مجلة ينابيع - تعنى بنشر فكر أهل البيت عليهم السلام - page 36

العدد (٧٧) شهر ذو القعدة - ذو الحجة 8341ه
36
بالعروة
ً
زاكية لله تعالى في دعوتك متمسكا
الوثقى.
وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش
كطوفك مع المسلمين بنفسك حول البيت.
وهرول هرولة من هواك وتبرأ من
حولك وقوتك.
واخرج من غفلتك وزلاتك بخروجك
إلى منى ولا تتمن ما لا يحل لك، ولا
تستحقه.
واعترف بالخطايا بعرفات، وجدد
عهدك عند الله تعالى بوحدانيته وتقرب
إليه.
واتقه بمزدلفة، واصعد بروحك إلى
الملأ الأعلى بصعودك على الجبل.
واذبح حنجرة الهوى والطمع عند
الذبيحة.
وارم الشهوات والخساسة والدناءة
والذميمة عند رمي الجمرات.
واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق
شعرك.
ل في أمان الله وكنفه وستره
ُ
وادخ
وكلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم.
ا لتعظيم صاحبه
ً
ودر حول البيت متحقق
ومعرفة جلاله وسلطانه.
ا
ً
ا بقسمته وخضوع
ً
واستلم الحجر رض
لعزته.
وودع ما سواه بطواف الوداع.
واصف روحك وسرك للقائه يوم تلقاه
بوقوفك على الصفا.
ا أوصافك عند
ً
وكن بمرأى من الله، نقي
المروة.
واستقم على شرط حجتك هذه ووفاء
عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبته
له إلى يوم القيامة، واعلم بأن الله تعالى
لم يفرض الحج ولم يخصه من جميع
الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى:
َ
اع
َ
ط
َ
ت
ْ
اس
ِ
ن
َ
م
ِ
ت
ْ
ي
َ
ب
ْ
ال
ُّ
ج
ِ
ح
ِ
اس
َّ
ى الن
َ
ل
َ
ع
ِ
ِ
َ
.
) ً
ي
ِ
ب
َ
س
ِ
ه
ْ
ي
َ
ل
ِ
إ
ولا شرع نبيه سنة في خلال المناسك
للاستعانة والإشارة
ّ
على ترتيب ما شرعه إ
إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفضل
بيان السبق من الدخول في الجنة أهلها
ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج
من أولها إلى آخرها لأولي الألباب وأولي
.
)14(
النهى)
وبذلك تتوضح لنا آداب وأسرار وفوائد
الحج، والذي هو فريضة وركن إسلامي
مهم، تكتنف في داخله جملة أسرار، على
المسلم معرفتها، والتوق إلى عملها، ففيها
طاعة الله تعالى، وفيها نجاته، وفيها سعة
رزقة، وزيادة حسناته.
.
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الخصال، ص 026.
2ـ المحجة البيضاء، ج 2، ص 981.
3ـ المصدر السابق.
4ـ نهج البلاغة، الخطبة 1.
5ـ ثواب الأعمال، ص 07.
6ـ أمالي الطوسي، ص 692.
7ـ أمالي الصدوق، ص 394.
8ـ البحار، ج 99، ص 54.
9ـ عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 911.
01ـ الدر المنثور، ج 2، ص 36.
11ـ ثواب الأعمال، ص 47.
21ـ الخصال، ص 761.
31ـ الوسائل، ج 9، ص 3.
41ـ مصباح الشريعة، الحج، والمحجة البيضاء،
ج 2، ص 662 ـ 762.
1...,37,38,39,40,41,42,43,44,45,46 26,27,28,29,30,31,32,33,34,35,...132
Powered by FlippingBook