مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 61

61
أما الأصل الثاني، فهو ــ وإن جعله ثاني
الأصول الأربعة ــ لم يستبعده من إمكانية
ُل ْ صَ ْ ا َ الاشتراك مع الأصل الأول. قال: (و
ْنَ أ ُ ن ِ ك ْ م ُ ي ْ د َ ق َ . و ُ ةَن َّالس َ ي ِ ه َ و ُ ة َّ ج ِ ح ْ : ال ُ ر َ خ ْ ا
ي ِ ف َّ ج َ حْ ال َّ ن َ ِ ; ِل َّ وَ ْ ا ِ ل ْ صَ ْ ى اَل ِ ا إ َ ذ َ هَ ع َ م ْ ج ُ ي
َام َ ع ْ ال َّ ن َ
أ َ ك َ ، ف ً ة َ د ِ اح َ وً ة َّ ر َ م َّ ِ إ ُ ون ُ ك َ ي َ ِةَن َّ الس
: َال َ . ق ً ة َّ ج ِ ح ِّ ج َ ح ْ ال َ ن ِم ِ يه ِ ا ف َ م ِ ب َ ي ِّ م ُ س
ْوَل َ ... و ٍ ة َّ ج ِ ح ِّ ل ُ ي ك ِف ِّ ر ُّالد َ اب َ ع ِ ص َ ن ْ ض ُ رَي
)13( َ ِ اط َ و َ ع َّ ن ُ ه ُ اقَن ْ ع َ أ ْ ن ُ كَ ت ْ مَل
ُة َّ ج ِ ح ْ : ال ٌ م ْ و َ ق َ ال َ ق َ ; وَةَن َّالس َ اد َ رَ
: أ ٌ م ْ و َ ق َ ال َ ق
ُة َّ ج ِ ح ْ ال ِ لَ ب ُ ال َ ق ُ يَ . و ِ ن ُ ذ ُ ْ ا ُ ة َ م ْ ح َ ا: شَن ُ اه َ ه
ي ِ ف َ . و ِ ن ُ ذ ُ ْ ي ا ِ ف ُ ق َّلَع ُ تُ ة َ ؤ ُ ل ْ ؤُّ الل ِ وَ أ ُ ة َ ز َ ر َ خ ْ ال
). ٌر َ ظ َ ن ِ ن ْ ي َ ل ْ و َ ق ْ ال
إن ما يؤيد قول ابن فارس فيما ذهب
جة) على (السنة)، ِ إليه من دلالة مفردة (الح
كثير وشائع، وخير شاهد على ذلك قول
:Aالحق تبارك وتعالى في قصة موسى
ِن ْ ي َات َه َّ يَتَن ْ ى اب َ د ْ ح ِ إ َ ك َ ح ِ ك ْ نُ أ ْ نَ أ ُ يد ِ ر ُ
ي أ ِّ ن ِ إ َ ال َ (ق
.(القصص:72)) ٍج َ ج ِ ح َ ي ِ ان َ م َ ي ث ِ نَ ر ُ جْ أ َ ت ْ نَ
ى أَل َ ع
، ُّج ِيح َّ جة، هي المرة الواحدة من حج ِ فالح
عدة) ِ لسة) و(ق ِ ة) مثل (ج َل ْ ع ِ وهي على زنة (ف
وهو ما يطلق عليه الصرفيون: مصدر
المرة. ثم سميت بها السنة كما يسمى
الشيء باسم ما يكون فيه.
أما ما ذكره ابن فارس في الأصل الثاني
جة ) هي: شحمة الأذن أو هي ِ من أن ( الح
الخرزة التي تعلق في الأذن فيبدو أنها هي
المقصودة من إيرادها في ضمن الأصل
الثاني من أصول (ح ج ج)، وأغلب الظن أنه
ا أردف به ً وهم في سوق بيت لبيد شاهد
جة) على (السنة)، إذ ِ قوله بشأن دلالة ( الح
ا على ً يتضح جليا أن البيت إنما سيق شاهد
جة) هي (شحمة الأذن أو هي خرزة ِ أن ( الح
تعلق في الأذن) كما ذكر هو وأيده جمع من
)14(اللغويين في سياق شرحهم بيت لبيد.
