مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 27

27
فالحياة نحو من وجود يترشح عنه العلم
ا
َ
ن
َّ
ت
َ
م
َ
ا أ
َ
ن
َّ
ب
َ
وا ر
ُ
ال
َ
والقدرة، قال تعالى:
ا
َ
ن
ْ
ف
َ
ر
َ
ت
ْ
اع
َ
ف
ِ
ن
ْ
ي
َ
ت
َ
ن
ْ
ا اث
َ
ن
َ
ت
ْ
ي
َ
ي
ْ
ح
َ
أ
َ
و
ِ
ن
ْ
ي
َ
ت
َ
ن
ْ
اث
) ٍ
يل
ِ
ب
َ
س
ْ
ن
ِ
م
ٍ
وج
ُ
ر
ُ
ى خ
َ
ل
ِ
إ
ْ
ل
َ
ه
َ
ا ف
َ
ن
ِ
وب
ُ
ن
ُ
ذ
ِ
ب
، والإحياءان المذكوران يشتملان
(غافر:11)
على حياتين: إحداهما: الحياة البرزخية،
والثانية: الحياة الآخرة، فللحياة أقسام كما
، فقد (احتج أكثر العلماء
)3(
للحي أقسام
بهذه الآية في إثبات عذاب القبر، وتقرير
الدليل أنهم أثبتوا لأنفسهم موتتين حيث
فأحد الموتتين
) ِ
ن
ْ
ي
َ
ت
َ
ن
ْ
ا اث
َ
ن
َّ
ت
َ
م
َ
ا أ
َ
ن
َّ
ب
َ
قالوا:
مشاهد في الدنيا، فلا بد من إثبات حياة
أخرى في القبر حتى يصير الموت الذي
، وذلك يدل على
ً
ثانيا
ً
يحصل عقيبها موتا
، لأن الإماتة عن
)4(
حصول حياة في القبر)
الحياة الدنيا والإحياء للبرزخ ثم الإماتة
عن البرزخ والإحياء للحساب يوم القيامة،
فالآية تشير إلى الإماتة بعد الحياة الدنيا
والإماتة بعد الحياة البرزخية وإلى الإحياء
في البرزخ والإحياء ليوم القيامة، ولولا
الحياة البرزخية لم تتحقق الإماتة الثانية،
من الإماتة والإحياء يتوقف تحققه
ًّ ُ
لأن ك
.
)5(
على سبق خلافه
فعالم البرزخ ـ كما يدل عليه اسمه ـ
هو عالم يتوسط بين عالمنا هذا والعالم
الآخر، وفي القرآن الكريم يكثر الحديث
ه قليل عن عالم
ّ
عن العالم الآخر، ولكن
البرزخ، ولهذا السبب هناك هالة من
الغموض والإبهام تحيط بالبرزخ، ومن ثم
لا نعرف الكثير من خصائصه وجزئياته،
ولكن عدم معرفة التفاصيل الجزئية لا تؤثر
ح
ّ
على أصل الاعتقاد بالبرزخ الذي صر
.
)6(
القرآن بأصل وجوده)
فما ورد في القرآن الكريم بشأن
نة المطهرة لما فيها
ُ
نته الس
ّ
البرزخ، بي
ما يثبت حياة الإنسان في الآخرة، التي
منها حياة البرزخ، ففي الآيات
ً
يكون جزءا
الصريحة التي تذكر امتداد حياة الإنسان
إلى ما بعد موته، يقول سبحانه وتعالى في
ى
ّ
الكافر إذا وقف على سوء مصيره يتمن
ّ
حق
عودته إلى الدنيا ليتدارك ما فات، ولكن
ى
َّ
ت
َ
طلبه، قال تعالى:
ُّ
رد
ُ
يخيب سعيه، وي
* ِ
ون
ُ
ع
ِ
ج
ْ
ار
ِّ
ب
َ
ر
َ
ال
َ
ق
ُ
ت
ْ
و
َ
م
ْ
ال
ُ
م
ُ
ه
َ
د
َ
ح
َ
أ
َ
اء
َ
ا ج
َ
ذ
ِ
إ
ا
َ
ه
َّ
ن
ِ
إ
َّ َ
ك
ُ
ت
ْ
ك
َ
ر
َ
ا ت
َ
يم
ِ
ا ف
ً
ح
ِ
ال
َ
ص
ُ
ل
َ
م
ْ
ع
َ
ي أ
ِّ
ل
َ
ع
َ
ل
ِ
م
ْ
و
َ
ى ي
َ
ل
ِ
إ
ٌ
خ
َ
ز
ْ
ر
َ
ب
ْ
م
ِ
ه
ِ
ائ
َ
ر
َ
و
ْ
ن
ِ
م
َ
ا و
َ
ه
ُ
ل
ِ
ائ
َ
ق
َ
و
ُ
ه
ٌ
ة
َ
م
ِ
ل
َ
ك
، وقد جاء في
(المؤمنون: 99ـ001)
) َ
ون
ُ
ث
َ
ع
ْ
ب
ُ
ي
ي (ت923هـ) أن البرزخ هو أمر
ّ
تفسير القم
بين أمرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا
على من أنكر عذاب
ٌّ
والآخرة، وهو رد
القبر والثواب والعقاب قبل القيامة وهو
: (والله ما أخاف عليكم
A
قول الصادق
البرزخ، فأما إذا صار الأمر إلينا فنحن
ّ
إ
، وقال الإمام علي بن الحسين
)7(
أولى بكم)
: (إن القبر روضة من رياض الجنة، أو
A
.
)8(
حفرة من حفر النيران)
الترغيب الحسي في البرزخ:
إن ابن آدم يتمثل له عمله في القبر
من الثواب أو العقاب الحسي،
ٍ
على هيئة
لحاله في الحياة الدنيا ويتجسد له في
ً
تبعا
قبره، لتأخذ مكانها في الترغيب والترهيب
الحسي، وهو ما روي عن أئمة أهل
.
B
البيت
) بسنده
فقد روى الكليني (ت923 ه
عن أمير المؤمنين
)9(
في كتابه الكافي
قال: (... فإن كان لله
A
الإمام علي
ا
ً
ا أتاه[يعني عمله] أطيب الناس ريح
ً
ولي
ا، فقال:
ً
ا وأحسنهم رياش
ً
وأحسنهم منظر
أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك
خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول:
27
ي في حياة البرزخ
ِّ
الترغيب الحس
1...,28,29,30,31,32,33,34,35,36,37 17,18,19,20,21,22,23,24,25,26,...132
Powered by FlippingBook