مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 53

53
الأبعاد المعنوية للحج الإبراهيمي
سبحانه عن ملائكته فجعل البيت الحرام
رحمة للناس،.. والنظر إليه عبادة، بل
يستحب إكثار النظر إلى الكعبة المشرفة،
ى
َ
إل
ُ
ر
َ
ظ
َّ
: (الن
F
فقد روي عن رسول الله
.
)1(
ا)
ً
دم
َ
طايا ه
َ
الخ
ُ
م
ِ
هد
َ
ها، ي
َ
ا ل
ًّ
ب
ُ
ح
ِ
ة
َ
عب
َ
الك
A
الله الإمام الصادق
ِ
د
ْ
ب
َ
ي ع
ِ
ب
َ
أ
ْ
وعن
ْ
ن
َ
: م
َ
ال
َ
... وق
ٌ
ة
َ
اد
َ
ب
ِ
ع
ِ
ة
َ
ب
ْ
ع
َ
ك
ْ
ى ال
َ
ل
ِ
إ
ُ
ر
َ
ظ
َّ
: (الن
َ
ال
َ
ق
ه
ْ
ن
َ
ع
ْ
ت
َ
ي
ِ
ح
ُ
وم
ٌ
ة
َ
ن
َ
س
َ
ه ح
َ
ل
ْ
ت
َ
ب
ِ
ت
ُ
ك
ِ
ة
َ
ب
ْ
ع
َ
ك
ْ
ى ال
َ
ل
ِ
إ
َ
ر
َ
ظ
َ
ن
.
)2(
) ٍ
ات
َ
ئ
ِّ
ي
َ
س
ُ
ر
ْ
ش
َ
ع
ة تشريع الطواف
ّ
ا في عل
ً
وروي أيض
إن الله
A
في البيت عن الإمام الرضا
ِ
ض
ْ
ر
َ
ي الأ
ِ
ف
ٌ
ل
ِ
اع
َ
ي ج
ِّ
ن
ِ
قال للملائكة:
ا
َ
يه
ِ
ف
ُ
د
ِ
س
ْ
ف
ُ
ن ي
َ
ا م
َ
يه
ِ
ف
ُ
ل
َ
ع
ْ
ج
َ
ت
َ
أ
ْ
وا
ُ
ال
َ
ق
ً
ة
َ
يف
ِ
ل
َ
خ
وا على
ّ
، فرد
(البقرة: 03)
اء)
َ
م
ِّ
الد
ُ
ك
ِ
ف
ْ
س
َ
ي
َ
و
الله بهذا الجواب فعلموا انهم أذنبوا فندموا
فلاذوا في العرش واستغفروا فأحب الله
أن يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء
اح)
ّ
ا بحذاء العرش يسمى (الضر
ً
الرابعة بيت
ا يسمى
ً
ثم وضع في السماء الدنيا بيت
اح)، ثم وضع هذا
ّ
(المعمور) بحذاء (الضر
A
البيت بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم
فطاف به فتاب الله عليه، فجرى ذلك في
.
)3(
إلى يوم القيامة
ِ
ه
ِ
د
ْ
ل
ِ
و
وبالنظر في هذه الرواية الواردة في
ة تشريع الطواف بالبيت المعظم فلاحظ
ّ
عل
د والعبادة: (فأحب الله أن
ّ
ورود مفهوم التعب
د بمثل ذلك العباد)، فالذي يفهم من
ّ
يتعب
هذه الرواية أن من آثار الطواف بالبيت
هو الحصول على
A
كما طاف به آدم
لده إلى
ِ
الاستغفار والتوبة، فجرى في و
يوم القيامة، فموسم الحج وأعماله العبادية
هو موسم الرجوع إلى الله تعالى، والهجرة
إليه، والتوبة والإنابة إليه.
A
فالمتتبع لمسيرة النبي إبراهيم
م
ّ
ا حيث حط
ً
وحركته الرسالية مذ كان شاب
الأوثان وما لاقى في سبيل نشر رسالة
ا بكيفية جلبه لولده وزوجه
ً
السماء مرور
إلى صحراء مكة ومن ثم قضية ذبح ولده
إسماعيل، وبناء الكعبة المشرفة وما تبعها
من أعمال الحج، فإننا نحصل على دورة
كاملة للمسيرة العبادية والسلوك المعنوي
للإنسان، حيث يخرج من مأزق الذات
وعبادتها ويصل ويتقرب إلى الله تعالى
وينبذ متعلقات النفس المادية والالتحاق
بعالم المعنويات والتجافي عن هذا العالم
المزخرف، فهذا السلوك المعنوي الذي
يمثل روح العبادة في جميع العبادات
ى في الحج أكثر من غيره، فيشترط
ّ
يتجل
له في التقرب نحو عالم الغيب
ّ
في أو
للخروج من دائرة هذا العالم وقيوده وهذا
لا يعني الانعزال وترك كل شيء بل يعني
تبني طريقة الصالحين والسالكين إلى الله
تعالى في إقامة المجتمع الصالح الأخلاقي
ونشر روح العدل والفضيلة وتربية النفس
الخير والابتعاد عن
ّ
على الطهارة وحب
المعاصي والأمراض الخلقية.
ُ
ين
َ
ولانا ز
َ
م
َ
ع
َ
ج
َ
ا ر
ّ
م
َ
ل
ُ
ه
َّ
فقد روي (أن
، ُّ
ي
ِ
بل
ِّ
الش
ُ
ه
َ
ل
َ
قب
َ
است
ِّ
ج
َ
الح
َ
ن
ِ
م
A
َ
دين
ِ
العاب
ا
َ
م ي
َ
ع
َ
: ن
َ
؟ قال
ُّ
ي
ِ
بل
ِ
يا ش
َ
جت
َ
ج
َ
: ح
ُ
ه
َ
ل
A
َ
قال
َ
ف
، َ
الميقات
َ
لت
َ
ز
َ
: أن
A
َ
قال
َ
، ف
ِ
الله
ِ
سول
َ
ر
َ
ابن
؟ َ
لت
َ
س
َ
، واغت
ِ
ياب
ِّ
الث
ِ
خيط
َ
ن م
َ
ع
َ
دت
َّ
ر
َ
ج
َ
وت
1...,54,55,56,57,58,59,60,61,62,63 43,44,45,46,47,48,49,50,51,52,...132
Powered by FlippingBook