(
هاشم لوسعتهم)
ْ
د
َ
ق
َ
: (ول
A
في زهد جده أمير المؤمنين
ً
ة
َّ
ر
ُ
آج
َ
ع
َ
ض
َ
ا و
َ
م
َ
ف
َ
ين
ِ
ن
ِ
س
َ
س
ْ
م
َ
خ
َ
اس
َّ
الن
َ
ي
ِّ
ل
ُ
و
ً
ة
َ
يع
ِ
ط
َ
ق
َ
ع
َ
ط
ْ
ق
َ
أ
َ
و
ٍ
ة
َ
ن
ِ
ب
َ
ى ل
َ
ل
َ
ع
ً
ة
َ
ن
ِ
ب
َ
ل
َ
و
ٍ
ة
َّ
ر
ُ
ى آج
َ
ل
َ
ع
.
)6(
اء
َ
ر
ْ
م
َ
ح
َ
و
َ
اء
َ
ض
ْ
ي
َ
ب
َ
ث
َ
ر
ْ
و
َ
أ
َ
و
ووصف زهده ابن أبي الحديد، فقال:
اد،
ّ
ه
ّ
د الز
ّ
نيا، فهو سي
ّ
هد في الد
ّ
(وأما الز
حال، وعنده
ّ
الر
ّ
وبدل الأبدال، وإليه تشد
، َّ
الأحلاس ما شبع من طعام قط
ّ
تنفض
.
)7(
ا)
ً
وملبس
ً
اس مأك
ّ
وكان أخشن الن
وقال عبد الله بن أبي رافع: دخلت إليه
ا، فوجدنا فيه
ً
ا مختوم
ً
م جراب
ّ
يوم عيد، فقد
م فأكلت
ّ
ا، فقد
ً
خبز شعير يابس مرضوض
فقلت: يا أمير المؤمنين، فكيف تختمه؟
قال: خفت هذين الولدين (الحسنين) أن
اه بسمن أو زيت!!
ّ
يلت
ا بجلد تارة وليف
ً
وكان ثوبه مرقوع
أخرى، ونعلاه من ليف، وكان يلبس
ً
ه طويلا
ّ
الكرباس الغليظ، فإذا وجد كم
خطه، فكان لا يزال
ُ
قطعه بشفرة ولم ي
ى يبقى سدى
ّ
على ذراعيه حت
ً
متساقطا
لا لحمة له!! وكان لا يأكل اللحم إلا
ويقول: لا تجعلوا بطونكم مقابر
ً
قليلا
.
)8(
الحيوانات
في الدنيا،
A
لقد زهد الإمام علي
ّ
ا بما عند الله عز
ً
اتها طمع
ّ
وأعرض عن ملذ
، ولو أراد لسجدت أمام قدميه الدنيا
ّ
وجل
ة الأنبياء
ّ
ا سن
ً
بع
ّ
أنه رغبعنها مت
ّ
بما فيها، إلا
لنعومة عيش، ولم
ّ
والصالحين قبله، لم يرق
زائل، وخاطب
ٍ
عيناه رغبة بمتاع قليل
ّ
تمتد
الدنيا خطاب الزاهد الكريم، العارف
: (أنا الذي
ً
أحوالها وخداعها ومكرها، قائلا
، نعم، أهان الدنيا بإعراضه
)9(
أهنت الدنيا)
عنها، وهو يعلم بأنها قضمة عيش لا بقاء
ا لها،
ً
لها، وكان لا ينسبها إلى نفسه تحقير
ي
ِ
د
ْ
ن
ِ
ع
ْ
م
ُ
اك
َ
ي
ْ
ن
ُ
د
َّ
ن
ِ
ففي وصفه لها يقول: (وإ
ا
َ
ا م
َ
ه
ُ
م
َ
ض
ْ
ق
َ
ت
ٍ
ة
َ
اد
َ
ر
َ
ج
ِ
م
َ
ي ف
ِ
ف
ٍ
ة
َ
ق
َ
ر
َ
و
ْ
ن
ِ
م
ُ
ن
َ
و
ْ
ه
َ
لأ
. ففي
)10(
ى)
َ
ق
ْ
ب
َ
ت
َ
ٍ
ة
َّ
ذ
َ
ى ول
َ
ن
ْ
ف
َ
ي
ٍ
يم
ِ
ع
َ
ن
ِ
ول
ٍّ
ي
ِ
ل
َ
ع
ِ
ل
قوله (دنياكم) من التحقير والإهانة، ولو
أن في نفسه شيء منها لقال: (دنياي)، لكنه
. لأن الدنيا لم تترك في
A
ترفع عن ذلك
. ً
ا كان أو قلي
ً
ا كثير
ً
نفسه أثر
ا للزهد في
ً
صادق
ً
مثا
A
وكانتحياته
الدنيا، وكان شديد الحذر منها، ولا يأمن
ا
ً
ه
ّ
لما في يديه منها، وإنما كان نظره متوج
، وبقت كلماته
ّ
وجل
ّ
الى ما في يدي الله عز
ّ
تدور في فلك الخلود، فيها من السر
68
العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
1...,69,70,71,72,73,74,75,76,77,78 58,59,60,61,62,63,64,65,66,67,...132
Powered by FlippingBook