مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 48

العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
قال الفراء: (وهذا يكون على وجهين:
أحدهما أن نجعل (لا) مع (أن) صلة على
َّ َ أ َ كَ ع َن َ ا م َ م َ ال َ (ق معنى الإلغاء كما قال:
(الأعراف: 21). والمعنى: ) َك ُ ت ْ ر َ مَ أ ْ ذ ِإ َ د ُ ج ْ سَ ت
ما منعك أن تسجد، والوجه الآخر أن نجعل
ص في تركه، والأول ّ الطواف بينهما يرخ
.)13(المعمول به)
في السعي بين الصفا والمروة ُ لكن أجد
الآية المباركة قد ّ م به، وأنّمن المسل
ه ركن واجب، ّ تجاوزت مسألة وجوده وإن
من شعائر الله تعالى وعلامة من َّ د ُ عندما ع
علامات متعبداته، ولم تشر إليه الآية بقوة
ا تعارف عليه كل من حج البيت أو ّ ه مم ّ لأن
اعتمر في الجاهلية وفي صدر الإسلام،
ذف من صدر الآية، فقال تعالى: ُ حتى ح
الآية، ولو كان )... َة َ و ْ ر َ م ْ الَ ا و َ ف َّ الص َّ ن ِ (إ
بالسعي ذاته لأشار إليه ٌ متعلق ٌ هناك حكم
على َ مِّسل ُ ا، لكنه عندما كان مما ت ً لفظ
وجوده ووجوبه على عادة الحجاج ترك
معنى الإشارة إليه.
إذن رفع الجناح لم يكن موضوعه ذات
ما كان ّ السعي بين الصفا والمروة، وإن
ض له ّ يشير إلى موضع الحرج الذي تعر
الحاج وهو وجود الصنمين عليهما، ثم
ه لو كان رفع الجناح يشير إلى السعي ّ أن
ْن ِم َ ة َ و ْ ر َ م ْ ال َ ا و َ ف َّ الص َّ (إن ذاته لقال سبحانه:
َ َ ف َ ر َ م َ ت ْ اع ِ وَ أ َ ت ْ ي َ ب ْ ال َّ ج َ ح ْ ن َ م َ الله ف ِ ر ِ ائ َ ع َ ش
وسكت، وعندها سيكون رفع ) ِه ْ يَل َ ع َ احَن ُ ج
ا إلى السعي لا غير. ً الجناح مطلق
د بقيد ِّي ً ي أجد هذا النفي قد ق ّ بيد أن
رفع الجناح لا يكون ّ ف بهما) أي أن َ و َّ (أن يط
بالطواف بهما، رغم وجود الصنمين ّ إ
وتحرجهم منهما، فكان الطواف بهما علة
ا في وقوعه، وقد ً في رفع الجناح لا شرط
تنبه الطبرسي إلى ذلك، فقال: ( فرجع رفع
ناح عن الطواف بهما إلى تحرجهم عن ُ الج
الطواف بهما لأجل الصنمين لا إلى عين
ا في ً الطواف، كما لو كان الإنسان محبوس
بالتوجه إلى ّ موضع لا يمكن الصلاة إ
ما يكره التوجيه إليه من المخرج وغيره،
ناح عليك في الصلاة إلى ُ فيقال له: لا ج
ذلك المكان، فلا يرجع رفع الجناح إلى
ما ّ عين الصلاة واجبة وإن ّ عين الصلاة، لأن
.)14(يرجع إلى التوجه إلى ذلك المكان)
ف َ و َّوقوف الآية عند قوله: (أن يط ّ وإن
ّبهما) دليل وجوب الطواف والسعي، لأن
48