مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 107

107
مجلة ينابيع
ً
ئا
ْ
ي
َ
ش
ْ
م
ُ
ت
ْ
ئ
ِ
ج
ْ
د
َ
ق
َ
حرمة له انتهكتم؟
ّ
وأي
ُّ
ق
َ
ش
ْ
ن
َ
ت
َ
و
ُ
ه
ْ
ن
ِ
م
َ
ن
ْ
ر
َّ
ط
َ
ف
َ
ت
َ
ي
ُ
ات
َ
او
َ
م
َّ
الس
ُ
اد
َ
ك
َ
ا * ت
ّ
د
ِ
إ
(مريم:98-09)،
ا)
ّ
د
َ
ه
ُ
ال
َ
ب
ِ
ج
ْ
ال
ُّ
ر
ِ
خ
َ
ت
َ
و
ُ
ض
ْ
ر
َ
ال
ما جئتم بها لصلعاء، عنقاء، سوداء،
َّ
إن
فقماء، خرقاء، شوهاء، كطلاع الأرض,
وملاء السماء، أفعجبتم أن قطرت السماء
وأخزى, وأنتم
ّ
؟ ولعذاب الآخرة أشد
ً
دما
ه
َّ
كم المهل فإن
ّ
لا تنصرون، فلا يستخفن
عز وجل لا يحفزه البدار، ولا يخاف فوت
ربكم لبالمرصاد، فترقبوا
َّ
الثار، كلا إن
.
)14(
))
)13(
وآخر صاد
)12(
ل النحل
ّ
أو
ُ
قال الراوي: ((فو الله، لقد رأيت
هم كانوا سكارى،
َّ
حيارى، كأن
ٍ
الناس يومئذ
فون،
ّ
عون ويتأس
ّ
يبكون ويحزنون، ويتفج
وقد وضعوا أيديهم في أفواههم)).
إذا دققنا النظر في بنية هذه الخطبة
العصماء خرجنا بعدة نقاط:
القوة الخطابية لدى عقيلة بني
: ً
أول
تها الخطابية
ّ
نت قو
َّ
، فهي قد بي
D
هاشم
عندما بدأت بخطبتها العصماء ارتدت
الأنفاس وسكنت الأجراس كما يصف
الراوي، وأثناء الخطبة يرتفع البكاء
والنحيب من الجمهور كما هو واضح من
على مدى التأثير
ّ
، وهذا يدل
D
كلامها
العالي الذي أحدثته الخطبة في نفوسهم،
ويكمل الراوي الوصف بعد انتهاء الخطبة
فوصف حالهم بالحيرة وكأنهم سكارى
يبكون ويحزنون، ويفجعون ويتأسفون،
فمن هول المصاب لا يدرون ما يفعلون،
أما الحوراء وإن كان المصاب مصابها
إلا أن قوتها الخطابية حازت على قوتهم
النفسية.
ُ
والصيغ
ُ
الألفاظ
َ
ومما يؤكد هذه القوة
العالية في بنائها ومضمونها
ُ
والتراكيب
والتي لا يستطيع أي خطيب أن يأتي بها،
D
هذا إذا نظرنا إلى حال زينب الحوراء
وهي فاقدة لإخوتها وبنيها وأحبتها،
وهي في حال السبي والأسر، والأغلال
العتاة
َّ
في يديها، وهي واقفة بين يدي
المجرمين.
الأسلوب الخطابي المثالي؛
: ً
ثانيا
لقد جاءت الخطبة بأسلوبها المثالي المتبع
عند العرب في الإسلام مبتدئة بحمد الله
والصلاة على رسوله وآله، منتقلة في ما
بعد إلى قولها (وبعد) وفي رواية (وأما
بعد)، وهذه العبارة ترد في بدايات خطب
العرب، فقد أثر عن سحبان - الذي يضرب
به المثل في الخطابة - قوله: [من الطويل]
لقد علم الحي اليمانون أنني
إذا قلت (أما بعد) أني خطيبها
فالواضح من القول أن هذه العبارة
تفتتح بها الخطبة بعد الحمد والثناء؛
بنداء
D
ومن ثم بدأت زينب الحوراء
ً
الحاضرين، وقد جددت النداء لاحقا
لكي تعيد إلى الأذهان الانتباه إلى الخطبة،
هذا مع الانتقال بين الأساليب بين نداء
واستفهام وخبر، إلى أن أنهت الخطبة،
والمستقبل مستشعر بنهايتها غير محتاج
إلى مزيد.
وقد كانت الخطبة معتدلة في طولها،
فلم تكن قصيرة مخلة ولا طويلة مملة.
كان الاستشهاد بالقرآن الكريم
: ً
ثالثا
في جميع الخطبة من بدايتها إلى
ً
حاضرا
نهايتها، والألفاظ والأساليب القرآنية
هي الحاكمة في النص، فقد اقتبست في
كما هو واضح
ً
كلامها مرتين بآيتين نصا
في الخطبة، وخمس مرات أوردت الألفاظ
القرآنية في أثناء الخطبة، وهي في قولها:
مت لكم أنفسكم
َّ
1- ((ألا ساء ما قد
أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم
في الكوفة
D
مع خطبة زينب
1...,108,109,110,111,112,113,114,115,116,117 97,98,99,100,101,102,103,104,105,106,...132
Powered by FlippingBook