مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 47

47 بين الصفا والمروة ِ واف ّ
الط ُ
آية
ّالصفا والمروة من شعائر الله، غير أن
غ له، إذ قال تعالى: ّ هذا التقدير غير مسو
، والشعائر جمع )3( الله) بعده ِ ر ِ ائ َ ع َ ش ْ ن ِ (م
شعيرة وهي (المعالم للأعمال، فشعائر
الله: معالم الله التي جعلها مواطن للعبادة
وهي أعلام متعبداته من موقف أو مسعى
به أو ُ أو منحر، وهو مأخوذ من شعرت
م لعبادة من دعاء أو صلاة َل ْ ع َ م ّ علمت، وكل
،)4(أو أداء فريضة فهو مشعر لتلك العبادة)
ونقل أبو حيان الأندلسي (ت 657هـ) عن
الهروي قال: (سمعت الأزهري يقول: هي
العلائم التي ندب الله إليها، وأمر القيام
شعر لعدم أهمية تقدير ُ ، وهذا م )5(بها)
م به ِّ كالمسل ٌمعروف َ ر ّ المقد َّ محذوف لان
ومتبادر إلى الذهن حال السماع.
وقد وقع الوهم في دلالة الآية المباركة
د المفاهيم المأخوذة عن ّ بسبب من تعد
ت الآراء َ د َّ النص المبارك، ولذلك تعد
في حكم السعي بين الصفا والمروة: أهو
ع، أهو ركن أم لا، وكان ّ واجب أم تطو
القوم على ثلاثة أقوال:
السعي واجب وركن، ولا يتم ّ 1ـ إن
بطل ُ في تركه أو بعضه ي ّ به، وإن ّ الحج إ
الحج. وهو رأي الإمامية، وقال به الحسن
وعائشة ومالك وهو مذهب الشافعي
ة َّ ن ُ الس ّ وأصحابه، واستندوا لذلك في أن
عليكم َ ب ِ ت ُ : (كEقد أوجبته، وهو قوله
ما يدل على ّ السعي فاسعوا)، فظاهر الآية إن
ّ، لهذا فإن)6(إباحة ما كرهوه من السعي
نفي الجناح قد ورد على فعل السعي ولم
يرد على عدمه، وفي هذا دلالة على الجواز
بالمعنى الأعم، لا على التخيير المحض،
ما يدل على الفعل ّ التخيير المحض إن ّ لأن
والترك، ولم تتضمن الآية دلالة الترك.
السعي واجب، وليس بركن، ّ 2ـ إن
،)7(وهو قول أبي حنيفة وعلى تاركه دم
.)8( على مطلق الوجوب َّ ودليل من أوجبه دل
ع، ويروى ذلك ّ السعي تطو ّ 3ـ إن
عن أنس وابن عباس وابن الزبير وعطاء
ومجاهد وأحمد بن حنبل، وتنصره قراءة
َف َّ و َّ ط َ لا ي ْ نَ أ ِ ه ْ يَل َ ع َ احَ ن ُ ج َ َ ابن سعد، (ف
رفع الجناح وما فيه من ّ ا)، ودليلهم أن َ م ِ ه ِ ب
كقوله تعالى: )9(التخيير بين الفعل والترك
، (البقرة: 032)ا) َ ع َ اجَ ر َ ت َي ْ نَ
ا أ َ م ِ هْ ي َ ل َع َ اح َ ن ُ ج َ َ (ف
ا) ً ر ْ ي َ خ َ ع َّ و َ طَ ت ْ ن َ م َ (و وقوله سبحانه:
َع َّ و َ ط َ ت ْ ن َ م َ (ف ثناؤه: ّ ، وقوله جل(البقرة:851)
.(البقرة: 481) ) ُه َ ل ٌ ر ْ ي َخ َو ُ ه َ ا ف ً ر ْ ي َ خ
وقد استند أصحاب القولين الأول
والثاني إلى ما جاء في السنة النبوية
: (اسعوا فإن E، وما روي عنه )10(المباركة
، )11(الله تبارك وتعالى كتب عليكم السعي)
وفي الحديث دلالة على الوجوب، وأما
ه نسك من ّا فإنه ثبت أن ً كون السعي ركن
مناسك الحج والعمرة، أو كان منهما،
:E فهو كالطواف، ومستند ذلك قوله
.)12((خذوا عني مناسككم)
أما مستند أصحاب القول الثالث فإنهم
ف) ّ و َّيطّ ف) على تقدير (ألا ّ و َّ لوا (أن يط ّ أو