مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 55

55
الأبعاد المعنوية للحج الإبراهيمي
ّ
َ
ِ
، وقوله تعالى:
(الإسراء:56)
) ٌ
ان
َ
ط
ْ
ل
ُ
س
،
(الحجر :04)
) َ
ين
ِ
ص
َ
ل
ْ
خ
ُ
م
ْ
ال
ُ
م
ُ
ه
ْ
ن
ِ
م
َ
ك
َ
اد
َ
ب
ِ
ع
للدنيا وأعراضها، وهو المعتكف على
ٌ
وعبد
F
قصد النبي
ُ
اه
ّ
خدمتها ومراعاتها، وإي
ُ
عبد
َ
س
ِ
ع
َ
ت
َ
م
َ
ره
َّ
الد
ُ
عبد
َ
س
ِ
ع
َ
بقوله: (ت
.
)6(
ينار)
ّ
الد
يدعو قومه
A
لقد بقي النبي إبراهيم
إلى عبادة الواحد الأحد ولكن دون جدوى،
ا لحقيقة العبودية
ً
مصداق
A
لقد كان النبي
ا لله ولأوامره إلى أن
ً
الإلهية وكان مستسلم
ً
م ولده إسماعيل وهو فتى
ّ
المقام أن يقد
َ
بلغ
ُ
ه
َ
ع
َ
م
َ
غ
َ
ل
َ
ا ب
َّ
م
َ
ل
َ
ا لله ولمرضاته
ً
يافع قربان
ِ
ام
َ
ن
َ
م
ْ
ي ال
ِ
ى ف
َ
ر
َ
ي أ
ِّ
ن
ِ
إ
َّ
ي
َ
ن
ُ
ا ب
َ
ي
َ
ال
َ
ق
َ
ي
ْ
ع
َّ
الس
ولقد كان
ى)
َ
ر
َ
ا ت
َ
اذ
َ
م
ْ
ر
ُ
انظ
َ
ف
َ
ك
ُ
ح
َ
ب
ْ
ذ
َ
ي أ
ِّ
ن
َ
أ
على خطى أبيه ... ذرية
A
إسماعيل
ا
َ
ي
َ
ال
َ
بعضها من بعض، أجاب والده:
ُ
اء الله
َ
ن ش
ِ
ي إ
ِ
ن
ُ
د
ِ
ج
َ
ت
َ
س
ُ
ر
َ
م
ْ
ؤ
ُ
ا ت
َ
م
ْ
ل
َ
ع
ْ
اف
ِ
ت
َ
ب
َ
أ
. مثل هذا
(الصافات: 201)
) َ
ين
ِ
ر
ِ
اب
َّ
الص
َ
ن
ِ
م
العطاء الخالد ومثل هذه الروحية المتفانية
A
النبي إبراهيم
ّ
الله تعالى حمل
ّ
في حب
مشعل الهداية والتبليغ لرسالة السماء
ليترك قومه ويذهب إلى بلد آخر لتبليغ
) ِ
ين
ِ
د
ْ
ه
َ
ي
َ
ي س
ِّ
ب
َ
ى ر
َ
ل
ِ
إ
ٌ
ب
ِ
اه
َ
ي ذ
ِّ
ن
ِ
إ
َ
ال
َ
الرسالة
ر القرآن الكريم عن
ّ
وقد عب
(الصافات: 99)
ٍ
اط
َ
ر
ِ
ى ص
َ
ل
ِ
ي إ
ِّ
ب
َ
ي ر
ِ
ان
َ
د
َ
ي ه
ِ
ن
َّ
ن
ِ
إ
ْ
ل
ُ
ذلك:
ا
ً
يف
ِ
ن
َ
ح
َ
يم
ِ
اه
َ
ر
ْ
ب
ِ
إ
َ
ة
َّ
ل
ِّ
ا م
ً
م
َ
ي
ِ
ا ق
ً
ين
ِ
د
ٍ
يم
ِ
ق
َ
ت
ْ
س
ُّ
م
ي
ِ
ت
َ
لا
َ
ص
َّ
ن
ِ
إ
ْ
ل
ُ
* ق
َ
ين
ِ
ك
ِ
ر
ْ
ش
ُ
م
ْ
ال
َ
ن
ِ
م
َ
ان
َ
ا ك
َ
م
َ
و
َ
ين
ِ
م
َ
ال
َ
ع
ْ
ال
ِّ
ب
َ
ر
ِ
ي
ِ
ات
َ
م
َ
م
َ
و
َ
اي
َ
ي
ْ
ح
َ
م
َ
ي و
ِ
ك
ُ
س
ُ
ن
َ
و
ُ
ل
َّ
و
َ
أ
ْ
ا
َ
ن
َ
أ
َ
و
ُ
ت
ْ
ر
ِ
م
ُ
أ
َ
ك
ِ
ل
َ
ذ
ِ
ب
َ
و
ُ
ه
َ
ل
َ
يك
ِ
ر
َ
ش
َ
* لا
.
