مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 49

49
ع، إذ
ّ
ظاهر النص بعده يشير إلى التطو
النص ابتدأ بجملة جديدة حين استأنف
ّ
أن
َ
ع
َّ
و
َ
ط
َ
ت
ْ
ن
َ
م
َ
الحديث بقوله سبحانه:
ا لوجوبه، ولو
ً
، وهذا مما لا يدع شك
ا)
ً
ر
ْ
ي
َ
خ
بهذه الجملة الاستئنافية الجديدة،
ِ
لم يأت
لأطلق الدلالة واحتمل الوجوب والتطوع
في السعي والطواف.
إذن في الآية إجمال وتفصيل، فقد
أجمل سبحانه في المواضع التي تسالم
ل في نفي الجناح،
ّ
عليها الحجيج، وفص
ا
ً
ه كان موضع
ّ
ع ومكامنه لأن
ّ
وموضعه والتطو
ل
ّ
لسبب نزول الآية وبيان أحكامها، ففص
بها فأحكم التفصيل.
: لماذا قال تعالى: (أن
ٌ
ثم قد يتساءل أحد
ف بهما)؟ فجيء بالمصدر المؤول من
َ
و
َّ
يط
مجيئه فيه الدلالة
ّ
(أن والفعل) الذي يبدو أن
ّ
، وأن
)15(
على الزمن الماضي والمستقبل
القرينة هي التي تحدد ذلك الزمن، ولما لم
ت الآية
ّ
توجد قرينة محددة لزمن معين، دل
ّ
على الزمنين الماضي والمستقبل أي أن
ناح
ُ
عدم وجود القرينة قد ناسب نفي الج
عن المسلمين قبل نزول الآية وبعدها.
ف)
ّ
ولو جاء بالمصدر الصريح (التطو
المصدر الصريح يدل
ّ
لوقع الإبهام، لأن
عرف
ُ
على مطلق الزمن، وعندها لم ت
حدود الزمن أهو الماضي أم الحاضر أم
المستقبل، وعندها ستختلف الأحكام في
السعي والطواف وتزداد الاحتمالات وهذا
مما لا يدعو له النص المبارك.
ه جاء بحرف الجر (بهما) ولم يقل
ّ
ثم أن
(بينهما)، فلو قال بينهما لم يدخل فعل
الطواف على الجبلين (الصفا والمروة)،
ا، فمجيء
ً
وهذا ليس مطلوب الآية أيض
حرف الجر الباء الدال على الإلصاق، أي
على الطائف أن يسحق بأقدامه سفحيهما
ّ
أن
بعليهما الوثنان (أسافونائلة)،
ِ
ص
ُ
ن ن
ْ
ي
َ
اللذ
المسلمين
ّ
وفي هذا مغزى كبير، ذلك أن
كانوا حديثي عهد بالإسلام، ومازالت
أدران الجاهلية عالقة في صدورهم، من
تقديس الصنم ورمزيته، فدفع الله بهم
إلى المواجهة مع هذين الرمزين والطواف
بالجبلين مع وجود الصنمين قبل فتح مكة،
لغرض تجاهلهما وانتصار القيم الجديدة
على قيمهم القديمة.
أما المغزى من الطواف بهما بعد الفتح
وتكسير الأصنام فهو لأجل تمكين النفوس
المسلمة من التقدم خطوة أخرى بعد
تجاهل الصنمين إلى سحقهما بأقدامهم
بين الصفا والمروة
ِ
واف
ّ
الط
ُ
آية
1...,50,51,52,53,54,55,56,57,58,59 39,40,41,42,43,44,45,46,47,48,...132
Powered by FlippingBook