مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 59

المثلث اللغوي لمفردة (الحج)
سواها من مصطلحات.
ا إلى ما
ً
إن أقصر الطرق وأقلها اختصار
نحن بصدده، الاستعانة بما صنفه علماؤنا
في (المثلث اللغوي) لا سيما كتاب (المثلث)
لابن السيد البطليوسي (ت125هـ) فهو
)1(
. ً
أوسعها وأكثرها شمو
علة الواحدة
ِ
ة بالفتح: الف
ّ
ج
َ
قال: (الح
الشيء إذا
َّ
ج
َ
: مصدر ح
ُّ
ج
َ
من الحج، والح
: ُ
ة
َّ
ج
َ
: إذا شجه في دماغه، والح
ُ
ه
َّ
ج
َ
قصده، وح
َّ
ج
َ
ا: مصدر ح
ً
أيض
ُ
ة
َّ
ج
َ
بعينها، والح
ُ
الشجة
ُ
ة
َّ
ج
َ
يل... والح
ِ
ة إذا قاسها بالم
ّ
الشج
ُ
الطبيب
بكسر الحاء:
ُ
ة
َّ
ج
ِ
ا: شحمة الأذن. والح
ً
أيض
ُ
ة
َّ
ج
َ
: الح
)2(
ة، وقال صاحب كتاب العين
َ
ن
َ
الس
بالفتح: قضاء نسك سنة، وبعضهم يكسر
ة:
َّ
ج
َ
ة والح
َّ
ج
ِ
الحاء. ويقال: شهر ذي الح
)3(
ة بالضم: معروفة.)
َّ
ج
ُ
بالكسر والفتح. والح
ا.هـ.
إن أول ما يطرق الذهن عند سماع هذه
المفردة أو قراءتها هو الفريضة التي أوجب
الله تعالى أداءها على المسلم المكلف
ى
َ
ل
َ
ع
ِ
ِ
َ
المستطيع في قوله عز شأنه:
) ً
ي
ِ
ب
َ
س
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
َ
اع
َ
ط
َ
ت
ْ
اس
ْ
ن
َ
م
ِ
ت
ْ
ي
َ
ب
ْ
ال
ُّ
ج
ِ
ح
ِ
اس
َّ
الن
. إذ نرى أن الأصل الأول
(آل عمران: 79)
لاستعمال مادة (ح ج ج) هو هذه الفريضة،
والإشارة واضحة بأن أصل استعمالها إنما
هو (القصد)، وهي كغيرها من كثير من
المفردات التي كان لها استعمال محدد ثم
اتسعت في الاستعمال، وهو مبحث واسع
من مباحث العربية، ومن شواهده (الصلاة)
التي كانت تعني مطلق الدعاء ثم استعملت
في الفريضة المعروفة. فالحج: (القصد
ٌ
إلى الشيء المعظم، وفي الشرع: قصد
لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة، في
)4(
وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة).
ولتعضيد ما جاء في كتاب (المثلث)
بشأن الحج، نشفع ذلك بنص ابن فارس
(ت 593هـ) في (معجم مقاييس اللغة)
ا بأصل الوضع
ً
ا مهتم
ً
بوصفه معجم
للمفردات، وهل هو أصل واحد أو أكثر.
ٌ
ول
ُ
ص
ُ
أ
ُ
يم
ِ
ج
ْ
ال
َ
و
ُ
اء
َ
ح
ْ
قال ابن فارس: (ال
59
1...,60,61,62,63,64,65,66,67,68,69 49,50,51,52,53,54,55,56,57,58,...132
Powered by FlippingBook