(الأنعام: 161 ـ 361)
) َ
ين
ِ
م
ِ
ل
ْ
س
ُ
م
ْ
ال
في أعلى
A
لقد كان النبي إبراهيم
مراتب الطاعة والانقيادللهسبحانه وتعالى،
وكان يحمل من الجوانب النفسية والروحية
ا، في طريق
ً
التي تحرك الجسم والروح مع
في هذه
)7(
تحقيق الغاية من إيجاد الإنسان
َ
نس
ِ
ْ
ا
َ
و
َّ
ن
ِ
ج
ْ
ال
ُ
ت
ْ
ق
َ
ل
َ
ا خ
َ
م
َ
الحياة الدنيا:
، لتثمر هذه
(الذاريات:65)
) ِ
ون
ُ
د
ُ
ب
ْ
ع
َ
ي
ِ
ل
َّ ِ
إ
العبادة وتعطي السعادة في الدنيا والآخرة.
فهذه العبادة وهذا السلوك المعنوي الذي
يستوعب حركات وسكنات الإنسان فيكون
في غاية الخضوع والخشوع، بل إن صلاته
وعبادته وحياته ومماته لله، لأن معالم
العبادة والعبودية ترتكز على أساس تحقيق
الغاية وهي الوصول إلى عالم الربوبية.
ُ
بأن الله سبحانه يجازي عبده
ّ
نحن نقر
ي
ِّ
ن
َ
ي ع
ِ
اد
َ
ب
ِ
ع
َ
ك
َ
ل
َ
أ
َ
ا س
َ
ذ
ِ
إ
َ
المخلص ويجيبه
) ِ
ان
َ
ع
َ
ا د
َ
ذ
ِ
إ
ِ
اع
َّ
الد
َ
ة
َ
و
ْ
ع
َ
د
ُ
يب
ِ
ج
ُ
أ
ٌ
يب
ِ
ر
َ
ي ق
ِّ
ن
ِ
إ
َ
ف
، لذا كان المنطلق الذي اعتمده
(البقرة:681)
هو كثرة تضرعه ودعائه،
A
النبي إبراهيم
ٌ
اه
َّ
و
َ
أ
ٌ
يم
ِ
ل
َ
ح
َ
ل
َ
يم
ِ
اه
َ
ر
ْ
ب
ِ
إ
َّ
ن
ِ
حيث قال سبحانه:
.
(هود:57)
) ٌ
يب
ِ
ن
ُّ
م
، وقيل:
ً
قا
َ
ر
َ
وف
ً
قا
َ
ف
َ
ه ش
ِّ
و
َ
أ
َ
ت
ُ
اه هنا الم
ّ
و
َ
(الأ
ً
جابة ولزوما
ِ
بالإ
ً
يقانا
ِ
ي إ
َ
أ
ً
المتضرع يقينا
اه
َّ
و
َ
للطاعة ؛ هذا قول الزجاج ، وقيل: الأ
، وقيل: هو الكثير الثناء . ويقال:
ُ
ح
ّ
ب
َ
س
ُ
الم
نه
َ
، أ
F
. وروي عن النبي
ُ
اء
َّ
ع
َّ
اه الد
َّ
و
َ
الأ
. وقيل: الكثير البكاء .
ُ
اء
َّ
ع
َّ
اه الد
َّ
و
َ
قال: الأ
ً
اها
َّ
و
َ
أ
ً
تا
ِ
ب
ْ
خ
ُ
لني م
َ
ع
ْ
وفي الحديث: اللهم اج
، وكل
)7(
ع)
ِّ
ر
َ
ض
َ
ت
ُ
ه الم
ِّ
و
َ
أ
َ
ت
ُ
اه: الم
َّ
و
َ
؛ الأ
ً
يبا
ِ
ن
ُ
م
،
A
تلك المعاني مجتمعة في إبراهيم
ة في رجوعه في كل
ّ
حيث أن الإنابة جلي
الأمور إلى الله تعالى، ليكشف لنا الدعاء
عن مقامات العبودية والحضور التي
تعيشها قلوب الأنبياء والصالحين...إن دعاء
الإنسان المنطلق من القلب من أوضح معالم
ه، فهو يمثل من جانب
ّ
العلاقة بين العبد ورب
الإنسان الحاجة والتضرع وفتح باب الأمل،
وتثبثلله تعالى مظاهر الألوهية والحاكمية
والربوبية، وغناه المطلق وحكمته ورأفته
الكثيرة ترينا
A
بالخلق، وأدعية إبراهيم
1...,56,57,58,59,60,61,62,63,64,65 45,46,47,48,49,50,51,52,53,54,...132
Powered by FlippingBook