أما الأصل الثالث فهو بعيد عن أي
اشتراك مع الجذر موضوع البحث. قال
َو ُ هَ ، و ُ اج َ ج ِ ح ْ : ال ُ ث ِ الَّ الث ُ ل ْ صَ ْ ا َ ابن فارس: (و
ِيم ِ ظ َ ع ْل ِ ل ُ ال َ ق ُ . ي ِ ن ْ ي َع ْ ال َ ل ْ و َ ح ُ ير ِ دَت ْ س ُ م ْ ال ُ م ْ ظ َ ع ْال
َم َ ع َ ز َ . و ٌ ة َّ ج ِ حَ أ ِ اج َ ج ِ حْ ال ُ ع ْ م َ ، ج ُّ ج َ حَ أ ِ اج َ ج ِ حْال
َن ِ مَ و ِ ف ِ اه َ ك َت ُ م ْ ال ِ ان َ ك َ م ْل ِ ل ُ ال َ ق ُ يُ هَّنَ
و أ ٍ ر ْ م َ و ع ُ بَ
أ
.). ٌاج َّ ج َح ِ ة َ ر ْ خ َّ الص
وعند تقصي ما ورد عن اللغويين
جاج، فهم ِ بشأن دلالتي الصلابة، والح
جمعون على ما أورده ابن فارس من ُ م
دلالته على العظم المستدير حول العين أو
ما هو بمعناه، أو دلالته على الصلابة. قال
َّجَت ْ . واح ٌ ب ْ ل ُ : ص ُّ ج َ حَ أ ٌ سْابن منظور: (ورأ
ُم ْ ظ َ : الع ُ جاج ِوالح ُ جاج َ ؛ والح َ ب ُل َ : ص ُ الشيء
ُم ْ ظ َ : الع ُ جاج ِ . والح ُ ب ِ عليه الحاج ُ ت ِ الناب
العين، ويقال: بل هو َ ل ْ و َ ح ُ ديرَت ْ س ُ الم
ُم ْ ظ َ : الع ُ اج َ ج ِ على تحت الحاجب. والحَ
الأ
ر َ شع ُ تَبْن َ العين وعليه م ِ ةَب ْ ق َ على و ُ ق ِ ب ْ ط ُ الم
ِ، بفتح الحاء ُ اج َ ج ِ والح ُ اج َ ج َ الحاجب. والح
وكسرها: العظم الذي ينبت عليه الحاجب،
جاج، بالكسر ِ ة؛... الح َّ ج ِ حَ
والجمع أ
والفتح: العظم المستدير حول العين؛ ...
على ِ فان ِ شر ُ جاجان: العظمان الم ِ وقيل: الح
ِر َ تا شعَ بْ ن َ ي العينين؛ وقيل: هما مَب ِ غار
. وقد أورد ابن )15(الحاجبين من العظم.)
لابن السكيت (ت 442هـ) ً منظور قو
جاج) ِ مفاده أن ابن السكيت زعم أن (الح
اج) بفتح الحاء ّ ج َ بدلالته هذه إنما هو (الح
وتشديد الجيم. وقد وهم ابن منظور في
جاج) ِ ما نسبه إلى ابن السكيت. إذ هو (الح
نفسه الذي جاء عن طائفة من اللغويين. قال
عن أبي عمرو بن العلاء ً ابن السكيت ناق
ها، ُ جاج َ جاج العين: وح ِ والفراء : ( يقال: ح
.)16(للعظم الذي عليه الحاجب.)
ا من أهلنا في الريف ً لقد سمعت مرار
المثلث اللغوي لمفردة (الحج)